ضغطت الصين، الاثنين، من أجل تجارة مفتوحة، وعلاقات اقتصادية أقوى في قمة إقليمية استضافتها ماليزيا، وهيمنت عليها ظلال الرسوم الجمركية الأميركية، في الوقت الذي عبر فيه رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، عن استعداده للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب لنزع فتيل التوتر التجاري.

وبعد يوم واحد من مشاركة خاطفة لترمب على مدى ست ساعات في قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في كوالالمبور أجرى خلالها اجتماعات، وأعلن عن اتفاقات تجارية، دعا رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانج قادة المنطقة إلى دعم التجارة الحرة ومعارضة سياسات الحماية، وهي عبارة تستخدمها الصين للتنديد برسوم ترمب الجمركية.

وقال “تشيانج”، في اجتماع لرابطة آسيان، واليابان، وكوريا الجنوبية: “يجب أن نحمي بشكل كامل السلام، والاستقرار اللذين تحققا بشق الأنفس في شرق آسيا”.

وحث الدول على “التمسك بالتجارة الحرة، والنظام التجاري متعدد الأطراف، ومعارضة جميع أشكال سياسات الحماية، وتعزيز التكامل الاقتصادي الإقليمي باستمرار”.

وفي موجة إبرام اتفاقات في المحطة الأولى من جولته الآسيوية التي تستمر 5 أيام، أشرف ترمب، الأحد، على توقيع اتفاق موسع لوقف إطلاق النار توسط فيه بين كمبوديا، وتايلندا، واتفاقيات إطارية تجارية مع أربع دول، وبالرغم من أن هذه الاتفاقيات لم تخفض الرسوم الجمركية على الواردات، فقد تركت مجالاً للإعفاءات.

كندا والولايات المتحدة

قال رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، الاثنين، إن حكومته تعمل على تأمين اتفاقات التجارية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وتوقع أن يلتقي الرئيس الصيني شي جين بينج على هامش اجتماع منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ في كوريا الجنوبية هذا الأسبوع.

وأكد كارني أنه منفتح أيضاً على لقاء ترمب، الذي غضب بشدة بسبب إعلان سياسي متعلق بالرسوم الجمركية بثته حكومة إقليم أونتاريو، وأدى إلى تعقيد المفاوضات التجارية بين البلدين.

وقال كارني في مؤتمر صحافي: “نحن مستعدون للجلوس مع الولايات المتحدة.. أنا شخصياً والرئيس وزملائي مع (نظرائهم)، وذلك عندما تكون الولايات المتحدة مستعدة للجلوس”.

وأضاف أنه لم يطلع على تفاصيل بشأن الرسوم البالغة 10% الإضافية التي قال ترمب إنه سيفرضها على السلع الكندية بعد الإعلان.

لكن ترمب قال، وهو في طريقه إلى اليابان، الاثنين، إنه لا يريد مقابلة كارني، موضحاً: “لن ألتقي به لفترة من الوقت”.

ومن ناحيته، قال الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الاثنين، إن ترمب ضمن خلال اجتماع عقد بينهما، الأحد، توصل البلدين إلى اتفاق تجاري أكثر ملاءمة من الرسوم الجمركية الحالية البالغة 50% على السلع البرازيلية.

وأضاف لولا في مؤتمر صحافي: “قلت له (ترمب) إن من المهم للغاية أن نأخذ في الاعتبار تجربة البرازيل كأكبر دولة في أميركا الجنوبية”.

قمة نادرة

وبينما كان رئيس وزراء الصين، وزعماء البرازيل، وكندا، والمجلس الأوروبي ورابطة آسيان المكونة من 11 دولة يشاركون في فعاليات تسعى إلى تعزيز الشراكات الاقتصادية والتوصل إلى اتفاقات تجارية، كانت الولايات المتحدة ممثلة، الاثنين، بمسؤولين اثنين أقل في المستوى، وفق “رويترز”.

وعقدت “الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة” التي تدعمها الصين، وتضم دول الآسيان، وأستراليا، واليابان ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية، أول قمة لها منذ عام 2020، ودعت إلى توسيع نطاق الجهود التجارية وإضافة أعضاء جدد بشكل أسرع.

وتغطي الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة، وهي أكبر تكتل تجاري في العالم، نحو 30% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، ويصفها بعض المحللين بأنها حائط صد محتمل ضد الرسوم الجمركية الأميركية.

وقال رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، إن الاتحاد الأوروبي سيتطلع إلى وضع اللمسات الأخيرة على اتفاقيات تجارية مع ماليزيا، وتايلندا، والفلبين قريباً.

والتقى كوستا مع لي تشيانج، وقال إنه نقل لرئيس مجلس الدولة الصيني قلقه الشديد إزاء توسيع بكين لقيود التصدير على المواد الخام بالغة الأهمية.

وتسيطر بكين على أكثر من 90% من إمدادات العالم من المعادن الأرضية النادرة، وهي ضرورية في صناعات التكنولوجيا الفائقة، بما في ذلك السيارات الكهربائية، وأشباه الموصلات، والصواريخ، وتمثل هذه القضية أيضا نقطة خلاف رئيسية في حربها التجارية مع واشنطن.

وقال كوستا للصحافيين: “نحن قلقون للغاية إزاء العلاقة التجارية مع الصين، وخاصة الإجراءات الأخيرة التي تبنتها الصين”، وأضاف:”نأمل في معالجتها بالطريقة المناسبة”.

كما عبرت وزارة الخارجية اليابانية عن قلقها إزاء القيود التي فرضتها الصين، وأثارت تساؤلات بشأن لهجة الخطاب الصيني بشأن التجارة على النطاق الأوسع.

وقال المتحدث باسم الوزارة توشيهيرو كيتامورا: “لقد فرضوا أو حاولوا فرض قيود على تصدير المواد الأرضية النادرة التي لها تأثير كبير على سلاسل التوريد”.

وأضاف: “يحاولون الاستفادة من قضايا الرسوم الجمركية الأميركية هذه من أجل التظاهر كما لو كانوا حراساً أو أبطالاً لنظام التجارة الحرة”.

شاركها.