اخر الاخبار

اللجاة.. 50 قرية بمركز طبي وحيد

درعا – محجوب الحشيش

على دراجة نارية وخلفه صندوق يحوي معدات طبية وأدوية، يجول الممرض ياسر سعد الدين في منطقة اللجاة بدرعا جنوبي سوريا، يداوي المرضى، فهو خيارهم الأنسب إثر افتقار المنطقة للمراكز الطبية والعيادات الخاصة والصيدليات.

هذا الواقع الطبي المتردي، أجبر السكان على الذهاب إلى مناطق الصنمين وإزرع والحراك، وهي مناطق بعيدة عن اللجاة، وتضيف تكلفة مالية تتمثل في أجور النقل التي لا تزال تشهد ارتفاعًا.

مركز طبي وحيد مدمّر

تشمل منطقة اللجاة ما يقارب 50 قرية، تمتد على مساحة جغرافية واسعة تضم أكثر من 50 ألف نسمة، ويوجد فيها مركز صحي وحيد كان يقدم الخدمات الطبية للسكان.

وبعد انطلاق الثورة السورية عام 2011، قطع النظام السوري السابق الخدمات عن هذا المركز الطبي، ما دفع أطباء وممرضين لاستئناف العمل به، عام 2013، عبر تزويده بكادر طبي مقيم في المركز، وفرق جوالة عقب دعمه من منظمات دولية خلال سيطرة المعارضة على المنطقة حينها.

وبعد سيطرة النظام السوري على المنطقة عام 2018، لم يعمل النظام على ترميم المركز الطبي رغم حاجة المنطقة له، بل حوله إلى نقطة عسكرية.

الممرض ياسر سعد الدين، مدير المركز سابقًا، قال ل، إن المركز كان يخدم معظم سكان منطقة اللجاة وهو المركز الوحيد فيها.

وأضاف أن المركز كان يضم أربعة أطباء وعددًا من الممرضين وقابلة قانونية، وصيدلية تقدم الدواء مجانًا.

وبعد تسوية “تموز 2018″، اتخذ النظام من المركز نقطة عسكرية، وسرقت قواته المحتويات وحتى الأثاث فيه، وبقيت المنطقة دون خدمات أو مراكز طبية.

وطالب سعد الدين المنظمات الدولية وحكومة دمشق المؤقتة بالتدخل لترميم المركز الصحي، وإحداث نقاط طبية جديدة في منطقة اللجاة أو تفعيل الفرق الطبية الجوالة.

وزارة الصحة: الوضع قيد الدراسة

معاون القائم بأعمال وزارة الصحة في حكومة دمشق المؤقتة، الدكتور حسين الخطيب، قال ل، إن الوضع الصحي في جميع المناطق السورية يعاني من تدهور كبير، لكن الوزارة تبذل جهودًا حثيثة لتحسين الواقع الصحي بالتعاون مع المنظمات المحلية والدولية.

وأضاف الخطيب أن وزارة الصحة كلفت مديرًا جديدًا لصحة درعا، وزودته بتعليمات لدراسة المناطق التي تفتقر إلى الخدمات الصحية، بهدف تسريع فتح المنشآت الصحية في تلك المناطق لتقديم أفضل الخدمات.

وحول نقص الكوادر الطبية، قال الخطيب، إن لدى الوزارة خططًا للتعاقد مع كوادر طبية جديدة لتلبية احتياجات المناطق التي تعاني من نقص الكوادر.

الناشط حمزة فهيد المقيم في منطقة اللجاة، قال ل، إن المنطقة تفتقر إلى جميع الخدمات الصحية، ما يشكل خطورة على حياة السكان.

ولفت إلى أن التكلفة المالية المرتفعة من أجل الذهاب إلى مراكز بعيدة تدفع البعض للتراخي عن العلاج، واقترح إعادة ترميم المركز الصحي، وتفعيل مركز آخر لأن المنطقة واسعة، أو إعادة تفعيل العيادات المتنقلة.

النظام الصحي مشلول

يحتاج رائد خليفة من سكان منطقة اللجاة إلى ما يقارب 500 ألف ليرة سورية (47 دولارًا أمريكيًا) كأجور نقل، في حال أراد أن يعالج أي فرد من أسرته، لأنه يتوجه إلى مدينة الصنمين التي تبعد عنه ما يقارب 40 كيلومترًا لتلقي العلاج.

ومن الحلول التي انتهجها رائد في تخفيف معاناته في تكلفة علاج أفراد أسرته، شراء الأصناف الضرورية من الأدوية والاحتفاظ فيها في المنزل.

وتزداد تكلفة المواصلات تبعًا للمسافة، في حين لا تزال أجور النقل في محافظة درعا تشهد ارتفاعًا رغم انخفاض سعر المازوت، الذي وصل إلى 11000 ليرة سورية لليتر الواحد، بينما كان سعره يفوق الـ20 ألف ليرة قبل سقوط نظام الأسد.

وفي نهاية كانون الأول 2024، وضعت وزارة الصحة السورية خططًا لأربع سنوات لترميم القطاع الصحي الذي وصفته بـ”المدمّر”، منها “الإسعافية والمتوسطة والبعيدة الأمد”.

وتواجه المؤسسات الصحية في سوريا نقصًا في المستلزمات الطبية والكوادر ومصادر تشغيل الطاقة كالكهرباء والمحروقات.

وفي 24 من كانون الأول 2024، قالت منظمة الصحة العالمية، إن أكثر من نصف المستشفيات في سوريا أصبحت خارج الخدمة، وأطلقت نداء عاجلًا لجمع 56.4 مليون دولار أمريكي لتلبية الاحتياجات الصحية العاجلة في البلاد.

وأوضحت المنظمة في بيان لها، أن سنوات الصراع الطويلة أدت إلى شلل النظام الصحي، كما أضافت التطورات التي شهدتها سوريا منذ أواخر تشرين الثاني 2024، والتي بلغت ذروتها بالإطاحة بنظام الأسد، أبعادًا جديدة للأزمة، بما في ذلك نزوح السكان وعودة اللاجئين السوريين من البلدان المجاورة.

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.

المصدر: عنب بلدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *