اخر الاخبار

القاذفة النووية الأميركية B-52.. تحديثات تطيل بقاءها نصف قرن

تستعد القوات الجوية الأميركية لاستقبال الطراز الجديد من القاذفة النووية الأميركية الأشهر B-52، التي جرى تحديثها لتحمل اسم B-52J، وستتمكن من الاستمرار في الخدمة لنصف قرن آخر.

وحلقت القاذفة النووية الأميركية الشهيرة B-52 Stratofortress للمرة الأولى خلال إدارة الرئيس الأميركي السابق هاري ترومان، وصممت آنذاك لمواجهة التهديد النووي الهائل للاتحاد السوفيتي.

وتحول دور القاذفة الأميركية على مدى العقود الماضية إلى منصة متعددة الأدوار قادرة على تنفيذ مهام تقليدية ونووية. وشهدت هذه القاذفات العملاقة نشاطاً  في كل مواجهة خاضتها الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية.

ويتواجد الطراز الحالي B-52H  في الخدمة مع القوات الجوية الأميركية منذ عام 1961، ما يعني أنه شهد القتال في كل حرب أو حملة، من حرب فيتنام.. و”عاصفة الصحراء”، إلى الصراعات في أفغانستان والعراق. 

وقالت المجلة الأميركية The National Interest، إن النوع الجديد B-52J سيحصل على فرصة جديدة لمد خدمتها حتى منتصف القرن الحالي، وهو ما يضمن فعلياً أن تكون الطائرة الحربية قد خدمت لمدة 100 عام.

تحديثات أساسية

ستواصل طائرة B-52 Stratofortress إثبات قيمتها من خلال التحديثات الثلاثة الرئيسية التي أجرتها القوات الجوية الأميركية على محركات الطائرة، وإليكترونياتها وأجهزة الاستشعار الخاصة بها، فضلاً عن التحسينات التي أدخلت على هيكلها العام لجعلها أكثر ملاءمة لساحة المعركة الحديثة.

ويعتبر أهم تحديث أدخل على النسخة B-52J، هي التغييرات التي جرت على محركاتها الجديدة، التي تعد “جوهر التحسين بأكمله”. 

وعملت الطرازات السابقة بمحركات Pratt & Whitney TF33s. وتم استبدال هذه المحركات القديمة بمحركات Rolls-Royce F130 الجديدة والقوية.

وتساهم هذه المحركات في زيادة كفاءة استهلاك الوقود، وتقليل متطلبات الصيانة، وتحسين الأداء بشكل عام مقارنة بمحركات Pratt & Whitney القديمة. 

وتمنح المحركات الجديدة القاذفة B-52 قدرة إقلاع وصعود أفضل، وهو أمر بالغ الأهمية في نوع المعارك التي ستعمل فيها هذه الطائرات على مدى العقود القليلة المقبلة.

وستتميز الطائرة B-52J  برادار Raytheon AN/APG-79B4 Active Electronically Scanned Array (AESA) الجديد، والذي سيحل محل المصفوفات القديمة الممسوحة ضوئياً ميكانيكياً، ما يزيد من قدرة الطائرة على الإدراك الظرفي والاستهداف. 

وتشمل التحديثات أيضاً أنظمة اتصالات جديدة وشاشات قمرة قيادة، وتبسيطاً عاماً للوظائف على متن الطائرة.

وتعطي كل التحديثات الأولوية لشبكات البيانات والتكامل المتبادل مع منصات القتال الصديقة في أي اشتباك، ما يعني أن القاذفة الأميركية ستندمج بشكل كبير مع الحروب القائمة على التواصل عبر الشبكات.

وأجريت تعديلات كبيرة على هيكل الطائرة الجديدة B-52J، لجعلها أكثر ملاءمة في سيناريوهات القتال الحديثة. 

وأزالت القوات الجوية الأميركية بعض أجهزة الاستشعار لتقليل السحب وتحسين أداء الطيران. 

وضاعفت وزارة الدفاع الأميركية استثماراتها في الأنظمة الدفاعية لهذه الطائرات العملاقة، ما جعل من الممكن لها  تجنب الدمار على أيدي أنظمة الدفاع الجوي المحسنة بشكل كبير لدى منافسي الولايات المتحدة القريبين مثل الصين وروسيا، في حالة حدوث صراع مباشر مع أي من هاتين القوتين.

جدول زمني متأخر

ذكرت مجلة The National Interest، أنه من المؤسف عدم وجود برنامج يمكن أن يتولاه البنتاجون حالياً دون أن يواجه تأخيرات وتجاوزات كبيرة في التكاليف. 

ولا تختلف طائرة B-52J عن غيرها، فبعدما كان من المفترض أن يتم إجراء الاختبارات الأولية لمحرك Rolls-Royce F130 في نهاية عام 2023، تأخرت هذه الاختبارات. 

وقال جون تيرباك من مجلة القوات الجوية والفضائية، في تصريحات سابقة، إن محرك Rolls-Royce F130 اجتاز مراجعة التصميم الحاسمة في 13 ديسمبر الماضي، ما يعني أنه يمكن أن يدخل مرحلة التطوير النهائي والاختبار والإنتاج في الوقت المحدد. 

ورغم ذلك، يرى تيرباك أن البرنامج الإجمالي ما زال متأخراً بثلاث سنوات، ما تسبب في احتمالية أن تبدأ الاختبارات الحقيقية للقاذفة في عام 2033 بدلاً من 2028.

ولن تؤدي هذه التطورات إلا إلى تعقيد قدرات القوات الجوية الأميركية، مع دخول فترة من المنافسة الشديدة بين القوى العظمى.

ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت القوات الجوية الأميركية قادرة على تلبية العدد المتوقع والجدول الزمني لنشر هذا النظام الأكثر أهمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *