تشهد سوريا حالة من عدم الاستقرار الجوي، اعتبارًا من فجر الثلاثاء 25 تشرين الثاني، ويستمر تأثيرها 24 ساعة لتضعف مع فجر الأربعاء، وتتلاشى كليًا مع ساعات صباح الأربعاء.

وقال اختصاصي التأهب في دائرة الإنذار المبكر والتأهب، التابعة لوزارة الطوارئ وإدارة الكوارث السورية، مازن قره بيلو، ل، إن هطولات مطرية غزيرة تترافق بالعواصف الرعدية القوية وتساقط للبَرَد ستشهدها المناطق الساحلية خلال الحالة الجوية المرتقبة، مع تشكل سيول محلية واحتمالية بنسب متوسطة لتشكل تنين البحر.

في حين تشهد المناطق الشمالية الغربية والأجزاء الغربية للمناطق الداخلية هطولات مطرية متوسطة إلى غزيرة، خاصة غرب وشمال إدلب وحلب وغرب حماة وحمص، إضافة إلى مرتفعات القلمون والقنيطرة.

وتترافق الهطولات بالعواصف الرعدية القوية واحتمالية تشكل سيول محلية، بحسب قره بيلو.

وتوصي دائرة الإنذار المبكر والتأهب في وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث، بحسب الاختصاصي، باتباع النصائح والإرشادات التالية:

  • الابتعاد عن المناطق المنخفضة ومجاري الأودية خلال الهطولات المطرية الغزيرة.
  • فصل منظومات الطاقة الشمسية والأجهزة الكهربائية والإلكترونية الحساسة أثناء العواصف الرعدية القوية.
  • عدم الوقوف في الأماكن المرتفعة، وقرب الأشجار المنفردة وأبراج الكهرباء خلال العواصف الرعدية، والامتناع عن تصوير العواصف الرعدية القوية.
    • ️إيقاف عمليات الصيد والإبحار في القوارب الصغيرة والمتوسطة يوم الثلاثاء، وذلك لاحتمالية حدوث تنين البحر.
    • ️التزام المنازل، وإغلاق النوافذ والأبواب، وعدم البقاء في الطرقات والأماكن المفتوحة في حال تشكل تنين البحر.
    • ️تثبيت الأشياء القابلة للتساقط والطيران نظرًا لاحتمالية تشكل رياح قوية هابطة، مع ضرورة الابتعاد عن الجدران والمباني المتصدعة والآيلة للسقوط والتي قد تنهار في حال تعرّضها لهطولات مطرية غزيرة أو رياح قوية.
    • ️تأمين وحفظ المواد القابلة للتلف نتيجة الهطولات المطرية.
  • تخفيف السرعة على الطرقات التي تشهد هطولات مطرية غزيرة نظرًا لانخفاض مستوى الرؤية الأفقية.
    • ️القيادة بحذر وتخفيف السرعة على الطرقات التي تشهد هطولات مطرية خفيفة خاصة عند المنعطفات والمنحدرات ومفارق الطرق لتفادي حالات الانزلاق وحوادث السير.
  • توقعات أن يشهد طريق M5 حلب- دمشق زخات مطرية متفاوتة الغزارة مع ساعات فجر وصباح الثلاثاء، ما يرفع احتمالية الانزلاقات على الطريق الدولي.

وفي 21 من تشرين الثاني الحالي، ذكر قره بيلو في حديث ل، أن التوقعات متوسطة وبعيدة المدى تُشير إلى تأثر البلاد بحالة من عدم الاستقرار يوم الثلاثاء 25 من تشرين الثاني على شكل أجواء غائمة جزئيًا، مع فرص أمطار رعدية على الساحل وشمال غربي سوريا كانت لا تزال بحاجة إلى متابعة نظرًا لبعد المدة الزمنية.

وتابع قره بيلو، حينها، أن الفرص تكون مُتاحة لتشكل الضباب خلال ساعات الليل والصباح الباكر، ويكون الطقس خريفيًا مستقرًا مع درجات حرارة حول معدلاتها السنوية اعتبارًا من الأربعاء 26 من تشرين الثاني حتى نهاية الأسبوع.

