دعت الصين الولايات المتحدة إلى تجنب 4 ملفات حساسة من أجل المحافظة على الهدنة التجارية التي تم التوصل إليها بين الرئيسين دونالد ترمب وشي جين بينج، في إشارة إلى مجموعة واسعة من الخلافات التي ستختبر العلاقات بين البلدين خلال الأيام المقبلة.
وحدّد السفير الصيني لدى الولايات المتحدة، شيه فنج، أربعة خطوط حمراء، وهي “تايوان، الديمقراطية وحقوق الإنسان، النظام السياسي الصيني، وحقوق التنمية”، مضيفاً أن “الأهم هو احترام المصالح الجوهرية والاهتمامات الكبرى لكل طرف”.
وأدلى شيه فنج بهذه التصريحات في خطاب عبر الفيديو خلال فعالية نظمها مجلس الأعمال الأميركي الصيني، وفق بيان صادر عن السفارة الصينية، الثلاثاء، أوردته “بلومبرغ”.
وأضاف أن “الأولوية الملحّة هي متابعة تنفيذ التوافق الذي توصل إليه الرئيسان شي وترمب، من خلال إجراءات ونتائج ملموسة تطمئن بلدينا والاقتصاد العالمي”.
وحذّر السفير الصيني من أنه “سواء تعلق الأمر بصراعات حول الرسوم الجمركية أو الصناعة أو التكنولوجيا، فإن كل ذلك سيؤدي فقط إلى طريق مسدود”.
خلاف بشأن “الرقائق المتطورة”
ولم يتم الاتفاق بين ترمب وشي في قمة كوريا الجنوبية، على مسألة سعي بكين إلى الوصول إلى أشباه الموصلات الأميركية الأكثر تقدماً. وقال ترمب إنّه وشي ناقشا بشكل عام وصول شركة Nvidia إلى السوق الصينية، وإن الشركة ستواصل المحادثات مع بكين.
ولكن بيع هذه الرقائق يواجه معارضة عدد من المسؤولين الأميركيين، إذ ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال”، الاثنين، أن مسؤولين أميركيين كبار، بينهم وزير الخارجية ماركو روبيو، أبلغوا ترمب بأن بيع رقائق ذكاء اصطناعي متطورة إلى الصين سيهدد الأمن القومي، محذرين من أن ذلك سيعزز قدرات مراكز البيانات الصينية، ويؤثر سلباً على الولايات المتحدة.
وأشارت الصحيفة إلى أن “موافقة واشنطن على تصدير رقائق من طراز بلاكويل من نفيديا تمثل تحولاً كبيراً في السياسة، ومن شأنه أن يمنح الصين، الخصم الجيوسياسي الأكبر للولايات المتحدة، دفعة تكنولوجية متقدمة”.
ونقلت “وول ستريت جورنال” عن مسؤولين حاليين وسابقين في الإدارة الأميركية أن ترمب أعرب عن رغبته في مناقشة طلب تقدم به الرئيس التنفيذي لشركة “إنفيديا”، جنسن هوانج، للسماح ببيع جيل جديد من رقائق الذكاء الاصطناعي إلى بكين.
وكانت واشنطن تستعد لتقديم تنازلات أخرى خلال الاجتماع مع شي، مقابل سماح بكين بتصدير المعادن والعناصر النادرة.
مسألة تايوان
ولا يزال الوضع في تايوان، رغم عدم طرحه خلال محادثات شي وترمب، مسألة في غاية الأهمية بالنسبة لبكين.
والجمعة، عبّر وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث عن “قلق بالغ” خلال محادثات مع وزير الدفاع الصيني دونج جون، بشأن الأنشطة البحرية الصينية حول تايوان وبحر الصين الجنوبي.
وقال هيجسيث لاحقاً إن الجانبين اتفقا على إنشاء خطوط اتصال مباشرة بين جيشيهما لتجنب النزاعات.
من جانبه، قال وزير الدفاع الصيني إن على بكين وواشنطن “تعزيز التواصل.. بين وزارتي الدفاع في البلدين”، و”زيادة التفاعلات بين الضباط العسكريين لدى الجانبين”.
وأضاف دونج، في تصريحات أوردتها وزارة الدفاع الصينية، أن على الولايات المتحدة “معارضة استقلال تايوان”، مؤكداً أن الصين تمتلك “القدرة الكاملة على الرد بهدوء” على “أي انتهاكات أو استفزازات”.
كما اختلفت الولايات المتحدة والصين بشكل واضح في السنوات الأخيرة حول قضايا “حقوق الإنسان” في هونج كونج وشينجيانج والتبت.
كذلك دعا مسؤولون أميركيون، من بينهم وزير الخزانة سكوت بيسنت، الصين إلى إعادة التوازن لاقتصادها نحو الاستهلاك المحلي، في خطوة من شأنها تخفيف التوتر بشأن اختلال الميزان التجاري الكبير الذي تسببه صادرات الصين.
									 
					