أصدرت لجنة الرقابة في مجلس النواب الأميركي 33 ألفاً و295 وثيقة من السجلات المتعلقة بشبكة الاتجار الجنسي، التي كان يديرها الراحل جيفري إبستين، والتي قُدمت من وزارة العدل الأميركية.
وفي الخامس من أغسطس، أصدر رئيس اللجنة الجمهوري جيمس كومر مذكرة استدعاء للحصول على سجلات مرتبطة بإبستين، وأشارت وزارة العدل إلى أنها ستواصل تزويد اللجنة بهذه السجلات مع ضمان تنقيح هويات الضحايا وأي مواد مرتبطة بالاعتداء الجنسي على الأطفال.
وتضمنت المجلدات، وفق شبكة CNN، مئات الملفات المصورة لوثائق قضائية قديمة تتعلق بإبستين وشريكته جيسلين ماكسويل، بالإضافة إلى ملفات فيديو تبدو أنها لمقاطع من كاميرات مراقبة في أثناء عمليات تفتيش الشرطة، فضلاً عن مقابلات مع ضحايا من قبل رجال القانون، مع طمس وجوههم.
وكانت لجنة الرقابة في مجلس النواب الأميركي أعلنت أنها وسّعت نطاق تحقيقها في شبكة الاتجار الجنسي، التي كان يديرها جيفري إبستين، إذ تسعى لإجراء مقابلة مع المدعي الفيدرالي السابق أليكس أكوستا، الذي أبرم صفقة قضائية مثيرة للجدل مع إبستين في فلوريدا عام 2008.
وقال كومر، في بيان، الاثنين، إن أكوستا سيخضع لجلسة استجواب طوعية أمام اللجنة في 19 سبتمبر المقبل، بحسب “بلومبرغ”.
ويُنظر إلى أكوستا كشاهد أساسي؛ لأنه تفاوض ووافق على صفقة قضائية سمحت لإبستين بتفادي اتهامات خطيرة والحصول على اتفاق بعدم الملاحقة.
وكانت وزارة العدل قد انتقدت لاحقاً أداء أكوستا، ووصفت حكمه في القضية بـ”السيء”، فيما اضطر للاستقالة من منصبه كوزير للعمل في إدارة ترمب الأولى على خلفية الجدل المتجدد حول الملف.
كما أعلن كومر أن اللجنة أصدرت مذكرة استدعاء لممتلكات إبستين، تطلب فيها تسليم الوثائق والمراسلات الموجودة بحوزتها من دون تنقيح، بما في ذلك وصية إبستين وأي اتفاقيات سرية وقوائم العملاء وسجلات الرحلات الجوية والمفكرة الخاصة به.
جيفري إبستين
وكان إبستين قد عُثر عليه ميتاً في زنزانته بسجن في مانهاتن عام 2019، بينما كان بانتظار محاكمته بتهم اتجار جنسي بقاصرات.
وخلصت السلطات مراراً إلى أن وفاته ناجمة عن انتحار، أما شريكته جيسلين ماكسويل، فهي تقضي حالياً حكماً بالسجن لمدة 20 عاماً لدورها في مساعدة إبستين على استغلال فتيات قاصرات جنسياً.
وفي وقت سابق، انتقد نواب ديمقراطيون، وزارة العدل الأميركية على نشرها الأولي لوثائق التحقيق في قضية رجل الأعمال الراحل جيفري إبستين المتهم بجرائم جنسية، معتبرين أنها تنتهج سياسة المماطلة، في ظل نشر مواد سبق أن تم الكشف عنها علناً.
وقال روبرت جارسيا العضو البارز في لجنة الرقابة بمجلس النواب الأميركي في بيان، إن “الغالبية الساحقة من نحو 33 ألف صفحة التي أرسلتها وزارة العدل إلى اللجنة، أغسطس الماضي، تتضمن معلومات سبق أن كشفتها الوزارة، وأجهزة إنفاذ قانون أخرى”.
وأوضح أن الكشف الجديد الوحيد لم يتجاوز ألف صفحة، ويتعلق بسجلات هيئة الجمارك وحماية الحدود الأميركية عن مواقع رحلات طائرة إبستين بين عامي 2000 و2014.
جيسلين ماكسويل
واستدعت اللجنة جميع الملفات الخاصة بتحقيقات وزارة العدل في قضية إبستين وشريكته المسجونة جيسلين ماكسويل، إذ وُجهت للثنائي تهم بـ”الاتجار الجنسي” وجرائم أخرى ارتكبت بين عامي 2019 و2020 على التوالي، فيما أُدينت ماكسويل في 2021، وتنفذ حالياً حكماً بالسجن لمدة 20 عاماً.
وعُثر على إبستين ميتاً داخل زنزانته عام 2019 أثناء انتظاره المحاكمة، واعتُبر موته انتحاراً.
وبشكل منفصل، نشرت وزارة العدل، النص الكامل لمقابلة أجراها نائب المدعي العام تود بلانش في يوليو الماضي مع ماكسويل، أشادت خلالها بالرئيس الأميركي دونالد ترمب، مؤكدة أنها لم تره يرتكب أي سلوك “غير لائق”.
ولم تقدم ماكسويل أي معلومات جديدة عند سؤالها عن عشرات الشخصيات الشهيرة والنافذة التي كانت على معرفة بإبستين.
وكانت ماكسويل قد أدينت عام 2021 بالمساعدة في استدراج فتيات قاصرات واستغلالهن والاتجار بهن لصالح إبستين. وهي تطلب حالياً من المحكمة العليا النظر في طعنها على إدانتها، فيما ناقش محاميها مراراً إمكانية طلب عفو من ترمب.
وبعد أيام من لقائها مع بلانش قرب السجن الفيدرالي في تالاهاسي بولاية فلوريدا، حيث كانت محتجزة، نُقلت ماكسويل إلى معسكر إصلاحي منخفض الحراسة في تكساس.
لكن نشر مقابلة ماكسويل، التي تضمنت مئات الصفحات من المحاضر و6 ساعات من التسجيلات الصوتية، لم يقدم أي دليل يدعم نظريات المؤامرة حول تستر الحكومة الفيدرالية على شبكة واسعة للاتجار الجنسي لحماية شخصيات بارزة.
وركز بعض شخصيات حركة “اجعلوا أميركا عظيمة مجدداً” (MAGA) على مقتطفات من المحضر أشادت فيها ماكسويل بترمب، وقالت إنها “لم تشاهده يتورط في أي سلوك غير لائق”.
وكان ترمب صديقاً لإبستين منذ الثمانينيات، حين كانا جارين في جنوب فلوريدا، حتى أوائل العقد الأول من الألفية، وأكدت ماكسويل لـ”بلانش” أن ترمب “لم يتصرف أبداً بشكل غير لائق مع أي شخص في الأوقات التي كنت فيها معه، لقد كان رجلاً مهذباً بكل معنى الكلمة”.