
في لحظة بدت كصفعة على وجه المهنية، أعلن البنتاغون دخول لورا لومر إلى هيئته الصحفية؛ ناشطة يمينية ارتبط اسمها بحملات هجوم واسعة على المسلمين والمهاجرين وفق تقارير حقوقية أميركية، وطُردت سابقاً من منصات التواصل بسبب ما وصف بخطاب الكراهية. واليوم تحصل على بطاقة تسمح لها بالجلوس في مقدمة قاعة صناعة الرواية العسكرية في واشنطن.
لومر لم تكن يوماً اسماً عادياً؛ اسم ارتبط بالدفاع الصريح عن اللوبي الإسرائيلي ومواقف توصف في الإعلام الأميركي بأنها معادية للعرب والمسلمين. ومع مغادرة وسائل إعلام كبرى مثل “نيويورك تايمز” لقاعة المؤتمرات اعتراضاً على سياسات الرقابة الجديدة، يفتح البنتاغون الباب لواحدة من أبرز وجوه اليمين المتشدد، وكأن الرسالة تقال علناً هذه المرة.
ما حدث ليس خطوة بروتوكولية، بل انتقال في مراكز التأثير: من غرف الصحافة التقليدية إلى منصات تحمل خطاباً أيديولوجياً واضحاً. ومن “تنظيم المؤتمرات” إلى “صياغة الرواية”. خطوة يرى كثيرون أنها تجعل الرواية العسكرية الأميركية تمرّ من مرآة يمينية متطرفة، وتطرح سؤالاً عن دور المال والنفوذ في إعادة تشكيل الصوت الرسمي.
ووسط كل هذا الجدل، يبقى السؤال الذي يشغل واشنطن الآن: هل نحن أمام مجرد اسم جديد يدخل القاعة؟ أم أمام خروج المهنية من الباب الخلفي؟ ما جرى اليوم قد لا يكون إجراءً إعلامياً… بل تحوّلاً في اتجاه إعلام البنتاغون نفسه، نحو خطاب يزداد صخباً، ويُقلق من وجد نفسه هدفاً له عبر السنوات: المسلمون، المهاجرون، وكل من لا يناسب الصورة التي تُرسم الآن داخل المؤسسة العسكرية.
