أعلنت إسرائيل اغتيال رئيس استخبارات الحرس الثوري الإيراني محمد كاظمي ونائبه في هجمات إسرائيلية على طهران، وهو ما أكدته وكالة “تسنيم” الإيرانية.

ويأتي تأكيد الحرس الثوري بعد ساعات من إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مقابلة مع شبكة تلفزيون FOX NEWS الأميركية اغتيال كاظمي ونائبه، معتبراً أن الهجمات التي تشنها إسرائيل ربما تؤدي إلى تغيير النظام في إيران.

وقال نتنياهو خلال المقابلة:” أستطيع أن أخبركم أننا استهدفنا رئيس استخباراتهم ونائبه في طهران قبل قليل”. 

وفي كلمة متلفزة بعد اندلاع الهجمات الإسرائيلية على طهران قال خامنئي إن “إسرائيل لن تبقى سالمة بعد الهجوم الواسع الذي شنته، مؤكداً أن طهران لن تلجأ لأنصاف الحلول في ردها على الهجوم”.

ومنذ بدء العمليات ضد إيران، اغتالت إسرائيل العديد من القادة الكبار في الجيش الإيراني، مثل رئيس الأركان محمد باقري، وقائد الحرس الثوري حسين سلامي، وقائد مقر “خاتم الأنبياء” للدفاع الجوي، وقائد القوات الجوية والفضائية في الحرس الثوري أمير علي حاجي زاده، بينما اقتصر الاستهداف الإسرائيلي للشخصيات السياسية على مستشار المرشد الإيراني علي شمخاني.

محمد كاظمي… رجل الظل

ولد محمد كاظمي في عام 1961 ويتحدر من سمنان شرقي طهران، وكان عضواً فعالاً في اللجان الثورية التي شكلها الخميني لقمع المعارضين في الثمانينات، ثم ما لبث أن التحق بالاستخبارات الإيرانية. 

كاظمي، كان يُعد من أبرز الشخصيات الأمنية في إيران، إذ تولى قيادة جهاز استخبارات الحرس الثوري الإيراني، وهذه المنظمة ليست مجرد جهاز استخباراتي عسكري، بل هي ذراع قوي ذات صلاحيات واسعة تشمل الأمن الداخلي ومكافحة الفساد، ومراقبة المعارضين، فضلاً عن دورها الحاسم في إدارة العمليات الخارجية للحرس الثوري. 

ويُنظر إلى رئيسها على أنه شخصية مقربة من المرشد الإيراني علي خامنئي، ما يمنحها نفوذاً هائلاً داخل هيكل السلطة الإيرانية.

وقبل تعيينه على رأس جهاز الاستخبارات، شغل كاظمي منصب رئيس منظمة حماية المعلومات في الحرس الثوري، وهي مسؤولية تتطلب فهماً عميقاً للعمليات السرية ومكافحة التجسس، مما يشير إلى خبرته الطويلة في دهاليز العمل الأمني.

وبحسب وزارة الخزانة الأميركية، لدى كاظمي “سجل طويل في عمليات القمع الداخلي منذ توليه قيادة جهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري الإيراني في يونيو 2022”.

ووفقاً للوزارة، كان “كاظمي مسؤولاً عن إدارة وتنسيق قمع الاحتجاجات، ومراقبة وتقييد استخدام الإنترنت، واعتقال المعارضين”.

ووفقاً لموقع المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، عمل كاظمي على “صد عمليات تسرب المعلومات السرية خارج الحرس الثوري الإيراني أثناء توليه مسؤولية المراقبة السياسية والأمنية لقادة الحرس الثوري الإيراني وأفراده”.

ونظراً لكونه على رأس استخبارات الحرس الثوري الإيراني، فهو يفحص ويدقق في هوية جميع قادة الحرس الثوري الإيراني، بالإضافة إلى أنه يوافق على جميع المهام الموكلة لهم.

الصندوق السري

وكانت صحيفة Iran Dideban وصفت كاظمي ذات مرة بأنه المسؤول عن “الصندوق السري” للحرس الثوري الإيراني.

وبحسب موقع khamenei.ir أرجع كاظمي في يوليو 2023 مسؤولية الاحتجاجات التي شهدتها إيران إلى وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA.

وقال إن الاستخبارات الأميركية رتبت اجتماعاً مع عناصر مناهضة للثورة الإيرانية في مايو 2022، تحدثوا فيه عن الاستياء الشعبي في البلاد، ورأوه أمراً من الممكن استغلاله في تنظيم الاحتجاجات، من خلال استخدام استراتيجيات تتعلق بإثارة الكراهية بين أفراد الشعب عبر اختلاق قصص إخبارية عاطفية، بالإضافة إلى القضاء على الأمن بشكل عام، وكذلك الجماعات الدينية التي تدعم الحكومة.

وقال تقرير للمقاومة الإيرانية في 2022، بعد صعود كاظمي على قمة الجهاز إنه “ركز على قمع أي صوت معارض داخل الحرس الثوري الإيراني، لكن هذا لن يساعد خامنئي في نهاية المطاف؛ لأن التطورات الأخيرة في إيران تؤكد أن جهاز المخابرات في الحرس الثوري الإيراني بأكمله أشبه بخلية نحل ​​مليئة بعملاء وجواسيس من أعداء النظام”. 

كما حذر التقرير آنذاك من الاختراقات، وأن على خامنئي تفكيك جهاز المخابرات في الحرس الثوري الإيراني، لكن في الوقت نفسه اعتبر أن القيام بذلك سيكون ضربة قاسية لآلية القمع التابعة له، مع الإشارة إلى أن الجهاز كان في “مأزق أمني” مع اتساع نطاق الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد.

وتثير عملية اغتيال كاظمي تساؤلات جدية بشأن مستقبل عمليات الاستخبارات الإيرانية، كما تضع ضغوطاً متزايدة على القيادة الإيرانية في مواجهة ما تعتبره إسرائيل “حملة للقضاء على البرنامج النووي الإيراني”.

شاركها.