قال مفوض التجارة في الاتحاد الأوروبي، ماروش سيفكوفيتش، السبت، إن الصين ستوسع تعليق قيود تصدير المعادن الأرضية النادرة ليشمل الاتحاد الأوروبي، وذلك بعد محادثات رفيعة المستوى مع وزير التجارة الصيني وانج وينتاو، الجمعة.

وقال سيفكوفيتش للصحافيين خلال زيارة إلى روما: “حسب فهمي، فإن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الولايات المتحدة والصين بشأن هذا الموضوع يُطبق على الجميع، لذلك يجب أن يشمل جميع الأطراف، وبالطبع يشمل الاتحاد الأوروبي أيضاً”، حسبما نقلت شبكة Euractiv.

وكتب سيفكوفيتش بعد ذلك على منصة “إكس”: “أكدت الصين أن تعليق قيود التصدير لشهر أكتوبر ينطبق على الاتحاد الأوروبي، وجدد الجانبان التزامهما بالاستمرار في الحوار لتحسين تنفيذ سياسات مراقبة التصدير”.

وجاء هذا الإعلان بعد أن قالت الصين، الخميس، عقب مناقشات مع الولايات المتحدة، إنها ستعلق بعض قيود التصدير المعلنة في أكتوبر الماضي، بما في ذلك على المواد الأرضية النادرة، لمدة عام واحد.

وتشكل هذه القيود على المعادن الأرضية النادرة، وهي نقطة خلاف رئيسية في مفاوضات التجارة بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس الصيني شي جين بينج، مصدر قلق للأسواق وعقبة في سلاسل التوريد العالمية.

استمرار المحادثات

وأوضح سيفكوفيتش، الذي التقى أيضاً بوزير الزراعة الإيطالي، فرانشيسكو لولوبريجيدا، ووزير الخارجية، أنطونيو تاجاني، أن الاتحاد الأوروبي يخوض الآن مباحثات رسمية رفيعة المستوى مع الصين بشأن قيود التصدير.  وأضاف: “سأتحدث مرة أخرى مع نظيري الصيني قريباً جداً”.

وتعد الصين المنتج الرائد عالمياً للمعادن المستخدمة في صناعة المغناطيسات الضرورية لصناعة السيارات والإلكترونيات والدفاع.

في المقابل، تتمتع أوروبا بقدرة محدودة على التعدين والتكرير، وتُصعّب قيود بكين تأمين أوروبا للمعادن اللازمة لإنتاج المعدات العسكرية في الوقت الذي يُحاول فيه الاتحاد إعادة التسلح في مواجهة التهديد الروسي، كما تُعدّ بعض المعادن حيوية لإنتاج التكنولوجيا الخضراء مثل توربينات الرياح والمغناطيس.

وبعيداً عن القيود المعلنة في أكتوبر الماضي، تطلب الصين منذ أبريل الماضي، تراخيص لتصدير بعض المواد، وهو نظام وصفه شيفكوفيتش، بأنه لم يكن فعالًا. وقال: “لم نحقق تجربة إيجابية جداً في إصدار تراخيص تصدير المواد الأرضية النادرة”.

وأشار إلى أن 50% فقط من طلبات الاتحاد الأوروبي تمت معالجتها بشكل صحيح، ما أدى إلى حصول الشركات على المواد اللازمة جزئياً فقط، مضيفاً: “لهذا تأثير مباشر على قدرات الإنتاج في شركات الاتحاد الأوروبي”.

وتفرض الصين قيوداً صارمة على المعادن الحيوية والمواد الأساسية لصناعات التكنولوجيا النظيفة والدفاع، بينما يعتمد الاتحاد الأوروبي على الصين لتوفير حوالي 99% من حاجته من هذه المواد، ما دفعه للعمل على تقليل هذه الاعتمادية.

من جانبه، قال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، أولوف جيل: “رحب الاتحاد الأوروبي بتعليق الصين لمدة 12 شهراً للقيود المنشورة في 9 أكتوبر الماضي، وهي خطوة مسؤولة لضمان استقرار التدفقات التجارية العالمية في مجال حيوي للغاية”.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أعلن، الخميس الماضي، التوصل إلى اتفاق مع الصين يقضي بضمان استمرار صادرات المعادن النادرة.

وجاء إعلان ترمب عقب لقائه المباشر مع الرئيس الصيني شي جين بينج في مدينة بوسان بكوريا الجنوبية، في أول محادثات تجمعهما منذ عام 2019.

وتسيطر الصين على تعدين ومعالجة المعادن الأرضية النادرة والمغناطيسات المصنوعة منها، والتي تُستخدم بشكل واسع في البطاريات والمحركات، وكانت القيود الصينية تهدد سلاسل التوريد للشركات العالمية المنتجة للسيارات، والطائرات، والذخائر، وأشباه الموصلات، حتى أن بعض الشركات اضطرت لوقف خطوط الإنتاج. 

ووصف وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، هذه القيود، بأنها “سلاح ضخم يهدد سلاسل التوريد، والقاعدة الصناعية للعالم الحر بأسره”.

وتوصلت الولايات المتحدة والصين إلى هدنة مؤقتة في جنيف، في مايو الماضي، بعد أن فرض ترمب رسوماً جمركية عالية في أبريل، وفرضت الصين قيوداً على صادرات المعادن الأرضية النادرة. لكن بعد يوم واحد من الاجتماع، أصدرت وزارة التجارة الأميركية توجيهات جديدة تحظر استخدام شرائح الذكاء الاصطناعي المصنعة من قبل شركة “هواوي” الصينية في أي مكان بالعالم، ما أثار غضب بكين، ودفعها إلى إعادة فرض القيود على صادرات المعادن النادرة.

شاركها.