يعود معرض “آرت بازل” باريس 2025، الذي يُقام من 24 إلى 26 أكتوبر، ببرنامج ثقافي حافل يضم معارض ومنشآت فنية وجلسات نقاشية في تسعة مواقع.
يُقام المعرض في قصر غراند باليه، في قلب العاصمة الفرنسية. ويكرس أعماله لمدّ جسور التواصل مع الصناعات الثقافية الفرنسية. يُشكّل المعرض حدثاً بارزاً في عاصمة الثقافة الأوروبية، إذ تبذل متاحف ومعارض الفنون في المدينة جهوداً إضافية لعرض برامجها التي تحظى بإقبال واسع.
يضم المعرض الضخم 205 صالة عرض من 41 دولة حول العالم، بما في ذلك 29 معرضاً يشارك للمرّة الأولى. فضلاً عن 65 صالة عرض عاملة في فرنسا.
وكان لافتاً هذا العام استضافة ساحة فاندوم الفخمة للضفدع كيرميت، وهو عمل للفنان الفنزويلي الأميركي أليكس دا كورتي، جاء على شكل تمثال ضخم قابل للنفخ، مُملوء بالهيليوم، يبلغ طوله 19.75 متراً.
يُحوّل الضفدع الفني الساحة التاريخية إلى مسرح غير متوقع لمشهد كوميدي يحمل قصة حزينة. ويجمع العمل بين فن البوب الأميركي ولغة الفن الحديث. وبين الفكاهة والشفقة، يعلّق العمل بطله في لحظة هزيمة دائمة، كاشفاً عن الهشاشة التي تُشكل أساس التفاؤل أحياناً.
يقول الفنان لموقع “ديزاين بوم”: “إن اهتمامي بكيرميت كان منصباً على فكرة أنه ليس من السهل أن تكون صديقاً للبيئة. فمن ناحية، يعني اللون الأخضر الطاقة الخضراء، والوعي بالبيئة. ومن ناحية أخرى، هناك أيضاً الشعور بالغربة والتهميش، وما يصاحب ذلك من معاناة”.
يعيد الفنان تصميم عمله إلى حلقة من موكب عيد الشكر في ميسي عام 1991 في مدينة نيويورك. عندما علِق بالون كيرميت بغصن شجرة وانفجر في منتصف الموكب، وانهار نصف منفوخ بينما استمر الاحتفال تحته.
بالنسبة للفنان، أصبحت هذه اللحظة الغريبة والعابرة “استعارة للإرهاق والمرونة والهتاف الذي غالباً ما يخفي القلق الجماعي”. يوضح قائلاً: “بما أن الرأس فقط هو الذي يتمزّق، فإن جزءًا فقط هو الذي ينكمش. إنه بين الحياة، وبين الدول”.
تحت التمثال العائم، تحافظ مجموعة من المؤدّين المبتسمين الذين يرتدون زي كيرميت، ومن المحتمل أن يكون أحدهم الفنان نفسه، على واجهة التفاؤل حية، مهمتهم الوحيدة هي الاستمرار في الابتسام والحفاظ على الحركة”.
ومن أبرز المشاركين في آرت بازل باريس الفنان الألماني العالمي غيرهارد ريختر، الذي كان مفتوناً بالصور الفوتوجرافية. كان يلتقطها بنفسه ويعود إليها كأساس للوحاته. كما عاد مراراً إلى موضوعات مستوحاة من حياته الشخصية، ورسم الأحداث والأشياء المحيطة به. وشملت موضوعاته الهولوكوست، ووفاة أربعة أعضاء من جماعة بادر ماينهوف في السجن، ولحظة اصطدام الطائرة الثانية ببرج التجارة العالمي في 11 سبتمبر.