الفصائل المسلحة تشن أكبر هجوم منذ سنوات.. ماذا يحدث في حلب؟
هجوم واسع النطاق لفصائل سورية مسلحة يحمل اسم “ردع العدوان”، هو الأكبر منذ 5 سنوات، ونطاقه الأوّلي ريف حلب الغربي وريف إدلب الشرقي، ويُعدّ أول اختراق لخطوط التماس مع القوات الحكومية في محافظة إدلب منذ الاتفاق بين تركيا وروسيا في مارس عام 2020 والمعروف باسم “اتفاق بوتين- أردوغان”، علماً أن إدلب هي منطقة خفض التصعيد الرابعة ضمن ما يُعرف بـ”مناطق خفض التصعيد”.
من يقود المعارك؟
كافة التشكيلات المشاركة في هجوم الفصائل المسلحة شمالي سوريا، تنضوي تحت ما يُعرف باسم “غرفة عمليات الفتح المبين”، التي ظهرت لأول مرة في مايو 2019 تقريباً، والآن كل ما تعلنه يصدر عن جهة تُسمّى “إدارة العمليات العسكرية”، وعلى رأس الفصائل المسلحة “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقاً)، ومعها فصائل عديدة، أبرزها:
-
هيئة تحرير الشام: في مطلع 2017، أعلنت عدة جماعات سورية مسلحة حل نفسها واندماجها بشكل كامل ضمن كيان عسكري واحد تحت اسم “هيئة تحرير الشام”، لكن ما لبث الكيان الجديد أن انهار وانشقت فصائله، لتبقى “الهيئة” وحدها بقيادة أبو محمد الجولاني. وهذه الجماعة مدرجة في “قوائم الإرهاب” في مجلس الأمن الدولي، وكذلك في تركيا.
- الجبهة الوطنية للتحرير: وهي اتحاد بين مجموعة من فصائل المعارضة المدعومة من تركيا، أُعلن عنه في أغسطس 2018.
- حركة أحرار الشام: أعلن عن إنشائها عام 2011، وهي تصف نفسها بأنها “حركة إسلامية إصلاحية تجديدية شاملة، وإحدى الفصائل المنضوية والمندمجة ضمن الجبهة الإسلامية”.
- جيش العزة: يُعدُّ جزءاً من “الجيش الحر”، وهو واحد من أقوى الفصائل المسلحة في الشمال السوري، وتم الإعلان عن تشكيله عام 2015، وفي 2017 زودته الولايات المتحدة بصواريخ مضادة للدبابات.
- كتائب نور الدين الزنكي: كانت جزءاً من “جيش العزة” وشاركت في معركة حلب، وكانت قد اندمجت في 2018 مع “أحرار الشام” لتشكيل “جبهة تحرير سوريا”.
- الجيش الوطني: تحالف من فصائل معارضة مدعومة من تركيا، تأسس في ديسمبر 2017، وشارك في عدة عمليات عسكرية شمالي سوريا.
ما الجديد في هذه العملية؟
لعل اللافت في هذه الهجمات هو استخدام “المُسيّرات”، بعضها صناعة تركية وبعضها الآخر تقول فصائل سورية معارضة إنها قامت بإنتاجها، إضافة إلى أسلحة أخرى متطورة، لا سيما صواريخ “التاو” و”الكورنيت”، وكذلك عربات مصفحة وذخائر متقدمة.
ما هي مناطق السيطرة الحالية؟
أعلنت الفصائل المشاركة في معركة “ردع العدوان”، حتى الآن، استعادة أكثر من 60 بلدة، ما يعني أن ريف حلب الغربي أصبح تحت السيطرة الكاملة للفصائل المسلحة، لا سيما “الفوج 46” الذي يشمل وجوداً عسكرياً إيرانياً، إلى جانب بلدة خان العسل الاستراتيجية.
ومساحة هذه المناطق تقدر بـ400 كيلو متر مربع، بينما تبقى أجزاء من ريف إدلب الشرقي تحت سيطرة القوات الحكومية، مع استعادة الفصائل المسلحة السيطرة على “سراقب” الاستراتيجية قرب الطرق الدولية الرئيسية، والتي كانت القوات الحكومية سيطرت عليها عام 2019، وتتقدم المعارك باتجاه “معرة النعمان”.
ماذا عن بلدتي نبل والزهراء؟
لا سيطرة حالية للفصائل المسلحة على هاتين البلدتين المهمتين في ريف حلب الشمالي، وفيهما وجود إيراني كثيف، وهما “بلدتان شيعيتان”، وتتعرضان لقصف مدفعي وصاروخي تشنه الفصائل المسلحة.
ومع اقتراب الفصائل من السيطرة على عندان وتحديداً “جبل عندان” وتلة “برج القاب”، ستكون نبل والزهراء في مرمى الفصائل.
ماذا عن الطرق الدولية؟
أعلنت “إدارة العمليات العسكرية” لمعركة “ردع العدوان” سيطرة مقاتليها على معردبسة وخان السبل وجوباس، وإتمام السيطرة على الأوتوستراد الدولي (M5) سراقب- حلب، وأجزاء واسعة من أوتستراد (M4)، وهذان الطريقان الدوليان الحيويان يربطان بين “دمشق- حلب”، و”حلب- اللاذقية”.
ما مصير مدينة حلب؟
وصلت الفصائل المسلحة إلى أحياء رئيسة في حلب، من بينها “الحمدانية– المحافظة – الحيدرية – جامعة حلب – حلب الجديدة – حي الزهراء”، وتتواصل المعارك مع الحديث عن اشتباكات قرب ساحة سعد الله الجابري وسط المدينة.
ما الموقف الرسمي السوري؟
الجيش السوري يقول إن قواته تتصدى لهجوم واسع تشنه فصائل يصفها بـ”الإرهابية” في إدلب وحلب، وتستخدم فيه أسلحة ثقيلة، وأعلن أن التصدي يتم بالتنسيق مع الأصدقاء دون تسميتهم، تزامناً مع الحديث عن تعزيزات عسكرية في طريقها إلى حلب، تضم 3 فرق عسكرية، وطريق الإمداد الآمن حالياً هو “خناصر” في المحور الجنوبي الشرقي، والذي يصل حلب مع حماة.
ما هو موقف روسيا؟
الطيران الروسي الحربي شن غارات جوية على إدلب وريف حلب الغربي لكن “هناك انتقادات لبطء التدخل الروسي وتراجع زخم الإسناد”، ومن المعلوم أن الجيش الروسي لا يشارك بأي عمليات برية في سوريا، إنما يكتفي بهجمات الطائرات، بينما قال الكرملين “إن ما يحدث يُعتبر تعدّياً على السيادة السورية مع ضرورة أن تستعيد الحكومة النظام في حلب سريعاً”.
يشار أيضاً، إلى أن القوات الروسية أخلت مواقعها ونقاطها العسكرية في منطقتي تل رفعت بريف حلب الشمالي ومعصران بريف إدلب الشرقي.
ماذا عن الموقف الإيراني؟
الإيرانيون قالوا على لسان وزارة الخارجية إن ما يحدث “يأتي في إطار مؤامرة أميركية إسرائيلية”، علماً أن إعلام إيراني نقل الخميس، أن المعارك في ريف حلب قتلت مستشاراً عسكرياً كبيراً في الحرس الثوري هو الجنرال كيورمث بورهاشمي.
وتُشير تقارير إلى أن حلب تُعد “مركزاً للميلشيات الإيرانية في سوريا”، وفيها نحو 117 جماعة مسلحة تابعة لطهران، فضلاً عن الحرس الثوري وفيلق القدس.
ما هو الموقف التركي؟
لا يوجد موقف رسمي تركي مؤيد أو رافض لمعركة “ردع العدوان”، عدا ما صرح به مسؤول رسمي لوكالة “رويترز”، قال فيه “إن العملية محدودة وتقع في مناطق خفض التصعيد، لكنها توسعت بسبب هروب عناصر الجيش السوري من مواقعهم العسكرية”، حسب تعبيره.
وكان الرئيس التركي دعا بشكل علني لتطبيع العلاقات مع دمشق، لكن الرئيس السوري بشار الأسد وضع مبادئ للتطبيع على رأسها “انسحاب القوات التركية من سوريا”، حيث تنتشر وتُسيطر تركيا على نحو 129 نقطة عسكرية وأمنية شمال سوريا، تتركز في محافظات إدلب وحلب وحماة والحسكة والرقة واللاذقية، وتضطلع القوات التركية بعدة مهام، مع 12 نقطة لمراقبة “مناطق خفض التصعيد”.