اخر الاخبار

الطفل إبراهيم شاهين.. قصة مأساوية شهدتها بانياس السورية أثارت الغضب ومصدر يوضح حقيقة صورته

في قرية حرف بنمرة الصغيرة الواقعة في ريف بانياس على الساحل السوري، عاش الطفل إبراهيم شاهين حياة قصيرة مليئة بالقسوة، لتنتهي برصاصة طائشة على يد مجموعة تابعة للحكومة السورية أثناء ملاحقة فلول النظام البائد، وفقاً لنشطاء محليين.

الطفل إبراهيم شاهين

 

لكن ما جعل قصته تنتشر بشكل واسع هي الصورة المؤلمة التي ظهر فيها مربوطا بخيط بدلا من حزام، كرمز للفقر المدقع الذي تعيشه عائلته ومئات العائلات في المنطقة.

ولد إبراهيم في قرية تعاني من الإهمال والتهميش حتى قبل الحرب السورية، لكن الأوضاع ازدادت سوءا مع تصاعد الصراع.

وعائلته، مثل كثيرين في الريف السوري، عجزت عن توفير أبسط مستلزمات الحياة، حتى أنهم لم يستطيعوا شراء حزام لبنطال إبراهيم، فاضطروا لربطه بخيط، لتصبح هذه الصورة لاحقا رمزا للمعاناة التي يعيشها المدنيون في المناطق السورية.  

الحدث المأساوي: مقتل إبراهيم خلال ملاحقة “فلول النظام البائد”  

بحسب روايات نشطاء محليين، فإن إبراهيم قُتل خلال عمليات عسكرية شنها عناصر تتبع للحكومة السورية في المنطقة، حيث كانت القوات تطارد فلول النظام البائد، وفي خضم الاشتباكات والملاحقات، سقطت رصاصة طائشة لتنهي حياة هذا الطفل.

وقد تضاربت في البداية الأنباء حول حقيقة مقتله، إذ ذكرت بعض الروايات أن مسلحين مجهولين هاجموا قريته وكان الهدف مختارها وعند إطلاقهم الرصاص العشوائي قتل هو وآخرين، فيما ذكر نشطاء محليين أنه قتل برصاص عناصر الأمن السوري أثناء تطويق القرية وملاحقة المسلحين.

وانتشرت صورة إبراهيم على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث تفاعل معها الآلاف غاضبين من استمرار معاناة المدنيين، وخاصة الأطفال في سوريا. 

تكذيب وتضليل ومحاولة طمس الحقيقة

أعاد هذا الجدل الحديث مجددا عن غياب الإعلام الحكومي الرسمي، إذ حمل السوريون المسؤولية الكاملة للحكومة السورية بترك الناس عرضة للشائعات، مؤكدين أنه يجب الاعتراف بالحقيقة مهما كانت مؤلمة.

ففي البداية شكك البعض بحقيقة الصورة، حيث قال البعض إنها صورة قديمة تعود لتاريخ 2011 من مجرزة ارتكبها النظام البائد في محافظة حلب شمال غرب سوريا، فيما قال البعض الآخر إنها مأخوذة من مجازر غزة، ولكن الحقيقة هي للطفل إبراهيم شاهين من بانياس.

وحول هذا الغلط قال مصدر خاص لوكالة ستيب نيوز: يعتمد ظهور الصورة في نتائج البحث على تقنيات البحث المتقدمة التي يستخدمها محرك غوغل، حيث يتم تحليل عناصر الصورة وربطها بمحتوى مشابه لها عبر عدة آليات، أبرزها: 

التعرف على الأنماط البصرية: يقارن غوغل عناصر الصورة مع قاعدة بياناته للعثور على صور مماثلة من حيث الألوان، التكوين، والأشكال. 

تحليل النصوص المرتبطة: يتم فحص النصوص المصاحبة للصورة في المقالات أو المنشورات التي ظهرت فيها سابقًا. 

مقارنة البيانات الوصفية: يعتمد غوغل على بيانات مثل التاريخ، المصدر، والعلامات الوصفية (Metadata) لتحديد مدى التشابه بين الصور المختلفة. 

وأوضح المصدر أنه في هذه الحالة، عند البحث عن الصورة، ظهر خبر مشابه يتضمن صورة مشابهة ولكن بتاريخ مختلف، ما يشير إلى عدم تطابق الصورتين تماما، وإنما وجود تشابه في المحتوى. 

وأكد أنه بعد التحقق، تبيّن أن الصورة حديثة، مما ينفي كونها صورة قديمة معاد استخدامها.

ويذكر أن قصة إبراهيم شاهين ليست معزولة، فهي تعكس واقع مئات الأطفال السوريين الذين قُتلوا أو شُرّدوا أو عانوا من الفقر المدقع بسبب الحرب، إذ أشارت تقارير الأمم المتحدة إلى أن آلاف الأطفال في سوريا يعيشون دون تعليم كافٍ، ودون رعاية صحية، بل ويعانون من سوء التغذية في بعض المناطق.


إبراهيم شاهين

المصدر: وكالة ستيب الاخبارية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *