أسفر الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف شقة في منطقة حارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت، الأحد، عن وضع هيثم علي طبطبائي في واجهة الأحداث، باعتباره أحد أبرز القياديين العسكريين في “حزب الله” وأكثر الشخصيات التي تُحيط بها السرية داخل بنية التنظيم.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في بيان، إن القيادي المستهدف هو من “يقود عملية بناء قدرات حزب الله وإعادة تسليحه”، مضيفاً أن “إسرائيل مصمّمة على العمل لتحقيق أهدافها، في أي مكان، وفي أي وقت”.
وزعم الجيش الإسرائيلي، اغتيال من وصفه بـ”قائد أركان” جماعة “حزب الله” في لبنان هيثم علي طبطبائي، فيما لم يعلق حزب الله على مصيره، على الرغم من أن مصادر أمنية لبنانية أكدت أنه كان هدفاً للغارة الإسرائيلية.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن القناة 14 أن المستهدف من الغارة هو القيادي العسكري البارز هيثم علي طبطبائي، الملقّب بـ”أبو علي”، والذي يُوصف بأنه الرجل الثاني في الحزب بعد أمينه العام نعيم قاسم.
ووفقاً لصحيفة النهار اللبنانية، فإن والد طبطبائي إيراني الجنسية ووالدته لبنانية، ويعيش في لبنان.
وأدرجت الولايات المتحدة هيثم علي طبطبائي الذي ولد في بيروت عام 1968، على قائمة المطلوبين مع مكافأة قدرها 5 ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي إلى اعتقاله.
وبحسب وزارة الخارجية الأميركية، يُعدّ طبطبائي قائداً عسكرياً بارزاً في “حزب الله”، وتولّى قيادة القوات الخاصة للجماعة في كل من سوريا واليمن.
وشكلت أنشطة طبطبائي في سوريا واليمن جزءاً من جهود أوسع لـ”حزب الله” تهدف إلى توفير التدريب والعتاد والجنود لـ”دعم أنشطته الإقليمية لزعزعة الاستقرار”، بحسب الخارجية الأميركية.
وفي 26 أكتوبر 2016، صنّفت الخارجية الأميركية طبطبائي ضمن فئة “الإرهابيين العالميين المُدرجين بشكل خاص” بموجب الأمر التنفيذي 13224.
وبموجب هذا التصنيف، تم حظر جميع ممتلكات طبطبائي، والفوائد العائدة عليها التي تخضع للولاية القضائية الأميركية، وتم منع الأميركيين بوجه عام من إجراء أي معاملات مع طبطبائي.
ويؤدي هذا التصنيف، وفقاً لوزارة الخارجية الأميركية، إلى عزل المنظمات والأفراد المعنيين، ويترتب عليه أيضاً حرمانهم من الوصول إلى النظام المالي الأميركي.
“رئيس أركان” في حزب الله
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن طبطبائي يشغل منصب “رئيس أركان” أو “نائب القائد العام” في “حزب الله”، بعد أمين عام الحزب نعيم قاسم.
وسبق أن تولى طبطبائي قيادة وحدة “الرضوان” الخاصة، التي شاركت في العمليات العسكرية في سوريا واليمن.
تعتبر “قوة الرضوان” وحدة عسكرية تابعة لـ”حزب الله”، حيث تضم آلاف العناصر الذين يخضعون لتدريبات خاصة تتيح لهم تنفيذ عمليات نوعية متقدمة.
وتم تأسيس هذه القوة بعد الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 2006، تحت قيادة القائد العسكري السابق عماد مغنية المعروف بالحاج رضوان، ويتميز أفرادها بالتأهيل العالي.
وبعد 7 أكتوبر 2023، تلقت القوة عدة ضربات نفذتها إسرائيل ضد أهداف تابعة لـ”حزب الله” في لبنان.
