تزايد هطول الأمطار الغزيرة حول بكين، والأقاليم القريبة منها، الاثنين، ولقي أربعة أشخاص حتفهم في انهيار أرضي بإقليم خبي بشمال البلاد، وفُقد ثمانية آخرون، في وقت حذّرت فيه السلطات الصينية من تفاقم الأوضاع، وزيادة احتمالات وقوع كوارث في الأيام المقبلة.
ووفقاً للتلفزيون المركزي الصيني (CCTV) فقد أعلنت السلطات أنها نقلت أكثر من 4 آلاف و400 شخص، بعد اشتداد الأمطار الغزيرة على ضاحية ميون القريبة من العاصمة بكين مما تسبب في انهيارات أرضية وفيضانات.
وأظهرت صور متداولة على تطبيق “وي تشات” الصيني مناطق في ميون، حيث كانت السيارات والشاحنات تطفو على طريق غمرته المياه، التي ارتفع منسوبها إلى حد كبير لدرجة أنها غطت جزءاً من مبنى سكني.
وأصدرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية، السبت، تحذيرات بشأن وقوع كوارث جيولوجية محتملة، بما يشمل انهيارات أرضية وطينية، في 10 مدن داخل 16 منطقة رئيسية في الصين.
أمطار غزيرة في الصين
وأضاف التلفزيون المركزي أن التيار الكهربائي انقطع عن أكثر من عشرة آلاف شخص في المنطقة.
وشهد شمال الصين هطول أمطار قياسية في السنوات القليلة الماضية، مما عرض المدن المكتظة بالسكان، ومنها بكين لمخاطر الفيضانات.
ويربط بعض العلماء زيادة هطول الأمطار في شمال الصين، الذي عادة ما يكون جافاً، بظاهرة الاحتباس الحراري. وتوقعت الإدارة المركزية للأرصاد الجوية في الصين أن تستمر الأمطار الغزيرة على شمال الصين خلال الأيام الثلاثة المقبلة.
وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن بكين أصدرت، الاثنين، أعلى مستوى تحذير من الفيضانات.
الظواهر الجوية المتطرفة
وتشكل الأمطار الغزيرة جزءاً من نمط أوسع من الظواهر الجوية المتطرفة التي تؤثر على الصين، ناجمة عن الرياح الموسمية في شرق آسيا، والتي تسببت في اضطرابات واسعة النطاق في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وتراقب السلطات الصينية عن كثب هطول الأمطار الغزيرة والفيضانات الشديدة؛ إذ باتت تمثل تحدياً لأنظمة الدفاع ضد الفيضانات القديمة، كما تهدد بتشريد الملايين، والتسبب بأضرار جسيمة في قطاع الزراعة الذي تُقدَّر قيمته بنحو 2.8 تريليون دولار.
وفيما تتزايد أخطار تغير المناخ على مناطق واسعة من العالم، أظهرت دراسة حديثة أن الظواهر المناخية غير الاعتيادية، ترتبط ارتباطاً مباشراً بارتفاعات قصيرة الأجل في أسعار المواد الغذائية الأساسية، حسبما أفادت صحيفة “فاينانشيال تايمز”.
وربطت الدراسة، التي أجراها مركز برشلونة للحوسبة الفائقة، عشرات الظواهر المناخية المتطرفة، بارتفاعات حادة في أسعار المواد الغذائية، ما يُسلط الضوء على تزايد ضعف النظم الغذائية أمام الصدمات البيئية.
وبحثت دراسات سابقة في كيفية تأثير ارتفاع درجات الحرارة، الذي يُسبب انخفاض الغلة ونقص الإمدادات الغذائية، على التضخم العام في أسعار المواد الغذائية على المدى الطويل.
ومع ذلك، يُظهر البحث الجديد أن بعض المواد الغذائية تشهد أيضاً زيادات حادة في أسعارها على المدى القصير، مما يُسهم في التضخم.