تشهد قريتا بريقة وبئر عجم في محافظة القنيطرة جنوبي سوريا نزوحًا واسعًا بين سكانهما من الشركس، نتيجة الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة في المنطقة القريبة من خط وقف إطلاق النار مع إسرائيل.

وقال مختار القريتين، سيف الدين جاويش، في مقابلة مع وكالة “الأناضول” نشرتها اليوم، الأربعاء 15 من تشرين الأول، إن عدد العائلات في القريتين انخفض من نحو 250 عائلة قبل عام 2011 إلى نحو 60 فقط في الوقت الحالي، معظمهم من كبار السن، بينما غادر الشباب بسبب غياب الأمان وتدهور الأوضاع المعيشية.

وأوضح جاويش أن القريتين تقعان على بعد نحو ثلاثة كيلومترات من خط وقف إطلاق النار، وتتعرضان باستمرار لعمليات مراقبة وتوغلات إسرائيلية، مشيرًا إلى أن القوات الإسرائيلية تنفذ دوريات يومية صباحًا وظهرًا ومساء، وتدخل في بعض الأحيان إلى المنازل وتحتجز سكانًا لفترات قصيرة.

وأضاف أن الجيش الإسرائيلي أقام نقاطًا ومواقع عسكرية في التلال المحيطة، وفرض في فترات متكررة حصارًا على الأحياء السكنية، ما أدى إلى تدمير عدد من المنازل والمنشآت المدنية، بما فيها مواقع تابعة للأمم المتحدة تضررت خلال التوغلات.

وأشار جاويش إلى أن الحركة في القريتين شبه متوقفة، إذ تعاني من انعدام وسائل النقل وصعوبة تنقّل الطلاب والموظفين، بينما تراجعت الأنشطة التجارية والاجتماعية بشكل كبير بعد أن كانت المنطقة وجهة لزوار من دمشق ودرعا.

وطالب مختار القريتين بانسحاب إسرائيل إلى ما قبل خط وقف إطلاق النار، مؤكدًا أن الاعتداءات الأخيرة أدت إلى اعتقال عدد من أبناء القريتين خلال الأشهر الماضية.

ووسّعت إسرائيل سيطرتها منذ نهاية عام 2024 بعد الإطاحة بالنظام السوري السابق، لتشمل شريطًا أمنيًا بعمق 15 كيلومترًا في الجنوب السوري، يضم أكثر من 40 ألف مدني يعيشون تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية المباشرة.

إسرائيل تواصل التوغل بالقنيطرة

توغلت قوة من الجيش الإسرائيلي في قرية أوفانيا وفي بلدة الصمدانية الشرقية بريف القنيطرة اليوم، الأربعاء 15 من تشرين الأول.

الإعلامي نور الحسن أفاد ل أن دورية تابعة للجيش الإسرائيلي مؤلفة من ثلاث سيارات قادمة من قاعدة العدنانية، التي أنشأتها إسرائيل في المنطقة منزوعة السلاح، توغلت صباح اليوم باتجاه قرية أوفانيا، بريف القنيطرة الشمالي.

وأكد أن الدورية فتشت منزلين فقط داخل قرية أوفانيا فقط دون أي عملية اعتقال، وانسحبت بعدها.

كما توغل رتل من الجيش مكون من دبابتين وسيارات وجرافة وعدد من السيارات المحملة بالجنود، باتجاه الصمدانية الشرقية، ولم يرافق التوغل أي عملية اعتقال، بحسب ما ذكره الإعلامي نور الحسن.

وذكرت قناة “الإخبارية” السورية، أن دورية تابعة لإسرائيل داهمت منازل خلال توغلها في قرية أوفانيا بريف القنيطرة الشمالي، بالتوازي مع توغل دورية أخرى مع دبابتين باتجاه بلدة الصمدانية الشرقية، وتمركزت بمحيط تل كروم جبا قبل انسحابها.

واستمر التوغل لعدة ساعات قبل أن تنسحب القوات باتجاه مدينة القنيطرة “المدمرة”، بحسب “الإخبارية”.

وشنت دورية عسكرية تابعة للجيش الإسرائيلي، الثلاثاء 14 من تشرين الأول، حملة مداهمات شملت منزلين في قرية أوفانيا بريف القنيطرة الشمالي، دون تسجيل أي حالات اعتقال.

ونصبت دورية تابعة للجيش الإسرائيلي حاجزًا عسكريًا عند مفرق أوفانيا الأول في ريف القنيطرة الشمالي.

وأخضعت الدورية المارّة والسيارات في المنطقة لعمليات تفتيش دقيقة ومضايقات.

اعتقال خمسة مدنيين

اعتقلت دورية تابعة للجيش الإسرائيلي، في 10 من تشرين الأول، خمسة مدنيين من سكان بلدة صيدا الحانوت بريف القنيطرة الجنوبي، بينهم راعيان وثلاثة مزارعين، قرب خط وقف إطلاق النار في المنطقة، وأطلقت سراحهم مساء اليوم نفسه.

وقال الناشط في مدينة القنيطرة، أحمد أبو الزين، ل حينها، إن الدورية الإسرائيلية المؤلفة من ثلاث سيارات أوقفت اثنين من رعاة الأغنام كانا على مقربة من الشريط الحدودي غربي قرية صيدا الحانوت.

واعتقلت أيضًا ثلاثة مزارعين في أثناء مرورهم بسيارتهم بالقرب من الدورية، على مسافة لا تتجاوز 300 متر عن نقطة مراقبة تابعة لقوات الطوارئ الدولية العاملة في الجولان (الأندوف).

وأشار أبو الزين إلى أن الاعتقالات جاءت بحجة اقتراب المدنيين مما يُعرف بـ”الخط الأحمر”، وهو خط وقف إطلاق النار الفاصل بين المناطق التي تسيطر عليها سوريا وتلك التي تحتلها إسرائيل في الجولان.

المصدر: عنب بلدي

شاركها.