أعلن كبير المفاوضين التجاريين الصينيين لي تشنج جانج، الأحد، توصل المسؤولين الاقتصاديين من الصين والولايات المتحدة، إلى “توافق مبدئي” بعد مناقشات في كوالالمبور بشأن مجموعة من القضايا، بما في ذلك تمديد الهدنة التجارية بينهما، وأزمة مخدر الفنتانيل، وضوابط التصدير.
وأجرى لي، إلى جانب نائب رئيس الوزراء الصيني هي لي فنج، محادثات مع وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، والممثل التجاري الأميركي، جيميسون جرير، لخفض تصعيد الحرب التجارية على هامش قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا “آسيان”.
وبدأ الرئيس الأميركي دونالد ترمب جولة آسيوية تستمر 5 أيام، من العاصمة الماليزية كوالالمبور، وتشمل اليابان وكوريا الجنوبية، حيث يلتقي نظيره الصيني شي جين بينج، الخميس المقبل.
ولم يقدم المسؤول الصيني، تفاصيل بشأن القضايا والشروط المتفق عليها.
ووصف وزير الخزانة الأميركي، المحادثات، بأنها كانت “بنّاءة، شاملة، وعميقة”، مشيراً إلى أنها “أتاحت لنا المضي قدماً، ووضع الأساس لاجتماع القادة ضمن إطار إيجابي للغاية”.
وقال جرير، لدى خروجه من المحادثات لمقابلة ترمب: “أعتقد أننا وصلنا إلى نقطة حيث سيعقد الزعيمان اجتماعاً مثمراً للغاية”.
وسعى الطرفان إلى تثبيت إطار يمنع التصعيد، مع ترك المجال مفتوحاً لمواصلة التفاوض بشأن النقاط الخلافية الأكثر حساسية.
وأضاف جرير للصحافيين، أن يومين من المحادثات بين الولايات المتحدة والصين أفضيا إلى “نتائج شبه مكتملة تقريباً، وجاهزة لعرضها على قادة البلدين، سنتحدث عن الكثير من الأمور، أعتقد أن لدينا فرصة حقيقية للتوصل إلى اتفاق شامل للغاية”.
المعادن النادرة
وبعد يومين من المحادثات مع نظرائه الصينيين في ماليزيا، قال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، إنه توصل إلى “إطار عمل ناجح للغاية” مع نائب رئيس الوزراء الصيني هي لي فنج من شأنه أن يجنب الولايات المتحدة فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على السلع الصينية، ويحقق تأجيل ضوابط تصدير المعادن النادرة في الصين.
وأضاف بيسنت خلال تسجيل مقابلة مع برنامج Faca The Press المُذاع على شبكة NBC News، إن الإطار الذي تم التوصل إليه في كوالالمبور سيسمح للرئيس دونالد ترمب، والرئيس الصيني شي جين بينج، بمناقشة المزيد من التعاون التجاري الأسبوع المقبل.
وسيتضمن جدول أعمال الاجتماع علاقة تجارية أكثر توازناً بين الولايات المتحدة والصين، ومشتريات الصين من فول الصويا الأميركي، ومنتجات زراعية أخرى، والسيطرة على أزمة مخدر الفنتانيل في الولايات المتحدة.
ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان يتوقع أن تمضي الولايات المتحدة في تنفيذ تهديد ترمب بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على البضائع الصينية، قال بيسنت: “لا، لا أتوقع ذلك”.
وأضاف: “وأتوقع أيضاً أننا سنحصل على نوع من التأجيل بشأن ضوابط تصدير المعادن الأرضية النادرة”، التي ناقشها الصينيون.
وذكر بيسنت، أن إطار العمل يشمل أيضاً مزايا للمزارعين الأميركيين، الذين لم يتمكنوا من بيع فول الصويا إلى الصين.
وأضاف وزير الخزانة الأميركي، أن الشروط النهائية بشأن الصفقة سيجري تحديدها من قبل الرئيسين ترمب وشي.
مشاورات اقتصادية وتجارية
وذكرت وكالة الأنباء الصينية “شينخوا”، أن الجانبين ناقشا خلال يومين من المحادثات القضايا الاقتصادية والتجارية الهامة ذات الاهتمام المشترك، وتمديد فترة تعليق الرسوم الجمركية ضد الصين، والفنتانيل والتعاون في إنفاذ القانون، والتجارة الزراعية، والضوابط على الصادرات.
ونقلت عن هي لي فنج قوله، إن “جوهر العلاقات الاقتصادية والتجارية الصينية الأميركية هو المنفعة المتبادلة والنتائج المربحة للجانبين”، مضيفاً أن “الحفاظ على التنمية المستقرة للعلاقات الاقتصادية والتجارية يتماشى مع المصالح الأساسية للبلدين وشعبيهما، يتماشى أيضاً مع توقعات المجتمع الدولي”.
وأكد على ضرورة توصل الجانبين إلى سبل “لتسوية الخلافات الناشئة في التعاون الاقتصادي والتجاري”، وإيجاد طرق لمعالجة مخاوف بعضهما البعض بشكل صحيح من خلال “الحوار والتشاور” وفقاً لمبادئ الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون المربح للجانبين.
وقال المسؤولون الأميركيون، إن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الولايات المتحدة والصين هي العلاقات الثنائية “الأكثر تأثيراً في العالم”، وإن الولايات المتحدة على استعداد لحل الخلافات مع الصين من خلال المساواة والاحترام، وتعزيز التعاون، وتحقيق التنمية المشتركة، بحسب الوكالة.
واتفق الجانبان على أنه بموجب التوجيه الاستراتيجي لرئيسي الدولتين، سيجري تفعيل آلية التشاور الاقتصادي والتجاري الصينية الأميركية، والحفاظ على التواصل الوثيق بشأن اهتمامات المتبادلة في مجال الاقتصاد والتجارة.
