أوضحت كل من مديرية الكهرباء ووزارة الاتصالات، أسباب انقطاع الخدمات في السويداء مع بدء الاشتباكات التي اندلعت في 13 من تموز.

وقال مدير المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء في سوري، خالد أبو دي، الأحد 20 من تموز، إن السويداء خرجت عن الخدمة بسبب الاشتباكات المسلحة التي عطلت خطوط التغذية الرئيسية، وأدت إلى مقتل ثلاثة من كوادرها، بحسب قناة “الإخبارية السورية“.

وتعتمد محافظة السويداء في تغذيتها الكهربائية على خط توتر 230 كيلو فولط، القادم من محافظة درعا عبر خط “غزال- الكوم”، ويمر ببلدة كناكر، التي شهدت اشتباكات في 14 من تموز، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن السويداء، وفقًا لأبو دي.

وحاولت ورشات دائرة التشغيل في السويداء، بالتعاون مع إدارة التشغيل في درعا، وفريق من المؤسسة، التوجه إلى المنطقة لإصلاح العطل، لكن جميع المحاولات باءت بالفشل بسبب خطورة الوضع الأمني وعدم قدرة الفرق الفنية على الدخول لإصلاح الخط، وفقًا لأبو دي.

وأشار أبو دي، إلى أن المؤسسة العامة للكهرباء، اتخدت إجراءات إسعافية عبر خط “66” كيلو فولط المعروف بخط “المسافر-الكوم”، إذ جرى وصله بعد دقائق من انقطاع خط “230”، لتأمين الأحمال الأساسية في مركز السويداء، واستمر هذا الحل حتى يوم الثلاثاء 15 تموز.

وقال أبو دي إنه بعد وصل خط “66” بدقائق تجددت اشتباكات قرب الخط المذكور قرابة الساعة الثامنة مساءً، ما أدّى إلى انقطاع التيار مرة أخرى، وعلى إثرها توجّهت فرق الصيانة إلى الموقع، لكنها لم تتمكن من الدخول نتيجة إغلاق الطرقات من قبل مجموعات خارجة عن القانون.

ونتيجة للتوترات منعت كل من وزارتي الداخلية والدفاع دخول كوادر مؤسسة الكهرباء إلى المنطقة غير الآمنة لإصلاح الخطوط.

إسرائيل تستهدف خط الكهرباء

أكد مدير المؤسسة العامة للكهرباء، خالد أبو دي، أن الضربات الإسرائيلية استهدفت خط “الشيخ مسكين- الكسوة”، الذي يعتبر الخط الرئيسي ويغذي محافظتي السويداء ودرعا، ما أدى إلى خروج محطتي العلاق في درعا والسويداء عن الخدمة بالكامل.

كما استهدفت إحدى الغارات محيط شركة الكهرباء في محافظة السويداء، ما تسبب بتضرر عدد من ممتلكات الشركة، بينها سيارات ومحتويات مكتبية.

وأوضح أبو دي أن الورشات عملت على إصلاح الأعطال، وتمكنت في 19 من تموز، من إتمام عمليات الصيانة، بما فيها استبدال أحد الأبراج بشكل كامل.

وأكد استعداد الوزارة الكامل للعمل فور توفر الظروف الأمنية المناسبة، مشيرًا إلى أن فرق التشغيل في المنطقة في حالة جاهزية تامة، وستُعزز بورشات إضافية لضمان تسريع استعادة التغذية الكهربائية لمحافظة السويداء.

ونفى مدير الاتصال الحكومي في وزارة الطاقة، أحمد السليمان، ما يُشاع عبر بعض وسائل الإعلام حول وجود قطع متعمّد للكهرباء والمياه عن محافظة السويداء.

وأوضح السليمان أن أبرز هذه الأسباب تعود إلى استهداف الاحتلال الإسرائيلي للبُنى التحتية في المحافظة، إضافة إلى أعمال تخريب تقوم بها مجموعات خارجة عن القانون.

غياب الاتصالات

وزارة الاتصالات وتقانة المعلومات السورية، أوضحت بدورها أن الانقطاعات في شبكة الاتصالات في السويداء، ناتجة عن صعوبات تقنية ولوجستية، ترتبط بنفاذ الوقود اللازم لتشغيل التجهيزات الفنية، سواء في المقاسم الهاتفية أو في أبراج الاتصالات الخلوية، مع تعذر إيصال كميات جديدة من الوقود بسبب إعاقة جهود الإمداد.

وقالت الوزارة في بيان لها، الأحد 20 من تموز، إنها تدرك أن الاتصالات هي شريان أساسي للحياة اليومية، وأن أي انقطاع فيها، في ظل الظروف الإنسانية الصعبة في محافظة السويداء، يولد قلقًا نتيجة فقدان القدرة على التواصل والاطمئنان.

وأكدت الوزارة أنها تعمل على مدار الساعة لمواجهة الظروف الفنية البحتة التي فرضها الواقع الميداني في محافظة السويداء، بما يراعي خصوصية الوضع الحالي، ويضمن سلامة كوادر العمل.

وأوضحت الوزارة فيها بيانها أنها اتخذت الوزارة سلسلة من الخطوات الطارئة بهدف استعادة الخدمات بالسرعة الممكنة وفق مايلي:

  • تأمين الوقود اللازم من مخزون الشركة السورية للاتصالات في المحافظة لتشغيل المقاسم الأرضية، مما أعاد تشغيل الخطوط الأرضية يوم الجمعة 18 من تموز.
  • بدء تزويد أبراج شركات الاتصالات الخلوية بالوقود المتاح، بالتنسيق مع الشركة السورية للاتصالات.
  • العمل على تعزيز التغطية من خلال أبراج واقعة على أطراف محافظة درعا كحل إسعافي لدعم الشبكة.
  • تفعيل نظام “التجوال الوطني” الذي يمكن المشترك من استخدام الشبكة المتاحة الأقرب، سواء كانت من “سيرياتيل” أو “MTN”، لضمان أوسع تغطية ممكنة.
  • العمل على توفير أجهزة الاتصال الفضائي في السويداء، لرفد منظومة الاتصالات الأرضية والخلوية.

ولم تتمكن فرق وزارة الاتصالات من تزويد الشبكات بالوقود على الأرض، إثر منعها من الدخول إلى السويداء، إذ ستبقى الخدمات عرضة للانقطاع في ظل تعذر إدخال كميات جديدة إلى المحافظة، وستكون الوزارة مع شركائها في قطاع الاتصالات جاهزة للتحرك بشكل فوري لتزويد المقاسم والأبراج بالوقود حال تأمين مرور آمن ودون عوائق لفريقها، بحسب بيان وزارة الاتصالات.

واقع الخدمات في السويداء

ودخلت محافظة السويداء وقراها يومها التاسع، دون إمدادات غذائية وكهرباء ومياه، نتيجة التوترات الأمنية التي شهدتها المحافظة في الأيام الماضية.

وتشهد القرى الجنوبية في محافظة السويداء حالًا أفضل من ناحية توفر المواد الغذائية والخبز، بعد معاودة عمل الأفران وفتح المحال التجارية، علمًا أن هذه القرى لم تشهد توترات أمنية في الأيام الماضية.

مساعدات تدخل السويداء.. الهجري يرفض الحكومة

المصدر: عنب بلدي

شاركها.