قال فضيلة الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الصدق فضيلة عظيمة أمر بها الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم، ومدح الصادقين ووعدهم بالجنة، مستشهدًا بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}، وبآية الجزاء: {هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ…}.

وأوضح علي جمعة، عبر صفحته الرسمية على “فيس بوك”، أن الصادق لا يخشى الإفصاح عن الحقيقة، فهو متوكل على الله، بينما الكاذب يخشى الناس ويقلق على صورته، مشيرًا إلى أقوال مأثورة تؤكد أن الكاذب كاللص، إذ يسرق عقول الناس، وأن “لا سيف كالحق، ولا عون كالصدق”.

الدافع الأساسي للكذب

وأضاف أن الدافع الأساسي للكذب غالبًا ما يكون سعيًا وراء منفعة أو هروبًا من ضرر، لكن الكذب في الحقيقة قد يبعد الإنسان عما يؤمل ويقربه مما يخاف. كما أكد أن القبيح لا يصبح حسنًا، والشر لا يتحول إلى خير، في تشبيهٍ بليغٍ قال فيه: “ليس يُجنى من الشوك عنب، ولا من الكَرْم حنظل”.

وتناول المفتي السابق أسباب شيوع الكذب، معتبرًا أن الحديث بكل ما يُسمع دون تحقق من المصادر أحد مظاهر الكذب، مستشهدًا بقول النبي ﷺ: “كفى بالمرء كذبًا أن يُحدّث بكل ما سمع”، مشددًا على أن الكذب المستمر يُكتب عند الله كذبًا.

واختتم  علي جمعة منشوره بالإشارة إلى أن الكذب هو شكل من أشكال الاعتراض على قدر الله، لأن الكاذب لا يرضى بالواقع، بينما الصادق يُسلم بأمر الله ويحكي الواقع كما هو. مؤكدًا أن الصدق بركة ولو بدا غير نافع، وهو قوة حتى لو ظنه البعض ضعفًا، وأنه أساس لبناء الإنسان المؤمن القادر على إعمار الكون وعبادة الله حق العبادة.

 

شاركها.