انتقدت الصين، السبت، ما وصفته بـ”ازدواجية المعايير” في الربط بين الدفاع عن أوكرانيا والحاجة إلى حماية تايوان من غزو صيني “محتمل”، في إشارة ضمنية إلى خطاب للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ألقاه في سنغافورة مساء الجمعة.

وفي كلمة أوسع تناولت المخاطر الناجمة عن الانقسام بين الصين والولايات المتحدة، قال ماكرون خلال مشاركته في “حوار شانجريلا” الأمني في سنغافورة، إن السماح لروسيا بالسيطرة على أي جزء من أوكرانيا دون ردع “سيفتح الباب أمام تساؤل: ماذا قد يحدث في تايوان؟”.

وفي منشور عبر “فيسبوك”، قالت السفارة الصينية في سنغافورة إن المقارنة بين ملف تايوان والقضية الأوكرانية “غير مقبولة”، وتابعت: “القضيتان تختلفان في جوهرهما ولا يمكن مقارنتهما إطلاقاً”، وشددت على أن تايوان “شأن داخلي صيني بحت”.

وأضافت السفارة: “إذا حاول أحدهم إدانة ازدواجية المعايير باستخدام ذات الازدواجية، فلن نحصل في النهاية إلا على مزيد من ازدواجية المعايير”.

ورغم أن المنشور لم يذكر ماكرون بالاسم، إلّا أنه أرفق بصورة له خلال إلقاء كلمته في المؤتمر.

“ازدواجية معايير”

وكانت بكين قد أرسلت سابقاً وزراء دفاع ومسؤولين عسكريين رفيعي المستوى إلى الاجتماع السنوي، الذي يُختتم الأحد، لكنها اكتفت هذا العام بإيفاد وفد منخفض المستوى من الأكاديميين العسكريين.

وتعتبر الصين تايوان جزءاً لا يتجزأ من أراضيها، وقد كثّفت الضغط العسكري والسياسي لتأكيد هذا الموقف، بما في ذلك تصعيد التدريبات العسكرية، مؤكدة أن الجزيرة “إقليم تابع” لا يحق له أن يُصنّف كدولة مستقلة.

من جانبها، ترفض حكومة تايوان مطالب السيادة الصينية، وتؤكد أن شعب الجزيرة وحده هو من يقرر مستقبله.

تحذير أميركي

وفي كلمته السبت، حذر وزير الدفاع الأميركي بيت هيجسيث من أن الصين تمثل “تهديداً وشيكاً”، مشيراً إلى أن أي محاولة للسيطرة على تايوان “ستُفضي إلى عواقب كارثية على منطقة المحيطين الهندي والهادئ والعالم بأسره”.

ووفق دبلوماسيين إقليميين، فإن تصريحات ماكرون لم تكن استثناءً في الاجتماع غير الرسمي والحيوي، حيث طُرحت في بعض المناقشات الجانبية المخاوف من أن يؤدي انتصار روسي إلى تشجيع الصين على غزو تايوان.

وقال أحد المبعوثين في شرق آسيا: “الرسالة التي يحملها كثيرون ممن يدعمون أوكرانيا هي أن خط الدفاع يجب أن يصمد، إذا أردنا إرسال رسالة واضحة إلى الصين”.

شاركها.