رُصدت المدمرة الصينية العاشرة من طراز Type 055، وهي تخضع لتجارب بحرية جديدة، في إشارة واضحة إلى استمرار تقدّم برنامج البحرية الصينية في نشر سفن قتالية سطحية كبيرة متعددة المهام، ما يعزز مكانة بكين كقوة بحرية صاعدة في العالم.
وتُصنّف البحرية الأميركية هذه السفن ضمن فئة الطرادات، نظراً لما تتمتع به من حجم ضخم وتجهيزات قيادة متطورة، تجعلها منصات متعددة الأدوار قادرة على تنفيذ مهام القيادة والسيطرة، إلى جانب العمليات القتالية، بحسب موقع Army Recognition.
وبدأ اهتمام الصين بتطوير مدمرة أكبر حجماً منذ عقود، لكن المشروع عاد بقوة مطلع القرن الحالي، ففي عام 2014 ظهر نموذج بالحجم الطبيعي للهيكل العلوي للسفينة في نطاق الاختبار الإلكتروني بمدينة ووهان، ليمهّد الطريق لبدء أعمال البناء.
وتم هيكلة البرنامج لتوفير 16 سفينة على دفعتين من ثماني سفن، بما يتماشى مع الخطة الخمسية الرابعة عشرة، وموزعة على أساطيل بحر الشمال والشرق والجنوب التابعة للبحرية الصينية.
ويتم البناء في حوض بناء السفن جيانجنان في شنغهاي، وشركة داليان لصناعة بناء السفن في لياونينج، وأظهرت صور الأقمار الصناعية بناء متوازي في هذه المرافق، مع التجميع المعياري الذي يسمح بأوقات بناء أقصر.
وتشير التقارير إلى أن الهيكل الأول تم إطلاقه بعد 29 شهراً من البناء، مع تقدير التكاليف بنحو 6 مليارات يوان (888 مليون دولار) لكل سفينة، بما في ذلك البحث والتطوير.
مواصفات Type 055
تبلغ إزاحة فئة Renhai من Type 055 حوالي 11000 طن قياسي، ومن 12000 إلى 13000 طن محملة بالكامل، بطول 180 متراً، وعرض 20 متراً، وغاطس 6.6 متر.
وتُقدر سرعتها بـ30 عقدة، مع قدرة تحمل تبلغ 5000 ميل بحري بسرعة 12 عقدة. ووُضعت السفينة الرئيسية Nanchang في عام 2014، وتم إطلاقها في عام 2017، ودخلت الخدمة في يناير 2020.
وبحلول أواخر عام 2022، تم تشغيل الدفعة الأولى المكونة من ثماني سفن، وتستمر الوحدات الإضافية في التقدم خلال مراحل الإطلاق والتجربة، وقد تم تأكيد دخول السفينة العاشرة في التجارب البحرية.
ويتم توفير الدفع بواسطة 4 توربينات غازية من طراز QC-280، كل منها بقدرة 28 ميجاوات، بإجمالي قدرة 112 ميجاوات.
وتوفر 6 مولدات توربينية من طراز QD-50، كل منها بقدرة 5 ميجاوات، حوالي 30 ميجاوات من الطاقة الكهربائية على متن السفينة، والتي تُستخدم في أجهزة الاستشعار وأنظمة القيادة والأجهزة المساعدة، وتبلغ السرعة القصوى 30 عقدة، مع مدى كافٍ لعمليات ممتدة تتجاوز المياه الإقليمية.
وأشارت بعض المنشورات الصينية إلى أن الإصدارات المستقبلية قد تعتمد على الدفع الكهربائي المتكامل، ما يقلل الضوضاء، ويحسن الكفاءة، ويوفر طاقة كافية للأسلحة عالية الطاقة مثل الليزر أو المدافع الكهرومغناطيسية.
وتستخدم السفن حالياً أنظمة تقليدية، على الرغم من الإبلاغ عن تجارب لتقنيات دفع متقدمة على سفن أخرى، وتُركز أجهزة الاستشعار وأنظمة المعالجة على تغطية النطاقين المزدوجين وتقليل البصمات.
ويضم الصاري المتكامل أربع لوحات رادار AESA من طراز Type 346B تعمل بنطاق S، وهي أكبر بنسبة 40% تقريباً من لوحات Type 346A المستخدمة في المدمرات Type 052D، مع نطاقات كشف مُعلنة تتجاوز 400 كيلومتر، وتحسينات مُعلنة تصل إلى 60% ضد الأهداف منخفضة الارتفاع.
رادارات ملاحية
ويحمل الصاري أيضاً راداراً يعمل بنطاق X لتتبع الأجسام منخفضة التحليق، وهوائيات حرب إلكترونية، وأنظمة ربط بيانات، ورادارات ملاحية.
وتشمل الميزات الإضافية أجهزة استشعار تحذير بالليزر، وأنظمة كهروضوئية، وأنظمة مضادة إلكترونية. ويتضمن تصميم الهيكل مقدمة منتفخة تحتوي على نظام سونار، ويدعم كلاً من سونار متغير العمق ومصفوفة سحب.
ويصف المحللون الصينيون السفينة بأنها قادرة على تنسيق مهام القيادة والتحكم لمجموعة مهام، مع وجود مركز استخبارات قتالية داخل الهيكل العلوي.
ويُقلل التصميم من البصمات الرادارية، والأشعة تحت الحمراء، والصوتية، والكهرومغناطيسية عن طريق إخفاء معدات الإرساء ومنافذ العادم.
ويتركز التسليح الأساسي في 112 خلية نظام إطلاق عمودي، موزعة على 64 خلية أمامية و48 خلية خلفية، وتتوافق هذه الخلايا مع المعيار الوطني GJB 5860-2006، ما يسمح بالإطلاقات الساخنة والباردة.
وتشمل الصواريخ المتوافقة صاروخ أرض جو طويل المدى HHQ-9 بمدى 200 كيلومتر أو أكثر، وصاروخ كروز المضاد للسفن YJ-18 بمدى يتراوح بين 220 و540 كيلومتراً، وسرعات قصوى تتراوح بين 2.5 و3 ماخ، وصاروخ باليستي فرط صوتي YJ-21 بمدى مزعوم يبلغ 1500 كيلومتر وسرعات تتراوح بين 6 و10 ماخ، وصاروخ كروز للهجوم البري CJ-10 بمدى يتراوح بين 1500 و2000 كيلومتر وحمولة 500 كجم.
ومقياس “ماخ” هو وحدة قياس سرعة الأجسام التي تسير بسرعات فائقة مثل الطائرات النفاثة، ويعادل 1062.17 كيلومتر.
وتشمل الأسلحة الإضافية مدفعاً بحرياً من طراز H/PJ-45 عيار 130 مليمتر، ونظاماً للأسلحة المضادة للغواصات من طراز H/PJ-11 عيار 30 مليمتر و11 سبطانة، بمعدل إطلاق يصل إلى 11000 طلقة في الدقيقة، ونظاماً للأسلحة المضادة للغواصات من طراز HHQ-10 قصير المدى، قائم على صواريخ أرض جو، مكوناً من 24 خلية، بمدى يتراوح بين 0.5 و9 كم، وأنبوبين ثلاثيين للطوربيدات من طراز Yu-7 بقطر 324 مليمتر، يطلقان طوربيدات خفيفة الوزن من طراز Yu-7، بمدى 14 كيلومتر وسرعات تتجاوز 45 عقدة.
وتسمح مرافق الطيران بطائرتي مروحية من طراز Z-9، أو Z-18، أو Z-20، للقيام بمهام مكافحة الغواصات والاستطلاع.
مقارنة مع Arleigh Burke
بالمقارنة مع مدمرة البحرية الأميركية من فئة Arleigh Burke، تتميز المدمرة من طراز Type 055 بسعة إزاحة أكبر، وسعة نظام إطلاق عمودي، وتركيز تصميمها على دمج التخفي.
وتتراوح إزاحة Arleigh Burke، حسب طراز الطيران، بين 9000، و10000 طن، وتضم ما بين 90، و96 خلية نظام إطلاق عمودي (VLS)، بينما تحمل المدمرة من طراز Type 055 112 خلية.
ويستخدم كلاهما أنظمة رادار ثنائية النطاق، إلا أن المدمرة من طراز Arleigh Burke تتضمن رادار AN/SPY-6 AESA مع كشف وتتبع مُحسّنين، بينما تدمج المدمرة من طراز Type 055 رادارات من النطاقين S، وX في صارية مُدمجة لتقليل البصمات.
ومن حيث التسليح، تحمل المدمرة الأميركية صواريخ أرض-جو بعيدة المدى، وصواريخ مضادة للسفن، وصواريخ كروز هجومية برية، لكن المنصة الصينية تُضيف إمكانية إطلاق صواريخ YJ-21 فرط صوتية.
وتحافظ المدمرة الأميركية على تكامل دفاعي قوي ضد الصواريخ الباليستية مع نظام Aegis القتالي، بينما قد تؤدي المدمرة Type 055 هذا الدور في الإصدارات المستقبلية.
وصُممت كلتا الفئتين لمرافقة حاملات الطائرات وتنفيذ مهام مستقلة، إلا أن Type 055 تعكس قرار الصين الأخير بإعطاء الأولوية للهياكل الكبيرة ذات العمق الكبير لمخزن الذخيرة، بينما تظل Arleigh Burke المقاتلة السطحية الأساسية للبحرية الأميركية.
ووفقًا لتقييمات وزارة الدفاع الأميركية، يمكن أن تُستخدم الإصدارات المستقبلية من Type 055 كمنصات إطلاق للصواريخ الاعتراضية المضادة للصواريخ الباليستية مثل HQ-19.
وتُمثل الوحدات العشر من هذه الفئة من المدمرة، مجتمعة، زيادة كبيرة في قدرة الصين على إبراز قوتها وإجراء عمليات مستدامة خارج بحارها القريبة.