القحطاني أم… كولومبوس؟
السؤال الذي لا يحتاج محلّل استراتيجي ولا قراءة لمراكز أبحاث… يحتاج فقط فتح تويتر، وذاكرة لا تُمسح مهما حاولوا. ففي 2017 خرج سعود القحطاني متوعّدًا: “وعد… حساب عسير لكل مرتزق في القائمة السوداء”. ومن يومها تحوّل بعضهم إلى كتائب لوحة مفاتيح… يشتمون، يبلّغون، يهدّدون، ويعيشون وهم أنهم قادة جبهات.
لكن المفارقة الثقيلةالخفيفة…
أن الرجل نفسه، وفق ما ظهر في تسريبات وتقارير وشهادات، كان “خبير الأسماء المستعارة” قبل أن يصبح قائداً للرصد الإعلامي. قصي بن كلاب لمحاربة رجال الدين، سعود عبدالله الجارح للمنتديات، يوسف العربي لتسريب القرارات قبل الإعلام، nokia 2 moon 2 في وثائق ويكيليكس، و”ضاري” لمدح الحكّام وكتابة الأغاني لنفسه. كتب… غنّى… اخترق… لاحق… تنصّل… ثم عادوا اليوم يندهشون لأن “غلا الحضرمية” هي نفسها “كولومبوس” بعد 63 تغييرًا في الاسم؟ يا جماعة… هذا تحديث نظام مش مفاجأة.
الحساب واحد. المعرّف واحد. السجال واحد.
من 2015 لليوم—الأقنعة تتبدّل، الجمهور يتغيّر… لكن العرض هو العرض. ومن ينسى أولئك الذين شتموا السعودية بأسماء يمنية غاضبة… ثم صاروا جنودًا في حراسة العرش… ثم حماة السيادة… ثم فجأة “خبراء شؤون المنطقة”؟ النسخة تتحدّث… لكن الجهاز نفسه.
المضحك المبكي…
أنهم يظنون أن حذف التغريدات يمحو الذاكرة، بينما رقم المعرّف يبتسم ويقول: “أهلًا… أنا هنا منذ البداية”. لذلك لا تسأل: القحطاني أم كولومبوس؟
اسأل بدقّة أكبر: كم مرّة يمكن لحساب واحد أن يولد… قبل أن يفهم الناس اللعبة؟