العراق يحاول تجنب سيناريو هجمات إسرائيل في سوريا
استمرت الضربات الصاروخية، وباستخدام الطيران المسير، من قبل “المقاومة الإسلامية في العراق” باتجاه إسرائيل، رغم التحذيرات الأمريكية من أن العراق سيتعرض لضربة إسرائيلية في حال لم تتوقف هذه الهجمات.
في حين أكدت الحكومة العراقية أنها لن تسمح باستخدام أراضيها للاعتداء على أي دولة.
وخلال الـ24 ساعة الماضية، شنت “المقاومة العراقية” المدعومة إيرانيًا ضربات متكررة باستخدام الطيران المسير والصواريخ باتجاه مناطق متفرقة من إسرائيل، كان أحدثها اليوم، الاثنين 18 من تشرين الثاني، دون معلومات عن حجم الأضرار.
وأعلنت “المقاومة”، عبر معرّفها الرسمي في “تيلجرام”، أنها شنت ضربات باتجاه جنوبي إسرائيل، وميناء إيلات وأهداف في الجولان السوري المحتل، في حين لم تعلن إسرائيل عن أن أي من هذه الهجمات خلفت أضرارًا.
من جانبه، جدد مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، رفض استخدام أراضي وأجواء بلاده للاعتداء على أي دولة أخرى، مشددًا على العمل بقوة لتهدئة الأوضاع.
وأضاف الأعرجي، في 16 من تشرين الثاني، أن الموقف العراقي “رافض لاستخدام الأراضي والأجواء العراقية، منطلقًا للاعتداء على أي دولة”.
ولفت إلى أن بلاده ستعمل لإنجاح دور العراق في تهدئة الأوضاع وعدم الذهاب نحو التصعيد.
وجاء ذلك بعد تقارير إعلامية ذكرت أن واشنطن أخطرت الحكومة العراقية أن إسرائيل ستنقل ضرباتها ضد إيران من سوريا إلى العراق في حال استمر انطلاق الهجمات نحوها.
ونقلت إذاعة “مونتكارلو الدولية” عن تقرير صدر عن الإطار التنسيق الشيعي، وهو أكبر طرف سياسي في الحكومة العراقية، أن رسالة إسرائيلية نقلها الجانب الأمريكي إلى بغداد مفادها أن إسرائيل ستنقل ضرباتها من سوريا إلى العراق ردًا على استمرار الفصائل العراقية بشن الهجمات ضد أهداف إسرائيلية.
ائتلاف رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، أكد أن إسرائيل تخطط فعليًا لـ”جعل العراق مثل سوريا”، بناء على نظريتين: الأولى أن إسرائيل تعتقد بأن الفصائل العراقية هي البديل عن “حزب الله” اللبناني وحركة “حماس” في غزة من وجهة نظر إيران، والنظرة الأخرى هي خطة إسرائيل لشرق أوسط جديد تتطلب نقل غاراتها إلى الأراضي العراقية في مرحلة مقبلة.
أمريكا تتدخل
في 5 من تشرين الثاني الحالي، نقل موقع “أكسيوس” الأمريكي عن مسؤولين أمريكيين لم يسمّهم أن واشنطن حذرت العراق، وتضمن تحذيرها: لا تسمحوا لإيران بالهجوم من أراضيكم وإلا سترد إسرائيل.
وقال “أكسيوس” إن إدارة بايدن حذرت الحكومة العراقية من أنها قد تواجه هجومًا إسرائيليًا على أراضيها إذا لم تمنع هجومًا إيرانيًا من أراضيها، بحسب ما قاله مسؤولان أمريكيان.
وتحاول الولايات المتحدة “ردع إيران” عن مهاجمة إسرائيل، وتخشى أن يؤدي ذلك إلى تصعيد نحو حرب إقليمية إذا ضربت إيران إسرائيل من الأراضي العراقية.
ولفت الموقع الأمريكي إلى أن المعلومات الاستخباراتية الإسرائيلية والأمريكية تشير إلى أن إيران تخطط لشن “هجوم كبير” ضد إسرائيل من الأراضي العراقية في الأيام المقبلة ردًا على الضربة الإسرائيلية، في 25 من تشرين الأول الماضي، في إيران، وفق مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، لم يسمّهم.
وقال المسؤولون إنه منذ الهجوم الإسرائيلي، نقل “الحرس الثوري الإيراني” طائرات دون طيار وصواريخ باليستية إلى “الميليشيات الشيعية” في العراق، وتخطط لشن هجوم مشترك ضد إسرائيل.
من جانبه، ذكر أحد المسؤولين الأمريكيين أن الولايات المتحدة حذرت إيران علانية وبشكل خاص من شن مثل هذا الهجوم، لكن الإيرانيين لم يظهروا حتى الآن أي استعداد لخفض التصعيد.
وقال مسؤول أمريكي آخر إن مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان تحدث مع رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، مطلع الشهر الحالي، بشأن الهجوم الإيراني المخطط له من العراق، وتحدث وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، مع السوداني حول نفس القضية.
المسؤولون الأمريكيون ذكروا أيضًا أن سوليفان وبلينكن أبلغا السوداني أيضًا أنه يجب ألا يسمح لإيران بشن هجوم على إسرائيل من الأراضي العراقية.
ونقل مسؤول أمريكي عن رسالة إدارة بايدن لرئيس الوزراء العراقي، “إذا لم تفعلوا ذلك فلن نتمكن من منع إسرائيل من ضرب العراق”.
بعد تبادل هجمات بين إيران وإسرائيل
فجر 26 من تشرين الأول الماضي، ستهدفت إسرائيل منشآت عسكرية إيرانية بثلاث موجات من الغارات الجوية.
وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، حينها، أن قواته نفذت ضربات على أهداف عسكرية إيرانية، ضمن عملية سميت بـ”أيام التوبة”.
وقال إن الهجوم جاء ردًا على أشهر من الهجمات المستمرة من إيران، معتبرًا أنها “ضربات دقيقة أحبطت التهديدات المباشرة على إسرائيل”.
ونقل موقع “أكسيوس” الأمريكي قبل الهجوم، عن ثلاثة مصادر مطلعة، أن إسرائيل أرسلت رسائل لإيران قبل الهجوم، حذرت فيه من رد مآلات رد إيران على الهجوم الإسرائيلي.
وقالت إسرائيل إن الهجوم جاء ردًا على هجوم إيراني تعرضت له مطلع تشرين الأول الحالي.
وأطلقت إيران دفعة صواريخ بالستية، قال “الحرس الثوري الإيراني” حينها إنها رد على مقتل رئيس المكتب السياسي لـ”حركة المقاومة الإسلامية”، إسماعيل هنية، في طهران، وزعيم “حزب الله” اللبناني، حسن نصر الله، والقيادي في “الحرس الثوري” عباس نيلفروشان، في بيروت.
سبق ذلك تبادل إطلاق نار بين الجانبين في نيسان الماضي، بعد قصف إسرائيل لقنصلية إيران في العاصمة السورية دمشق.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية
أرسل/أرسلي تصحيحًا
مرتبط
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي