قال الكرملين، الأربعاء، إن روسيا تواصل الأخذ في الاعتبار جميع التعليقات التي أدلى بها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، لكنها اكتسبت مناعة من العقوبات لأنها خضعت لعدد كبير منها على مدى فترات طويلة.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف للصحافيين: “نعيش تحت وطأة عدد هائل من العقوبات منذ فترة طويلة، ويخضع اقتصادنا لقيود شديدة”.
وأضاف: “من ثم، اكتسبنا بالفعل حصانة خاصة بهذا الصدد، ونحن نواصل متابعة جميع التعليقات التي تصدر عن الرئيس ترمب، والممثلين الدوليين الآخرين في هذا الشأن”.
وأعلن ترمب، الثلاثاء، أن الولايات المتحدة ستبدأ في فرض رسوم جمركية واتخاذ إجراءات أخرى ضد روسيا خلال عشرة أيام ما لم تظهر موسكو أي تقدم نحو إنهاء حربها الدائرة منذ أكثر من ثلاث سنوات في أوكرانيا.
زاخاروفا: أمر “روتيني”
ووصفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا التهديد بفرض عقوبات جديدة بأنه أمر “روتيني”، وقالت إن من الغريب أن الولايات المتحدة والغرب لم يدركا حتى الآن أن فرض مثل هذه الإجراءات لا يجدي نفعاً، بل إنه لم يؤد سوى إلى الإضرار بالاقتصادات الغربية.
وأضافت زاخاروفا في مؤتمر صحافي بموسكو: “نرى أن الغرب ببساطة لا يمكنه التخلي عن مسألة العقوبات. يبدون كأنهم يدورون في حلقة مفرغة”.
ومضت قائلة: “يبدو أنه لم يتبق أي خيار آخر، فقد استنفدوا كل الخيارات، نحن نستجيب ونتخذ إجراءات لمواجهة كل هذا أو حتى تحويله إلى مصلحتنا”.
ترمب يشكك في نجاح العقوبات
وكان ترمب أبدى تشككه في نجاح استراتيجيته بفرض عقوبات مالية على روسيا، لدفعها لوقف الحرب على أوكرانيا، وذلك بعد أقل من 24 ساعة على تهديده بفرض هذه العقوبات.
وقال خبراء نقلت لصحيفة “نيويورك تايمز” إن تهديده بفرض عقوبات على عملاء النفط الروسي والتي ينص عليها مشروع قانون أوقف الكونجرس التصويت عليه مؤقتاً، قد يلحق أضراراً بموسكو تفوق بكثير تلك التي قد تسببها الرسوم.
وقال ترمب للصحافيين الثلاثاء، على متن الطائرة الرئاسية في طريق عودته من اسكتلندا، إن الولايات المتحدة قد تضطر خلال 10 أيام إلى فرض “رسوم جمركية وأشياء من هذا القبيل”.
وأضاف ترمب: “لا أعلم إن كان ذلك سيؤثر على روسيا، لأنه من الواضح أنه (الرئيس الروسي فلاديمير بوتين) يريد، على الأرجح، استمرار الحرب”، وتابع: “لكننا سنفرض الرسوم الجمركية ومختلف الأشياء التي تُفرض عادة. قد تؤثر عليهم، وقد لا تؤثر. لكنها قد تفعل”،
وصرح ترمب مراراً بقدرته على إنهاء الحرب في أوكرانيا من خلال الحديث مباشرة إلى بوتين “رجلاً لرجل”، ولكن، ومع تصاعد إحباط ترمب من استمرار النزاع، أثارت تهديداته تساؤلات بشأن مدى النفوذ الذي تملكه الولايات المتحدة على موسكو، وما إذا كان ترمب مستعداً لاستخدام هذا النفوذ.