قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية “الكرملين”، ديميتري بيسكوف، إن موسكو تنتظر “البيان الهام” حول روسيا، الذي وعد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بإعلانه الاثنين المقبل، مشيراً إلى أن “أوروبا تريد إطالة أمد الحرب في أوكرانيا بأي ثمن”.
وكان ترمب أعلن اعتزامه إصدار “تصريح كبير” بشأن روسيا، الاثنين المقبل، في وقت تستعد فيه الولايات المتحدة لإرسال مزيد من الأسلحة الأميركية إلى أوكرانيا عبر عمليات شراء من حلفاء الناتو.
أضاف ترمب في مقابلة هاتفية مع شبكة “NBC”: “أعتقد أنني سأصدر تصريحاً كبيراً بشأن روسيا يوم الاثنين المقبل”.
ورفض الرئيس الأميركي، خلال المقابلة، تقديم أي تفاصيل إضافية بشأن محتوى تصريحاته المنتظرة، وقال: “أشعر بخيبة أمل تجاه روسيا. دعونا نرى ما سيحدث في الأسبوعين المقبلين”.
وقال بيسكوف: “نحن ننتظر البيان نفسه لفهم ما يعنيه الرئيس ترامب”.
من جانبها أفادت “رويترز” الجمعة، نقلاً عن مصادر، أن ترمب يعتزم استخدام صلاحياته الرئاسية لتخصيص 300 مليون دولار من المساعدات العسكرية لأوكرانيا وذلك عن طريق استخدام الاحتياطيات الأميركية.
مفاوضات وقف إطلاق النار
وفي هذا الصدد، قال بيسكوف، إن روسيا تنتظر من أوكرانيا اقتراح إطار زمني لمواصلة المفاوضات المباشرة.
وعُقدت الجولة الثانية من المحادثات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول في 2 يونيو الماضي. وتبادل الطرفان وثائق تتضمن رؤاهما لتسوية النزاع.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، إن “موسكو ستحمي مصالحها من اعتداءات الدول الأخرى، وستسخدم خبرتها في التغلب على العقوبات لمواجهة إجراءات الاتحاد الأوروبي ضد صادراتها من النفط والغاز”.
وشدد على أن قرار الولايات المتحدة بيع أسلحة لحلف الناتو لإعادة بيعها لأوكرانيا “عمل تجاري”، مشيراً إلى أن “نشر قوات أجنبية في أوكرانيا أمر غير مقبول بالنسبة لموسكو”.
وقال إن السياسيين الأوروبيين غير مثقفين ويميلون إلى “تشويه الذاكرة التاريخية” لصالحهم، لكن هذا لن يساعدهم لا الآن ولا مستقبلاً”، وفق تعبيره.
واعتبر أن إصرار الأوروبيين على الترويج لهذا الموقف يتماشى مع التوجهات المعادية لروسيا والنزعة العسكرية السائدة في الاتحاد الأوروبي؛ وقال إن “موسكو تأسف لذلك، وتشعر بخيبة أمل؛ لأن إشاراتها لم تفهم في الغرب”.
وقال إن الأوروبيين يرغبون بتشجيع كييف على مواصلة الحرب بأي ثمن “حتى آخر أوكراني”، مضيفاً أن الاتحاد الأوروبي ينفق عشرات المليارات من أموال دافعي الضرائب على مواصلة الحرب.
وتابع: “يمكن لأوروبا أن تأخذ مخاوف روسيا في الاعتبار وتبدأ حواراً قائماً على الاحترام المتبادل؛ يبدو هذا الخيار مفضلاً من وجهة نظر المنطق والعقل، ولكنه غير مطروح للنقاش حالياً”.
وقال بيسكوف إن “المشتشار الألماني فريدريش ميرتس، يعتبر من أشد المؤيدين للمواجهة مع روسيا والتعبئة العدوانية لأوروبا؛ وسوف تأخذ روسيا كل هذا في الاعتبار عند اتخاذ القرارات بشأن الإجراءات المستقبلية”.
وفي سياق آخر، شدد بيسكوف، على أنه “ينبغي أن يكون القطب الشمالي منطقة تعاون لا مواجهة عسكرية وروسيا تواصل تنميته ومستعدة للتعاون مع دول أخرى في ذلك”.