بعد الكشف عن فئة جديدة من دبابات القتال الرئيسية الصينية من طراز Type 100، نشرت وسائل الإعلام الرسمية تفاصيل جديدة بشأن قدراتها وكيفية دمج تصميمها للدروس المستخلصة من ساحة الحرب الأوكرانية، استعداداً لعصر جديد كلياً من الحروب.

يأتي ذلك وسط تساؤلات متزايدة بين المحللين الغربيين بشأن ما إذا كانت برامج الدبابات الجارية مثل Challenger 3 وAbramsX ستصبح متقادمة قبل دخولها الخدمة، إذ من المتوقع على نطاق واسع أن تتبع التصاميم المستقبلية حول العالم النهج الذي أرْسته Type 100، وفقاً لمجلة Military Watch.

وأشارت تقارير إلى أن الدبابة الجديدة تدمج بين مستشعرات بصرية وحرارية ورادارية مع منظومة اتصالات شبكية تربطها بوسائل الطيران والمدفعية ووحدات الحرب الإلكترونية.

وقد خضعت هذه القدرات القتالية الشبكية لاختبارات في تدريبات الأسلحة المشتركة الأخيرة، حيث استخدمت الأطقم واجهات واقع معزّز للاشتباك مع الأهداف خارج مدى الرؤية المباشرة.

الحرب الشبكية

تركز الدبابة Type 100 بشكل خاص على الاتصال بالبيانات والحماية النشطة والتنسيق متعدد المجالات، ووصَف محللون عسكريون صينيون ذلك بأنه جزء من اتجاه أوسع نحو عمليات مشتركة شبكية، تصبح فيها الدبابات عقداً ضمن هيكل قتال متكامل بدلاً من كونها منصات منفصلة.

وخلال تدريبات كتيبة أسلحة مشتركة حديثة، شدد أحد القادة، سون يونج مينج، على المزايا التي توفرها قدرة أطقم الدبابات على مراقبة ميدان المعركة من جميع الاتجاهات والاشتباك على مسافات أطول بكثير، معتبراً أن هذا حوّل طبيعة القتال المدرع من مواجهات قريبة إلى اشتباكات بعيدة المدى.

وأضاف قائد آخر، يُعرف باسم يوان، أن قدرات الدبابة الجديدة تتيح له التنسيق مع كتيبته ووحدات الدعم من فروع أخرى.

وشهدت تدريبات الأسلحة المشتركة التي شاركت فيها الدبابة Type 100 عملها جنباً إلى جنب مع منظومات مدفعية صاروخية جديدة، ووحدات حرب إلكترونية، وطائرات استطلاع مسيّرة.

تصميم خفيف الوزن

وحافظت الدبابة على تصميم خفيف الوزن وعالي الحركة نسبياً، وإن جاء ذلك على حساب كتلة التدريع وحجم المدفع.

وأظهرت الحرب في أوكرانيا أن الاشتباكات المباشرة بين الدبابات أصبحت نادرة، ما عزز التوجه نحو تقليص العيار من 125 ملم إلى 105 ملم، الأمر الذي يقلل الوزن الإجمالي ويزيد كمية الذخيرة المحمولة.

وتسمح التطورات في قدرات الصواريخ المضادة للدبابات، وقذائف APFSDS للدبابة Type 100 باختراق دبابات العدو المدرعة الثقيلة من الأمام على الرغم من استخدام مدفع أصغر.

وتشير قدرة الدبابة الصينية في الاندماج بالحروب المرتكزة على الشبكة إلى أنها قد تستخدم بدلاً من مدفعها الثقيل، أجهزة الاستشعار ووصلات البيانات الخاصة بها لاستدعاء ضربات بالمدفعية الموجهة بدقة أو الذخائر الجوالة في حالة مواجهة المركبات المعادية المتقدمة.

وتستخدم الدبابة Type 100، أنظمة دفاع نشطة ومتعددة الأطياف، مع نظامين للحماية النشطة من طراز GL-6 يتم إدارتهما بواسطة أربع لوحات رادارية بمصفوفة طورية توفر كشفاً للتهديدات بزاوية 360 درجة ضد الصواريخ المضادة للدروع والقذائف والذخائر الانقضاضية من الأعلى.

وتوفر أجهزة استقبال التحذير بالليزر للدبابة وأجهزة استشعار الأشعة فوق البنفسجية ومصفوفات الكشف البصري متعددة النطاقات مزيدًا من الحماية ضد الأسلحة الموجهة.

ويساعد استخدام أشكال هندسية غير منتظمة على جسم الدبابة وبرجها في تقليل احتمالية الإصابة المباشرة.

وعلى خلاف الدبابات الغربية والروسية والكورية، يجلس طاقم Type 100 داخل كبسولات مدرعة داخل الهيكل، مستفيداً من التطورات في أنظمة التلقيم الآلي والبرج غير المأهول لتحقيق مستوى حماية أعلى بكثير.

كما يتيح هذا التصميم غير المأهول للبرج زيادة سعة تخزين الذخيرة وتقليل الوزن الإجمالي للمركبة، على غرار ما كان مخططاً له في تصميم الدبابة الروسية  T-14 التي لم تدخل الخدمة بعد.

شاركها.