اخر الاخبار

الصين وروسيا تعززان الشراكة الاستراتيجية لمواجهة نفوذ أميركا

وقّعت روسيا والصين، الخميس، اتفاقاً لتعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، كما تعهدا برفع مستوى التعاون إلى “مستوى جديد” ومواجهة الإجراءات “الأحادية والاستقواء” بـ”حزم”، فيما أكد الرئيس الصيني شي جين بينج لنظيره الروسي فلاديمير بوتين على ضرورة أن يكون البلدان “صديقين مقربين”.

وأكد الرئيسان في بيان مشترك طويل، أنهما سيعززان العلاقات في كل المجالات، بما يتضمن التعاون العسكري، و”التنسيق لمواجهة سياسة الكبح الثنائي التي تتبعها الولايات المتحدة مع روسيا والصين”.

وأكد البلدان أن الصراع في أوكرانيا لا يمكن تسويته إلا بإزالة “أسبابه الجذرية”، وهي عبارة استخدمتها روسيا كثيراً عندما قالت إنها اضطرت لخوض الحرب لمنع احتمال انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي، وهو ما تعارضه كييف وحلفاؤها الغربيون.

كما عبّر بوتين وشي عن معارضتهما “بشدة فرض نهج عدائي تجاه روسيا والصين على دول ثالثة في مناطق مختلفة من العالم فضلاً عن تشويه سمعة البلدين”.

واعتبر البيان محاولات واشنطن و”الناتو” توسيع الوجود في آسيا “أمراً غير مقبول”، وأن “خطر نشوب صراع نووي قد ازداد وسط تفاقم العلاقات الدولية”.

وشدد على الأهمية القصوى للحفاظ على الاستقرار الاستراتيجي العالمي وتعزيزه، وطالبت موسكو وبكين جميع الدول إلى بذل أقصى الجهود لتجنب الصراعات، كما دعيا الدول النووية إلى التخلي عن الإجراءات على غرار الحرب الباردة، وحل المشكلات من خلال الحوار.

وجاء في البيان أن الصين وروسيا تعتبران أنه “من غير المقبول إنشاء تكتلات معادية لهما”، وعلى نحو خاص التكتلات النووية، كما عبرا عن قلقهما إزاء الأنشطة العسكرية والبيولوجية للولايات المتحدة وحلفائها وطالبا بإنهائها، وأكد الجانبان التزامهما بعالم خال من الأسلحة الكيميائية.

“صديقان مقربان”

وشدد الرئيس الصيني، الذي تخوض بلاده حالياً حرباً تجارية مع الولايات المتحدة، على ضرورة أن ترسخ الصين وروسيا “أسس تعاونهما والقضاء على التدخل الخارجي.. وأن يكونا صديقين مقربين حقيقيين بعدما مرا بمئات التجارب الصعبة”.

وفي إشارة ضمنية إلى الولايات المتحدة، قال شي، إن “روسيا والصين ستعملان معاً على مواجهة الإجراءات الأحادية والاستقواء.. وحماية سلطة الأمم المتحدة ومكانتها، والدفاع بحزم عن حقوق ومصالح الصين وروسيا وعدد كبير من الدول النامية، وتعزيز عالم متعدد الأقطاب متساوٍ ومنظم”.

إعداد 90 مشروع

وفي المقابل، قال بوتين، في تصريحات أدلى بها بعد توقيع اتفاقيات مع بينج، إن “جميع عمليات التجارة الخارجية تقريباً بين روسيا والصين هي بالروبل واليوان”، معتبراً أن “هذا يعني في جوهره أنه تم بناء نظام مستقر للتجارة المتبادلة، وهو محمي بشكل موثوق من تأثير الدول الثالثة، والاتجاهات السلبية في الأسواق العالمية”

وأشار إلى أن “تعميق العلاقات التجارية يتم تسهيله بشكل ملحوظ أيضاً من خلال الخطوات المنسقة في الوقت المناسب التي يتم اتخاذها في روسيا والصين لتحويل التسويات بين بلدينا إلى العملات الوطنية”.

وأوضح أن “التعاون الاستثماري يتطور بشكل نشط، ويتم تنفيذ أو إعداد نحو 90 مشروعاً روسياً صينياً ذا أولوية بقيمة نحو 200 مليار دولار في مجالات مثل الإنتاج الصناعي والنقل والخدمات اللوجستية والزراعة والتعدين”.

واعتبر الرئيس الروسي، أن العلاقات بين روسيا والصين “مكتفية ذاتياً، ولا تعتمد على العوامل السياسية الداخلية، والوضع العالمي الحالي”، ويرى أن البلدين “نجحا في بناء نظام تجاري مستقر يتمتع بحماية موثوقة من نفوذ الدول الأخرى”.

وتابع: “في جوهرها، تم بناء نظام مستقر للتجارة المتبادلة، والذي يتمتع بالحماية بشكل موثوق من تأثير الدول الثالثة، والاتجاهات السلبية في الأسواق العالمية”، موضحاً أن الصين “تحتل المرتبة الأولى من حيث حجم التبادل التجاري مع روسيا، وفي عام 2024، سيسجل هذا الرقم رقماً قياسياً جديداً ليصل إلى 245 مليار دولار. وبدوره، يعد بلدنا أيضاً أحد الشركاء التجاريين الخارجيين الرائدين للصين”.

وأكد أنه مع شي “يواصلان الحفاظ على جميع الجوانب الأكثر أهمية للشراكة الروسية الصينية تحت السيطرة الشخصية المستمرة”، وقال: “سنبذل كل ما هو ضروري لتعزيز الأجندتين الثنائية والدولية”.

والتقى شي وبوتين عشرات المرات ووقعا شراكة استراتيجية “بلا حدود” في فبراير 2022 قبل أقل من 3 أسابيع على غزو أوكرانيا. وتعد الصين أكبر شريك تجاري لروسيا مدها بشريان حياة اقتصادي ساعدها على تجاوز العقوبات الغربية.

وأكد بوتين أنهما سيشرفان شخصياً على كل المقومات الرئيسية للعلاقات بينهما بهدف زيادة تعزيز التجارة والاستثمار بحلول عام 2030.

وتعطي مشاركة شي والبيان المشترك، الذي توافقت فيه وجهة النظر الصينية مع تلك الروسية بشأن الصراع، دعماً قوياً لبوتين في الوقت الذي تضغط فيه الولايات المتحدة على روسيا لإنهاء الحرب، بحسب وكالة “رويترز”.

وتقول موسكو إنها تريد إصلاح العلاقات مع واشنطن، والتي تدهورت إلى أدنى مستوياتها منذ الحرب الباردة بسبب الصراع في أوكرانيا، وإنها ترى إمكانية لعقد اتفاقات تجارية مربحة. لكن المحادثات فشلت في التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وهدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالانسحاب منها ما لم يتم إحراز تقدم واضح.

ووصل الرئيس الصيني، مساء الأربعاء، إلى العاصمة الروسية موسكو، ومن المرتقب أن يشارك، الجمعة، في احتفالات “يوم النصر” في الذكرى الثمانين لفوز الحلفاء على دول المحور في الحرب العالمية الثانية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *