اخر الاخبار

الصين وفيتنام توقعان 45 وثيقة لتعزيز التعاون

وقّعت الصين وفيتنام على 45 وثيقة للتعاون الثنائي بين البلدين، بالتزامن مع زيارة الرئيس الصيني شي جين بينج إلى هانوي، وذلك وسط اضطرابات اقتصادية تسببت فيها الرسوم الجمركية الأميركية.

وشملت الاتفاقيات التي جرى توقيعها، بعد لقاء شي مع الأمين العام للحزب الشيوعي الفيتنامي الحاكم تو لام، اتفاقيات لتعزيز سلاسل الإمداد والتعاون في مجال السكك الحديد، وفق ما أوردت “رويترز”.

ولم يُكشف عن محتوى الاتفاقيات، كما لم يتضح ما إذا كانت تتضمن التزامات مالية أو ملزمة.

وتأتي الزيارة، التي جرى التحضير لها منذ أسابيع وتشكل جزءاً من جولة أوسع لشي في جنوب شرق آسيا، في وقت تواجه فيه بكين رسوماً أميركية بنسبة 145%، بينما تتفاوض فيتنام على تخفيض رسوم أميركية بنسبة 46%، من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ في يوليو بعد انتهاء فترة التجميد التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

وتم توقيع مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون بين مجلس الصين لتعزيز التجارة الدولية، وغرفة التجارة والصناعة الفيتنامية، التي تصدر شهادات منشأ السلع.

وتُعد فيتنام مركزاً صناعياً وتجميعياً رئيسياً في جنوب شرق آسيا، حيث تأتي معظم وارداتها من الصين، بينما تعد الولايات المتحدة سوق التصدير الرئيسي لها. وتشكل البلاد مصدراً مهماً للإلكترونيات والأحذية والملابس للولايات المتحدة.

وتُظهر بيانات الجمارك الفيتنامية أن هانوي استوردت من بكين في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام بضائع بقيمة نحو 30 مليار دولار، بينما بلغت صادراتها إلى واشنطن 31.4 مليار دولار.

طائرات صينية وخطوط سكك حديد 

ووافقت فيتنام على استخدام قروض صينية لبناء خطوط سكك حديد جديدة بين البلدين، في خطوة لبناء الثقة من شأنها أن تعزز التجارة والربط الثنائي.

وذكرت وسائل الإعلام الفيتنامية الرسمية أن رئيس الحزب الشيوعي الحاكم في فيتنام تو لام ، شجّع الصين، الاثنين، على تقديم قروض ميسّرة.

وبعد ضغوط مطولة، حصلت بكين على موافقة فيتنام على اقتناء الطائرات التي تم التصديق عليها من قبل هيئة تنظيم الطيران الصينية، مما يمهد الطريق لاستخدام طائرات الركاب الصينية الصنع من طراز “كوماك” في البلاد.

وتُشغّل شركات صينية عدة طائرات “كوماك”، لكنها لا تزال تواجه صعوبات في إيجاد مشترين أجانب أو الحصول على موافقات خارجية.

والأحد، وقعت شركة الطيران الفيتنامية “فيتجيت” وشركة “كوماك” مذكرة تفاهم في هانوي، وفق “رويترز”.

ولم يُعلن بعد عن محتوى الاتفاق، لكن “رويترز” أفادت بأن المسودة تشمل تأجير فيتجيت لطائرتين من طراز C909 تشغلهما أطقم من خطوط طيران تشنجدو، لتسيير رحلات على خطين داخليين.

شي: لا رابح في الحروب التجارية

ودعا الرئيس الصيني شي جين بينج، الاثنين، إلى تعزيز العلاقات مع فيتنام في مجالي التجارة وسلاسل الإمداد.

وقال شي في مقال نُشر في صحيفة “نهاندان”، الناطقة باسم الحزب الشيوعي الفيتنامي: “ينبغي للطرفين تعزيز التعاون في مجالي الإنتاج وسلاسل الإمداد”.

كما دعا إلى زيادة التجارة وتعزيز التعاون مع هانوي في مجالي الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الأخضر.

وتحت ضغط من واشنطن، شددت فيتنام الرقابة على بعض أنماط التجارة مع الصين للتأكد من أن البضائع المصدرة إلى الولايات المتحدة تحت علامة “صُنع في فيتنام” تحتوي على قيمة مضافة كافية محلياً لتبرير هذه التسمية.

وقال شي في مقاله، دون أن يذكر الولايات المتحدة: “لا يوجد رابحون في الحروب التجارية وحروب الرسوم الجمركية”.

وأضاف لاحقاً، في لقائه مع رئيس الوزراء الفيتنامي فام مينه تشينه، أن “على البلدين معارضة التنمر الأحادي”، وفقاً لما أوردته “وكالة أنباء الصين الجديدة” (شينخوا).

وتهدف زيارة شي لهانوي، وهي الثانية في أقل من 18 شهراً، إلى ترسيخ العلاقات مع جار تلقى مليارات الدولارات من الاستثمارات الصينية في السنوات الأخيرة، بينما نقل المصنعون المقيمون في الصين عملياتهم جنوباً لتجنب الرسوم التي فرضتها إدارة ترمب الأولى.

وقال تو لام في مقال نُشر، الإثنين، في وسائل الإعلام الرسمية الصينية، إن هانوي تريد تعزيز التعاون في مجالات الدفاع والأمن والبنية التحتية، وخاصة في مجال السكك الحديدية.

ورغم العلاقات الاقتصادية القوية، تطفو التوترات على السطح بين البلدين بشكل متكرر بسبب النزاعات الحدودية في بحر الصين الجنوبي.

كما أن التنازلات التي قدمتها فيتنام للولايات المتحدة لتفادي الرسوم قد تثير استياء بكين، إذ تشمل نشر خدمة “ستارلينك” للاتصالات عبر الأقمار الصناعية التابعة لإيلون ماسك، بالإضافة إلى تضييق الخناق على بعض أشكال التجارة مع الصين بسبب شبهات في “تزوير قواعد المنشأ”.

وبعد توقف لمدة يومين في هانوي، يواصل شي جولته في جنوب شرق آسيا، حيث يزور ماليزيا وكمبوديا من 15 إلى 18 أبريل. وكان قد زار كمبوديا وماليزيا آخر مرة قبل 9 و12 عاماً على التوالي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *