قالت وزارة الدفاع الصينية، إن ثاني أعلى قائد عسكري في البلاد وثمانية مسؤولين كبار آخرين تم طردهم من الجيش الصيني والحزب الشيوعي، للاشتباه في “تورطهم في مخالفات جسيمة مرتبطة بالفساد”.
ويُعدّ هي ويدونج، الذي شغل منصب نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية، وهي الهيئة الأعلى نفوذاً في الجيش الصيني، أرفع مسؤول يُستهدف حتى الآن في إطار “حملة مكافحة الفساد” المستمرة وسط قيادات المؤسسة العسكرية، وفق ما أوردت وكالة “أسوشيتد برس”، السبت.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية تشانج شياوقانج، في بيان، إن المسؤولين التسعة “مشتبه بارتكابهم جرائم بالغة الخطورة تتعلق بمبالغ مالية ضخمة للغاية”، مشيراً إلى أن “قضاياهم أُحيلت إلى الادعاء العسكري لمراجعتها ومحاكمتهم”.
وذكرت شبكة CNN أن الوزارة أبعدت أيضاً الأميرال مياو هوا، المفوض السياسي الأعلى في الجيش الصيني.
وشملت قائمة المسؤولين الآخرين الذين وردت أسماؤهم في بيان الوزارة: هي هونججون، المسؤول السابق في إدارة العمل السياسي بالجيش الصيني، ووانج شيوبين من مركز القيادة المشتركة للجنة العسكرية المركزية، ولين شيانجيانج القائد السابق لقيادة المسرح الشرقي.
كما ورد اسم القائد السابق لقوات الشرطة المسلحة وانج تشوننينج، الذي أُقيل الشهر الماضي من عضوية الهيئة التشريعية الوطنية، إلى جانب ثلاثة جنرالات آخرين من الجيش الصيني.
وتُعد حملات مكافحة الفساد من السمات البارزة لسياسات الرئيس الصيني شي جين بينج، منذ توليه السلطة عام 2012، وقد أسفرت عن الإطاحة بآلاف المسؤولين.
وقالت CNN إن إقالة هي ويدونج هي الأولى من نوعها لجنرال يشغل منصباً في اللجنة العسكرية المركزية منذ الثورة الثقافية (1966-1976). ولم يُشاهد الجنرال البالغ من العمر 68 عاماً في العلن منذ مارس الماضي، بينما لم تكشف السلطات الصينية عن التحقيق في أنشطته إلا الآن.
علاقات هي ويدونج بالرئيس شي
يمتلك الجنرال هي ويدونج سجلاً طويلاً من الخبرة العملياتية، وروابط وثيقة بالرئيس الصيني شي جين بينج، تعود إلى أواخر تسعينيات القرن الماضي، حين خدم الاثنان في مقاطعتي فوجيان وتشيجيانج، بحسب CNN.
وكان شي حينها نائب سكرتير الحزب وحاكم المقاطعة بين عامي 1995 و2002.
وانضم الجنرال هي، لاحقاً إلى اللجنة العسكرية المركزية بعد أن تولى قيادة قيادة المسرح الشرقي للجيش في فوجيان، وهي المنطقة المقابلة لتايوان والتي تُعد حاسمة في أي نزاع محتمل حول الجزيرة التي تعتبرها بكين جزءاً من أراضيها.
وفي عام 2022، تمت ترقيته مباشرة إلى منصب نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية، متجاوزاً المرحلة المعتادة المتمثلة في عضوية اللجنة المركزية المكونة من 205 أعضاء.
ووفق وزارة الدفاع الأميركية، لعب الجنرال هي، دوراً محورياً في التخطيط للمناورات بالذخيرة الحية حول تايوان عقب زيارة نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الأميركي آنذاك، إلى تايبيه في أغسطس 2022، وهي المناورات التي اعتُبرت أكثر التحركات العسكرية الصينية عدوانية تجاه الجزيرة في السنوات الأخيرة.
تداعيات سياسية
ويحمل طرد هي ويدونج تداعيات تتجاوز المؤسسة العسكرية، إذ كان عضواً في المكتب السياسي المكوَّن من 24 عضواً، وهو ثاني أعلى هيئة قيادية في الحزب الشيوعي الحاكم.
كما يُعد أحد نائبي رئيس اللجنة العسكرية المركزية، وكان يُنظر إليه على نطاق واسع باعتباره من المقربين من الرئيس شي جين بينج، القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وجاء هذا الإعلان قبل أيام من انعقاد الدورة الكاملة الرابعة للجنة المركزية للحزب الشيوعي في بكين، وهي هيئة نخبوية تضم أكثر من 200 مسؤول رفيع. ومن المتوقع أن يُقر الاجتماع قرارات تتعلق بتغييرات في المناصب، بما في ذلك فصل واستبدال أعضاء اللجنة المركزية.