نفى مجلس القضاء الأعلى في العراق، إصدار حكم إعدام بحق الشاب السوري محمد أحمد سليمان حسن، بسبب وجود صورة الرئيس السوري أحمد الشرع على هاتفه المحمول، مشيرًا إلى أن الشاب اعترف بتمجيد زعيم تنظيم الدولة “أبو بكر البغدادي”، ولذلك صدر عليه الحكم.
وانتشرت وثيقة على وسائل التواصل الاجتماعي، تظهر صورة قرار بالحكم على محمد أحمد سليمان حسن 22 عامًا، بالإعدام شنقًا حتى الموت، صادر عن محكمة جنايات النجف في العراق، وفق أحكام المادة الرابعة من قانون مكافحة الإرهاب العراقي.
وكان شقيق الشاب، فؤاد سليمان، قد أفاد بأن شقيقه أدلى باعترافاته تحت التعذيب وعبر الصعق بالكهرباء والضرب والترهيب.
وفي بيان على صفحته بـ فيسبوك، أوضح مجلس القضاء الأعلى العراقي اليوم، 28 من تشرين الأول، أن ما جرى تداوله حول اعتقال الشاب بتهمة نشره مقطع فيديو لتمجيد الرئيس السوري الحالي واحتوائه على مواد تخص الجيش الحر في هاتفه، هي معلومات غير صحيحة.
وبحسب المجلس فإن الحكم الصادر بـ “حق المتهم عن جريمة الاعتراف بالتمجيد للإرهابي المقبور أبو بكر البغدادي”، وكذلك “الإشادة والتشجيع بقتل أفراد الجيش العراقي والحشد الشعبي في منطقة الطارمية”، ونشر فيديوهات تتعلق بذلك عبر صفحته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، وفق المجلس.
وبحسب توضيح مجلس القضاء، فإن الشاب طلب من أشخاص الانتماء لتنظيم “الدولة”، فضلا عن قيامه بنشر فيديوهات وهو يقوم بـ “حرق صورة الإمام علي عليه السلام”، (الصحابي علي بن أبي طالب) الغاية منها إثارة “الفوضى والفتن” داخل المجتمع الواحد.
وأكد المجلس أن الحكم الصادر بحق الشاب السوري “غير نهائي”، إذ سيدقق من قبل “محكمة التمييز الاتحادية” عند ورود إضبارة الدعوى إلى محكمة التمييز، كون الحكم خاضع للتمييز التلقائي.
الخارجية: سنتابعها أصولا
الخارجية السورية، أعلنت متابعتها لقضية الشاب السوري، محمد أحمد سليمان حسن، وإجراء تحقق من صدور حكم “إعدام شنقًا حتى الموت” بحقّه، من محكمة عراقية، بسبب العثور على فيديو للرئيس أحمد الشرع، على خاصية “الستوري” في حسابه على “فيسبوك”.
وقال محمد الأحمد، مدير إدارة الشؤون العربية في وزارة الخارجية السورية، في تغريدة على حسابه بمنصة “إكس” اليوم، تعليقًا على الوثيقة المتداولة، “تتم متابعة القضية مع الحكومة العراقية عبر القنوات الرسمية لحين التحقق من صحة الوثيقة المنشورة ومتابعتها أصولا”.
شقيق محمد، وهو فؤاد سليمان (قُبض عليه في العراق وجرى ترحيله إلى سوريا مؤخرا) أفاد بأن السلطات العراقية كانت قد اعتقلته مع شقيقه في شهر آذار 2025 في أثناء وجودهما في العراق، قبل أن تفرج عنه وتُبقي محمد قيد الاحتجاز.
دمشق تتابع قضية شاب سوري محكوم بالإعدام في العراق
وذكر أنه خلال تفتيش هاتف محمد، عُثر على فيديو وصور للرئيس أحمد الشرع، ومقطع فيديو يظهر فيه عناصر من “الجيش السوري الحر” في أثناء أسر مقاتلين من “حركة النجباء” العراقية.
وتابع أن شقيقه المحكوم عليه بالإعدام، أدلى باعترافات تحت وطأة التعذيب بالكهرباء والضرب، ووجهت له عدة اتهامات بأنه يمثل “خلايا نائمة لحكومة الجولاني الإرهابية”، و”يرسل إحداثيات لسوريا” وأنه كان يتواصل مع “الجيش السوري الحر” قبل سقوط النظام.
كما أفاد فؤاد، بأن سوريين آخرين وهما عمر معت هرموش، ومحمد خورشيد، حكمت محكمة جنايات النجف على كليهما بـ 15 سنة سجنًا.
موضحًا أن سبب الحكم على عمر هرموش هو شتم الأمين العام السابق لـ “حزب الله” اللبناني، حسن نصرالله، والتواصل مع أشخاص داخل سوريا، بينما لم يوضح سبب الحكم على خورشيد.
رسالة إلى مفوضية حقوق الإنسان
الخبير القانوني والمتخصص في مجال حقوق الإنسان والقانون الجنائي الدولي، المعتصم الكيلاني، أعلن في منشور على حسابه بمنصة “فيسبوك” إرساله عريضة إلى المفوضية السامية لحقوق الانسان، مكتب العراق بشأن قضية الشاب السوري.
وفي رسالته، طالب الكيلاني بـ”تدخل عاجل بشأن انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان”.
وبحسب رسالة المحامي، فقد تعرّض المذكور أثناء التحقيق إلى تعذيب شديد وصعق كهربائي، وأُجبر على توقيع اعترافات لا يعلم محتواها دون حضور محامٍ، ثم أُحيلت قضيته إلى المحكمة تحت تهم تتعلق بـ “الإرهاب” استنادًا إلى قانون مكافحة الإرهاب رقم 13 لسنة 2005، ليُحكم عليه بالإعدام.
صورة متداولة عن قرار القضاء العراقي الحكم بالإعدام على شاب سوري في العراق. 27 تشرين الأول 2025 (المعتصم الكيلاني)
مرتبط
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي
