قال الكرملين الجمعة، إن روسيا والولايات المتحدة تحرزان تقدماً في محادثات السلام بشأن أوكرانيا، وإن موسكو مستعدة لمواصلة العمل مع الفريق الأميركي الحالي، وسط شكوك أوروبية عميقة بنهج إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنهاء حرب أوكرانيا.
واتهم يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تصريحات لقناة “زفيزدا” التلفزيونية، الأوروبيين بأنهم “يطرحون باستمرار مطالب غير مقبولة بالنسبة لموسكو، ولا تسهم في التسوية الأوكرانية”.
وأضاف: “الأوروبيون لا يسهمون في التوصل إلى تسوية بين واشنطن وموسكو فيما يخص الشأن الأوكراني”، فيما قال إن جاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب “يشارك بنشاط كبير في محادثات السلام الأوكرانية”.
وبشأن إمكانية عقد لقاء بين بوتين وترمب، قال أوشاكوف إن ترتيب اتصال بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترمب، يمكن أن يتم بسرعة “متى توفّرت الظروف المناسبة”.
وفي تصريحات منفصلة لوكالة “تاس” الروسية، قال أوشاكوف إن مثل هذه الأمور “تنظم بسهولة كبيرة، تذكروا كيف جرى الترتيب لاجتماع ألاسكا، خلال ثلاثة أيام فقط، وتم التوافق على كل شيء، وبمجرد أن تتوافر الظروف المواتية لتواصل بين الرئيسين، سواءً عبر الهاتف، أو في لقاء مباشر، سيتم تنظيم ذلك بسرعة كبيرة”.
والتقى المبعوثان الأميركيان ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر مع بوتين الثلاثاء، في موسكو في اجتماع استمر 5 ساعات لبحث تفاصيل خطة إنهاء الحرب.
تشكيك أوروبي بنهج واشنطن
وتأتي تصريحات أوشاكوف فيما شكك قادة أوروبا بالنهج الأميركي لإنهاء حرب أوكرانيا، معربين عن مخاوف من “خيانة” بشأن الأراضي الأوكرانية، و”تلاعب” بكييف والعواصم الأوروبية، كما وجهوا انتقادات مبطنة للقاء ويتكوف مع بوتين، على ما أظهرت مكالمة مسربة بين قادة أوروبا مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
ونشرت مجلة “دير شبيجل” الألمانية مقتطفات من مكالمة بين زيلينسكي وعدد من القادة الأوروبيين، وقالت إن ماكرون حذر الرئيس الأوكراني من “خيانة أميركية بشأن الأراضي، دون ضمانات أمنية واضحة”.
وقالت المجلة الألمانية إنها حصلت على الملخص الإنجليزي لنص المكالمة التي جرت الاثنين الماضي، وذكرت أن النص كان يحوي “اقتباسات مباشرة” من الزعماء الذي أعربوا عن “شكوك جوهرية” بشأن نهج واشنطن في المحادثات.
وقالت “دير شبيجل” إنها تحدثت مع عدة مشاركين في الاتصال، الذين أكدوا أنه جرى، وإن اثنين منهما قالا إن التصريحات “نُقلت بدقة”.
وذكرت المجلة أن الرئيس الفرنسي وصف المرحلة المتوترة الحالية من المفاوضات بأنها تحمل “خطراً كبيراً”، على الرئيس الأوكراني الذي يواجه مصاعب داخلية، فيما حض المستشار الألماني زيلينسكي على أن يكون “حذراً للغاية”.
وقال ميرتس وفقاً لنص المكالمة: “إنهم يتلاعبون بك وبنا”، واعتبرت المجلة أن ميرتس كان يشير هنا إلى زيارة المبعوثين الأميركيين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر إلى موسكو الثلاثاء.
ووفقاً للمجلة، فإن الرئيس الفنلندي ألكسندر ستاب، والذي يحظى بعلاقة وثيقة مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب أعرب عن مخاوف، وحذر من أنه “لا يجب أن نترك أوكرانيا، وفولوديمير وحدهما مع هؤلاء الناس”.
وحتى الأمين العام لحلف الناتو، مارك روته، الذي يثني علناً على ترمب، قال على ما يبدو إنه يتفق مع ستاب في أنه “علينا حماية فولوديمير”.
بوتين يتحفظ على بنود بخطة التسوية
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس، أن بعض البنود الواردة في الخطة الأميركية لإنهاء الحرب في أوكرانيا “غير مقبولة بالنسبة للكرملين”.
وفي المقابل، قال بوتين في مقابلة مع قناة “إنديا توداي” نشرت وسائل إعلام روسية مقتطفات منها عقب وصول الرئيس الروسي إلى العاصمة الهندية نيودلهي، الخميس، أن “روسيا لن تحرم أوكرانيا من حقها في ضمان أمنها، ولكن ليس على حساب أمن روسيا.. ونريد إنهاء الحرب التي شنّها الغرب ضدنا بأيدي أوكرانيا”.
وأشار إلى أن “أهم شيء بالنسبة لكييف هو إدراك أن أفضل طريقة لحل النزاع هي من خلال المفاوضات”، مشدداً على أن “روسيا ستدافع دائماً عن مصالحها وشعبها”.
وعقب بوتين على الوضع في أوكرانيا قائلاً: “الأمر لا يتعلق بالنصر، بل بحماية الناس ومصالحهم، وروسيا لم تبدأ هذه الحرب والغرب تغاضى عن الانقلاب”.
