أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن خلق العفو كان من أبرز صفات الأنبياء، مشيرًا إلى حديث النبي محمد ﷺ الذي وصف فيه نبيًا من الأنبياء وقد ضربه قومه فأدموه، فدعا لهم بالمغفرة قائلًا: “اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون”.
العفو خلق الأنبياء
وأوضح جمعة، عبر صفحته الرسمية على “فيس بوك”، أن النبي ﷺ حثّ على كظم الغيظ باعتباره طريقًا إلى العفو، مستشهدًا بقوله ﷺ: “ما جرعة أحب إلى الله من جرعة غيظ يكظمها عبد، ما كظمها عبد إلا ملأ الله جوفه إيمانًا”.
وأضاف أن النبي ﷺ كان يدعو إلى العفو حتى في مواضع القصاص، كما ورد عن أنس رضي الله عنه: “ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم رُفع إليه شيء فيه قصاص إلا أمر فيه بالعفو”.
وأشار إلى أن العفو في الإسلام لا يقتصر على المؤمنين، بل يشمل غير المسلمين حتى في حال الحرب، مستدلًا بمواقف النبي ﷺ من أهل الطائف، حيث رفض الانتقام منهم رغم ما لقيه من أذى، وقال: “بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئًا”.
وختم جمعة بأن العفو كان سمة بارزة في سيرة النبي ﷺ، ودليلًا على رحمته وتواضعه، داعيًا المسلمين إلى الاقتداء بهذا الخلق النبوي في تعاملاتهم اليومية.