ما التنين البحري؟

ذكر رئيس مركز التنبؤ المركزي في المديرية العامة للأرصاد الجوية، التابعة لوزارة الطوارئ وإدارة الكوارث، شادي جاويش، في وقتٍ سابق، أن ارتفاع درجة حرارة سطح البحر يمكن أن يؤدّي إلى زيادة في شدة وتكرار العواصف المدارية، إذ توفر المياه الدافئة طاقة إضافية لهذه الظواهر.

وأشار جاويش، في حديث إلى، إلى أن هذه التأثيرات تكون واضحة أكثر خلال فصل الخريف، وقد تمتد طيلة فصل الشتاء في بعض الأحيان ضمن شروط مناسبة، منوهًا إلى أهمية مراقبة تغيّرات ارتفاع درجات حرارة سطح البحر لمعرفة تأثيرها على المناخ بشكلٍ عام.

ولفت جاويش إلى أن دول منطقة وسط وشرق المتوسط هي الأكثر تأثرًا، ومن ضمنها سوريا، كما أن التأثير يختلف حسب الظاهرة الجوية، مثل الشاهقة المائية (التنين البحري) التي ازدادت عدة مرات خلال السنوات الأخيرة حدة وتكرارية، واستمرت حتى بعد انتهاء فصل الشتاء.

وكان “تنين بحري” ضرب مدينة بانياس في محافظة طرطوس، في 12 من تشرين الأول الماضي، ما خلّف أضرارًا بعشرات البيوت البلاستيكية، وأدى إلى خسائر للمزارعين في ضواحي المدينة وبعض القرى المحيطة كالزللو وطيرو وحريصون، إضافة إلى اقتلاع وتكسّر بعض الأشجار وإغلاق طرقات رئيسية.

كما ضرب “تنين بحري” سهل ميعار شاكر بريف محافظة طرطوس، ظهر الجمعة 14 من تشرين الثاني الحالي، ما أدّى إلى  أضرار بالبيوت البلاستيكية، في حين لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات بشرية.

وتسبب التنين بتضرر 51 بيتًا محميًا مزروعة بخضراوات (البندورة والفليفلة والباذنجان والفاصولياء والكوسا والخيار)، بنسبة ضرر متفاوتة تراوحت بين 15 و70%، وفق ما أفاد به مراسل بطرطوس، آنذاك.

وبحسب جاويش، فإن سبب “التنين البحري” هو تأثير منخفض جوي في طبقات الجو العليا، يتزامن مع ارتفاع مؤشر الـ”SST” (درجة حرارة مياه سطح البحر).

والشاهقة المائية (waterspout) أو ما يُعرف بالتنين البحري ظاهرة مناخية موجودة، لكن زيادة تكراريتها وحدتها هو المميز خلال السنوات الأخيرة، وذلك نتيجة التغير المناخي العالمي الذي أثر على معظم الظواهر الجوية، وفق رئيس مركز التنبؤ الجوي.

توقعات بشتاء دافئ

وفي 4 من تشرين الثاني الحالي، توقّع جاويش، في حديث ل، أن يكون فصل الشتاء في سوريا دافئًا بشكلٍ عام، تتخلله أيام محدودة باردة في أثناء مرور كتل هوائية، مبينًا أن درجات الحرارة تكون حول أو أعلى من معدلاتها.

وأشار جاويش إلى أن من المنتظر أن تكون معدلات الهطول المطري في الشتاء أفضل من أشهر الخريف، إذ يتأخّر الهطول ليتركّز خلال شهري كانون الأول والثاني المقبلين.

كما أن هناك فرصة لهطولات ثلجية نهاية الشتاء وبداية فصل الربيع، خلال شهري شباط وآذار، يتوقّع الراصد الجوي.

وحول الهطولات المطرية لهذا الموسم، قال جاويش، إن كميات الهطول المسجّلة لغاية تاريخه ضعيفة حتى على المناطق الساحلية، ولم تتجاوز 7 أو 9% من المعدل خلال شهري أيلول وتشرين الأول الماضيين.

المصدر: عنب بلدي

شاركها.