أكد الكرملين، الأربعاء، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “لا يخطط لإجراء مكالمة” مع نظيره الأميركي دونالد ترمب، في المستقبل القريب، واصفاً “خطة ترمب” بشأن نقل أسلحة إلى أوكرانيا عبر حلفاء الناتو، بأنها “تجارة”، مشيراً إلى أن شحنات الأسلحة الاميركية إلى كييف “لم تتوقف في السابق، لكن الأمر الآن يتعلق بمن يدفع ثمنها”. 

يأتي هذا بعدما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، خطة جديدة تقضي بقيام حلفاء أوروبيين بشراء معدات عسكرية أميركية بمليارات الدولارات، بهدف نقلها لاحقاً إلى أوكرانيا، في خطوة تهدف إلى تعزيز قدرات كييف الدفاعية في مواجهة الهجمات الروسية.

وأوضح ديميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين في تصريحاته، أن موسكو “تتابع عن كثب جميع التصريحات حول إمدادات الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا وهو موضوع يتصدر الأجندة”، وقال: “من الصعب جداً تحديد ما يجري مع الأوروبيين الآن… الموضوع، بالطبع، على رأس جدول الأعمال. ونحن نراقب عن كثب جميع مصادر المعلومات الرئيسية”.

وأضاف المتحدث باسم الكرملين: “نأمل أن يظهر الأوروبيون حساً سليماً بعدم تسليم بعض الأسلحة لكييف”، واعتبر أن أوروبا “تنفق أموالاً هائلة” لمواصلة الحرب في أوكرانيا.

كما أكد الكرملين، أن جميع بنود العقيدة النووية الروسية، سارية المفعول، بما فيها مسؤولية الدول النووية عن تحريض الدول غير النووية.

موقف عسكري جامح

وترى روسيا أن إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا، تعيق التسوية، وتُورط دول الناتو بشكل مباشر في النزاع.

واعتبر وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف في وقت سابق، أن أي شحنات تحتوي على أسلحة لأوكرانيا ستكون هدفاً مشروعاً لروسيا. وصرح الكرملين بأن ضخ الأسلحة إلى أوكرانيا من قبل الغرب لا يُسهم في المفاوضات، وسيكون له تأثير سلبي.

واعتبر المتحدث باسم الكرملين في تصريحاته، أن أوروبا تُظهر موقفاً عسكرياً “جامحاً تماماً” تجاه روسيا، بعدما أعلنت نيتها “إنفاق مبالغ طائلة على شراء الأسلحة بهدف تصعيد الحرب”.

وصرح بيسكوف، بأن ألمانيا أظهرت “بعض بقايا المنطق” بشأن مسألة تسليم صواريخ توروس إلى أوكرانيا.

وقال للصحافيين: “صدرت تصريحات متناقضة من ألمانيا، ولكن فيما يتعلق بصواريخ توروس سيئة السمعة، يبدو أن البعض يقولون حالياً إن صواريخ توروس لن تُسلم”.

وأضاف بيسكوف: “روسيا تنطلق من حقيقة أنه لا يوجد حديث حتى الآن عن إرسال الولايات المتحدة صواريخ بعيدة المدى إلى كييف (..) على حد فهمنا، كانت هناك تصريحات للرئيس ترمب مفادها أنه لا يوجد حديث عن مثل هذه التسليمات أنه في الخطة الأميركية”.

وألمح المتحدث إلى وجود خلاف أوروبي بشأن من سيدفع ثمن إمدادات الأسلحة لأوكرانيا.

وقال في هذا الصدد: “كانت هناك إمدادات من قبل. لم يوقفها أحد. المسألة ببساطة هي من سيدفع ثمنها. الآن سيدفع بعض الأوروبيين ثمنها. سمعتم أن الفرنسيين لن يدفعوا، والتشيك لن يدفعوا. ستكون هناك خلافات أيضاً، لأن هناك الكثير من الأموال التي يجب دفعها، ولن يتبقى للمواطنين شيء”.

استئناف المفاوضات

ودعا الكرملين جميع الأطراف إلى الضغط على أوكرانيا لعقد جولة جديدة من المحادثات مع روسيا.

وكان بيسكوف، قد أكد في وقت سابق، أن روسيا لا تزال مستعدة لجولة ثالثة من المفاوضات مع أوكرانيا، مشيراً إلى أن موسكو لم تتلقَّ بعدُ مقترحات من كييف لعقد اجتماع.

وقال للصحافيين: “ندعو الجميع إلى القيام بذلك. وفي هذه الحالة، فإن الجهود الرئيسية هي جهود الوساطة التي تبذلها الولايات المتحدة – الرئيس ترمب وفريقه. لقد صدرت العديد من التصريحات، وعبّر الكثير منها عن خيبة الأمل. وبالطبع، نأمل أن يُمارس الضغط بالتوازي مع ذلك على الجانب الأوكراني”.

وعقدت روسيا وأوكرانيا جولتين من المفاوضات المباشرة في إسطنبول، وأسفرت اللقاءات عن إجراء عمليات تبادل للأسرى، وإضافةً إلى ذلك، تبادل الطرفان مسودات مذكرات تفاهم بشأن تسوية النزاع. إلا أن موعد الجولة الثالثة لم يُحدد بعد.

شاركها.