شدد السفير الصيني لدى الولايات المتحدة، شيه فنج، الجمعة، على ضرورة تحقيق “الازدهار المشترك”، مؤكّداً أن القمة المرتقبة بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الصيني شي جين بينج في كوريا الجنوبية الأسبوع المقبل، تمثل “فرصة للتعاون بدلاً من المواجهة”.

وقال فنج خلال مشاركته في فعالية أقيمت بواشنطن، إن الصين والولايات المتحدة، باعتبارهما أكبر اقتصادين في العالم، ينبغي أن تعملا على تحسين التواصل وإدارة الخلافات بينهما.

وأضاف: “في هذا العالم الفوضوي، لدينا ألف سبب لنجعل العلاقات الصينية الأميركية تسير في الاتجاه الصحيح”.

وتابع قائلاً: “نأمل أن تتعاون الولايات المتحدة معنا بما يتماشى مع التفاهمات المشتركة التي توصل إليها الرئيسان، وبما يعكس مبادئ الاحترام المتبادل، والتعايش السلمي، والتعاون القائم على المكاسب المشتركة”.

وتأتي تصريحاته في ظل تجدد التوترات التجارية بين البلدين، مع تبادل إجراءات انتقامية، أثرت على سلاسل الإمداد والأسواق المالية، بعد فترة من الاستقرار النسبي خلال العام الجاري.

وتشهد العلاقات الصينية الأميركية تصاعداً جديداً في التوترات التجارية، يتسم بإجراءات متبادلة “ندًّا بندّ”، عطّلت سلاسل الإمداد العالمية، وأثارت اضطراباً في الأسواق المالية، وذلك بعد فترة من الاستقرار النسبي في وقت سابق من العام الجاري.

مشاورات اقتصادية قبل القمة

وتوجهت وفود رفيعة المستوى من الجانبين إلى كوالالمبور، عاصمة ماليزيا، السبت، لإجراء جولة حاسمة من المشاورات الاقتصادية والتجارية، تهدف إلى نزع فتيل التصعيد الجديد في التوترات الثنائية، قبل أيام فقط من اللقاء المرتقب بين ترمب وشي على هامش منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (آبيك) في كوريا الجنوبية الخميس المقبل.

وتُعد اجتماعات كوالالمبور التي تُعقد على هامش قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) التي تستضيفها ماليزيا من 24 إلى 27 أكتوبر، الخامسة من نوعها منذ مايو الماضي.

وتتصدر القضايا الزراعية المشهد أيضاً، إذ أطلق مكتب الممثل التجاري للولايات المتحدة تحقيقاً بشأن مدى التزام الصين باتفاق التجارة “المرحلة الأولى” الموقّع عام 2020، ولا سيما ما يتعلق بتعثر مشتريات بكين من فول الصويا الأميركي وغيره من المنتجات الزراعية.

حرب تجارية

وكانت الصين أوقفت جميع طلبيات فول الصويا خلال الصيف الماضي. وأظهرت بيانات الجمارك الصينية أن إجمالي التجارة الثنائية بين البلدين انخفض بنسبة 15.6% على أساس سنوي ليبلغ 425.8 مليار دولار خلال الأشهر التسعة الأولى من هذا العام، مع تصاعد حرب الرسوم الجمركية بين الجانبين.

وخلال الفترة نفسها، تراجعت مشتريات الصين من السلع الأميركية بنسبة 11.6% على أساس سنوي لتصل إلى 108.6 مليارات دولار، في حين انخفضت الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة بنسبة 16.9% لتبلغ 317.2 مليار دولار.

ومن المقرر أن تنتهي الهدنة الهشة المؤقتة بين أكبر اقتصادين في العالم في 10 نوفمبر المقبل. ومن المنتظر أن يبحث نائب رئيس الوزراء الصيني خه لي فنج، ووزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، اللذان وصفا مكالمتهما المرئية الأخيرة بأنها “بنّاءة”، الإجراءات الجديدة التي فرضها كل طرف على الآخر منذ آخر جولة محادثات تجارية في مدريد.

كما تعهّد السفير الصيني بتوفير المزيد من الفرص للشركاء الأجانب في إطار الخطة الخمسية المقبلة للصين، التي عرضت بكين ملامحها خلال اجتماع مهم للحزب الشيوعي في وقت سابق من الأسبوع.

وأضاف قائلاً: “نحن مستعدون لتقاسم الفرص والسعي نحو تنمية مشتركة مع الولايات المتحدة وسائر دول العالم”.

شاركها.