– سدرة الحريري

تشهد رياضة الكاراتيه في سوريا حراكًا تقوده وزارة الرياضة والشباب بالتعاون مع اتحاد الكاراتيه، بهدف تعزيز حضور اللعبة على الساحتين المحلية والدولية.

وتتركز هذه الجهود على تنظيم بطولات محلية، إلى جانب تنفيذ برامج تدريبية وتأهيلية منتظمة، واستعدادات جدية للمشاركة في الاستحقاقات الإقليمية والدولية المقبلة.

واقع رياضة الكاراتيه

تحظى رياضة الكاراتيه في سوريا حاليًا بدعم متزايد واهتمام أكبر مما كانت عليه في السابق، وخصوصًا خلال الحقبة التي شهدت فيها الرياضة تراجعًا ملحوظًا وسط غياب التنظيم والدعم.

وقال مدرب المنتخبات الوطنية في دمشق وريفها ومسؤول ألعاب القوى في نادي جرمانا، سليمان داوود، ل، إن واقع اللعبة يشهد تحسنًا واضحًا، لا سيما على صعيد تنظيم البطولات المحلية، مشيرًا إلى أن هذا التطور يفتح آفاقًا أوسع أمام المشاركات الدولية.

وأضاف داوود أن وتيرة التحسن وإن كانت مرتبطة بالإمكانات المتاحة، تُعد جيدة جدًا مقارنة بما كانت عليه سابقًا، ما يشير إلى انتقال اللعبة نحو مرحلة أكثر استقرارًا وتنظيمًا.

وعن الجانب الإعلامي واللوجستي، أوضح أن البطولة الأخيرة التي نُظمت بدعم من الاتحاد شهدت تمويلًا ماليًا خاصًا، رافقه اهتمام إعلامي واسع، ما منح الفعالية طابعًا احترافيًا.

كما تميزت البطولة بتوفير بيئة مناسبة ومريحة للاعبين، سواء من حيث المساحة أو جودة التنظيم، إلى جانب الحضور الجماهيري اللافت الذي يعكس تنامي الاهتمام الشعبي برياضة الكاراتيه في سوريا.

ماذا عن واقع البطولات

بعد سنوات من الغياب عن المحافل الدولية، تعود رياضة الكاراتيه في سوريا لتخطو نحو الساحة الإقليمية من جديد، وأكد سليمان داوود، مدرب المنتخبات الوطنية في دمشق وريفها، في حديثه ل، أن سوريا تستعد للمشاركة في بطولة العرب المقررة بالأردن في 20 من آب المقبل، إلى جانب التحضير للمشاركة في بطولة غرب آسيا التي ستُقام في 26 من آب وفي الدولة نفسها.

وأوضح داوود أن اتحاد الكاراتيه دعا إلى تشكيل منتخبات وطنية من اللاعبين الحاصلين على المراكز الأولى والثانية في البطولات المحلية الأخيرة، بهدف تجهيزهم للتمثيل الخارجي، مؤكدًا أن مثل هذه المشاركات الدولية تسهم بشكل كبير في صقل مهارات اللاعبين المحليين وتطوير أدائهم الفني، ما ينعكس إيجابًا على مستقبل اللعبة.

وعن واقع البطولات المحلية، أشار داوود إلى أن عام 2025 شهد تنظيم بطولتين أساسيتين هما “بطولة شهداء النصر” و”بطولة الجمهورية” للفئات الكبيرة (فوق 18 سنة، وتحت 18، وتحت 21)، مثلتا نقلة نوعية في مستوى التنظيم، وصفها القائمون بأنها “تنافس المعايير العالمية” من حيث التحضير، والإدارة، والتغطية الإعلامية، والبنية التنظيمية الشاملة.

تأتي هذه التطورات ضمن جهود اتحاد الكاراتيه لإعادة تموضع اللعبة محليًا ودوليًا، وتعزيز مكانتها كإحدى الرياضات القتالية المهمة في سوريا.

تطوير مستمر للكوادر

يواصل اتحاد الكاراتيه السوري، برئاسة مأمون خربوط، العمل على تطوير البنية الفنية والإدارية للعبة، من خلال برنامج سنوي يركز على تأهيل الكوادر التدريبية والتحكيمية، في إطار استراتيجية تهدف إلى رفع مستوى الأداء وتعزيز الجاهزية للمشاركات المحلية والدولية.

وفي هذا السياق، أوضح المدرب سليمان داوود أن الاتحاد ينفذ خطة سنوية تعتمد على إقامة دورات تحكيم وتدريب كل ثلاثة أشهر، لتأهيل وترفيع المدربين بمختلف درجات التصنيف، بدءًا من “D” وحتى “A”، بالإضافة إلى تدريب الحكام وفق السلم المعتمد الذي يشمل: Judge B، Judge A، Referee B، Referee A، ما يعكس سعي الاتحاد لتطوير الكفاءات البشرية وضمان احترافية اللعبة.

وأشار داوود إلى ضرورة توفير دعم مالي أكبر، سواء للمدربين أو اللاعبين، من أجل ضمان استمرارية الحضور السوري في البطولات الخارجية، خاصة في ظل التحديات التي فرضتها الظروف الصعبة خلال السنوات الماضية، والتي أثرت على فرص السفر والتدريب خارجيًا.

وأكد أن توفير هذا الدعم هو مفتاح لرفع جاهزية الفرق الوطنية وتمكينها من المنافسة على المستوى الإقليمي والدولي، بما يعيد لرياضة الكاراتيه مكانتها الطبيعية في الساحة الرياضية العربية والآسيوية.

المصدر: عنب بلدي

شاركها.