تشهد سماء سوريا مساء اليوم، الأربعاء 5 من تشرين الثاني، اقترابًا لافتًا للقمر من كوكب الأرض، في ظاهرة فلكية تُعرف باسم “القمر العملاق” (القندس)، وفق ما قاله رئيس الجمعية الفلكية السورية، محمد العصيري، ل.
وأوضح الدكتور العصيري، أن هذه الظاهرة تحدث نتيجة تزامن طور البدر مع وصول القمر إلى نقطة الحضيض (Perigee)، وهي النقطة الأقرب للأرض في مداره الإهليلجي غير الدائري.
ونفى العصيري احتمالية أن تتسبب ظاهرة “القمر العملاق” بحدوث زلازل أو براكين أو فيضانات على كوكب الأرض، لعدم وجود ارتباط بينها وبين الكوارث الطبيعية أو الظواهر الجيوفيزيائية الأخرى.
وذكر أن التأثير الفيزيائي الوحيد لهذه الظاهرة يتمثل في إحداث مد وجزر أكبر بقليل من المتوسط المُعتاد للبدر (لا يتجاوز بضعة سنتمترات في ارتفاع الموج) كنتيجة منطقية لزيادة قوة الجاذبية القمرية الطفيفة عند نقطة الحضيض، ولا يسبب أي إجهاد جيولوجي كما يُشاع.
وأشار رئيس الجمعية إلى أن القمر يبدو نتيجة لهذا الاقتراب أكبر حجمًا بنسبة 7% وأكثر سطوعًا بنحو 30% مقارنة بالبدر العادي، إذ تقارب المسافة بين مركز الأرض والقمر خلال الحضيض 356800 كيلومتر، وهذا القرب هو التفسير العلمي للزيادة المرصودة في الحجم الظاهري.
وبحسب العصيري، يُطلق على هذا القمر اسم (قمر الحضيض) لأنه آخر أقرب نقطة إلى الأرض، وبإمكان المشاهد ملاحظة تفاصيل سطح القمر من خلاله، مجددًا التأكيد على عدم وجود أي تأثيرات له على الأرض باستثناء تأثيره على ظاهرتي المد والجذر.
ولفت العصيري إلى أن هذا القمر يُكنّى بـ”قمر الحفش” نسبة لسمك الحفش عند هنود أمريكا الحمر، والذي يكثر ويسهل اصطياده خلال هذا التوقيت من العام، كون ضوء القمر يجذب هذا النوع من الأسماك ما يؤدي إلى اقترابها من سطح الماء.
وشرح العصيري أن تحول لون القمر إلى البرتقالي المحمر عند الأفقين الشرقي والغربي هو نتيجة ظاهرة تشتت ضوئي في الغلاف الجوي للأرض، إذ تتشتت الأطوال الموجية الزرقاء ويُسمح للأطوال الحمراء بالعبور، وهي ظاهرة بصرية لا علاقة لها بالخصائص الجوهرية للقمر.
وتُعرف ظاهرة اقتران البدر بنقطة الحضيض (Perigee) بـ“القمر العملاق” (Super moon)، وتتخذ تسميات موسمية تقليدية، مثل “قمر الحصاد العملاق” (أيلول، تشرين الأول)، و”قمر القندس” (تشرين الثاني)، و”قمر الثلج” (كانون الأول)، وفق رئيس الجمعية الفلكية السورية.
وتحدث ظاهرة “القمر العملاق” ثلاث إلى أربع مرات سنويًا في العادة، والسبب هو اختلاف طول الشهر القمري (29.5 يوم) عن الفترة المدارية الكاملة للقمر حول الأرض (27.5 يوم).
وقد سُجّلت حالات نادرة تزامن فيها “القمر العملاق” مع الكسوف الكلي للقمر، فتحدث ما تُعرف بظاهرة “القمر العملاق الدامي”، إذ يُلقي ظل الأرض على القمر لونًا نحاسيًا أحمر من تشتت الضوء في الغلاف الجوي.
آخر هذه الأحداث كان في أيار 2022، وستتكرر الظاهرة في تشرين الأول 2032.
كما سنشهد “قمر الثلج” في 4 من كانون الأول المقبل، وفق العصيري، داعيًا إلى مراقبة هذه الظواهر من أماكن مفتوحة بعيدًا عن التلوث الضوئي، إذ يمكن مشاهدتها بالعين المجردة أو عبر “تلسكوبات” ومناظير صغيرة لرؤية تضاريس القمر بوضوح.
مرتبط
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي
