اللواء أكرم علي محمد.. الأسد يبتعث “مجرم حرب” إلى السويداء
أصدر رئيس النظام السوري، بشار الأسد، الأحد 12 من أيار، مرسومين عيّن بموجبهما محافظين جدد لأربع محافظات سورية، ومن بينهم محافظ السويداء، اللواء أكرم علي محمد، المعروف بسجله في انتهاكات حقوق الإنسان خلال السنوات الماضية.
تعيين محافظ جديد للسويداء كان بموجب المرسوم “102“، الذي نص على إنهاء خدمة المحافظ السابق، بسام ممدوح بارسيك، وتعيين أكرم علي محمد بدلًا عنه.
موقع “تلفزيون الخبر” المحلي ذكر أن محافظ السويداء الجديد من مواليد بلدة حديدة في ريف حمص الغربي عام 1962.
وأضاف الموقع أن اللواء أكرم حاصل على إجازة في الحقوق عام 1985، واتبع عدة دورات في القيادات العليا وفي الإدارة بمعهد العلوم الأمنية، كما تدرج في عدة مناصب عسكرية، إلى أن أصبح ضابطًا متقاعدًا.
لكن في المقابل، تحدثت منظمة “مع العدالة” المتخصصة في نشر معلومات عن مجرمي الحرب في سوريا عن سجل الانتهاكات لمحافظ السويداء الجديد.
يعتبر أكرم علي محمد من أبرز ضباط إدارة المخابرات العامة والمعروفة باسم إدارة أمن الدولة، وفي عام 2009 عيّن رئيسًا لفرع أمن الدولة في حلب برتبة عميد.
قمَع مظاهرات حلب
مع بدء الثورة السورية في آذار 2011، أُوكلت إلى أكرم علي محمد مسؤولية قمع المظاهرات، إذ اعتقل وقتل متظاهرين، ونفذ عناصره عمليات القتل تحت التعذيب في وقت مبكر من انتشار المظاهرات بحلب، حيث تشارك العميد أكرم مع اللواء أديب سلامة رئيس فرع المخابرات الجوية في المنطقة الشمالية في المهمة، إلى جانب عدد من الضباط من مختلف الأفرع الأمنية.
منظمة “هيومن رايتس ووتش“، نشرت شهادة معتقل تحدث عن فظاعة عمليات التعذيب، التي كان يقوم بها فرع أمن الدولة بحلب برئاسة أكرم علي محمد.
وتحدث المعتقل سليمان، الذي كان طالبًا في جامعة حلب، واعتُقل مع العشرات من أمام مسجد في آب 2011، أن عناصر أمن الدولة جردوا كل المعتقلين من ملابسهم، وبدأوا بضربهم باللكمات والهراوات والركلات.
وقال المعتقل السابق، “كان بجواري طفل يبلغ من العمر ثمانية أعوام، اعتقلوه معنا عندما كنا في المسجد، وكان يتعرض للضرب والتعذيب أيضًا، ولم أعرف مصيره لاحقًا”.
يضيف سليمان في شهادته لـ “هيومن رايتس ووتش”، “اتهمني المحقق بأنني على صلة بالإرهابيين فأنكرت التهمة. ثم دخل عنصر آخر الحجرة وبدأ يضربني بسوط، وتشارك معه شخص ثالث، ورفعوا قدمي إلى الأعلى وبدأوا في ضربي على أخمص القدمين. أعادوا ضربي بعنف عدة مرات، قبل نقلي إلى فرع المخابرات الجوية”.
تمثل هذه الشهادة نموذجًا بسيطًا للممارسات الوحشية التي كان يقوم بها فرع أمن الدولة بحلب تحت رئاسة أكرم علي محمد، محافظ السويداء الجديد، وهنالك حالات كثيرة جرى توثيقها من هذا القبيل حصلت في هذا الفرع.
سجل مستمر في دمشق وطرطوس
بعد سيطرة فصائل المعارضة على معظم مدينة حلب، نُقل العميد أكرم من حلب إلى دمشق في كانون الثاني 2013، حيث تولى رئاسة “الفرع 255” بإدارة المخابرات العامة خلفًا للعميد غسان خليل.
“الفرع 255” متخصص بالمعلومات العامة، ويحتوي على جميع الدراسات الأمنية، ويتولى مسؤولية مراقبة نشاط وسائل الإعلام والإنترنت والإشراف على عمل “الجيش السوري الإلكتروني”.
وفي عام 2016، جرى تعيينه رئيسًا لفرع “أمن الدولة” في طرطوس، وتم ترفيعه مطلع عام 2019 إلى رتبة لواء، ثم عُيّن في منصب المعاون الأول لرئيس “جهاز المخابرات العامة” حسام لوقا، الذي يعتبر أقوى الشخصيات الأمنية في ملف السويداء، واستمر في هذا المنصب إلى أن أُحيل للتقاعد.
رسائل لأهالي السويداء
تعيين اللواء أكرم علي محمد محافظًا جديدًا للسويداء، اعتبره ناشطون بمثابة رسائل تهديد من الأسد للأهالي المستمرين في الاحتجاجات منذ حوالي تسعة أشهر.
ريان معروف، وهو صحفي في شبكة “السويداء 24″، ذكر عبر حسابه على “فيس بوك“، أن آخر ضابط أمني متقاعد يُعين محافظًا للسويداء، كان اللواء عامر العشي، وانتهى تعيينه في أيار 2020، وبعدها شغل منصب المحافظ ثلاثة مسؤولين من خلفية مدنية وهم: همام دبيات، ونمير مخلوف، والأخير المهندس بسام بارسيك.
وتعليقًا على تعيين محافظ السويداء الجديد، قال الباحث السياسي جمال الشوفي، المقيم في السويداء، إن “تعيين ضابط من خلفية مخابراتية كمحافظ للسويداء، قد يشير إلى أن هناك خطة أمنية ما ضد السويداء يحضر لها النظام، وما يعزز هذه الفرضية إرساله خلال الأيام الماضية تعزيزات عسكرية باتجاه السويداء، والتي قد يكون هدفها القيام باغتيالات فردية أو تفجيرات أو تنفيذ عمل عسكري، أو ربما تندرج ضمن ترتيبات إقليمية متعددة الأطراف”.
وأضاف الشوفي، ل، أن التغييرات التي يجريها النظام سواء على مستوى أجهزة المخابرات أو النظام الإداري على مستوى المحافظين، هدفها إرسال رسائل للدول العربية أنه جاهز لاستقبال أي تغييرات تطلب منه مقابل إعادة تأهيله في جامعة الدول العربية، ولاسيما مع اقتراب انعقاد القمة العربية في البحرين.
ولفت الشوفي إلى أنه رغم تعيين ضابط مخابرات محافظًا للسويداء، أو إرسال الأسد تعزيزات عسكرية نحوها، فيجب ألا نحمل الأمر أكثر من حجمه، كيلا نثير مخاوف الناس، ونربك الواقع الاجتماعي والسياسي والأهلي في السويداء، ولكن هذا لا يعني بنفس الوقت التقليل من شأن تلك المؤشرات، بل يجب على الأهالي الحذر والترقب لما يمكن أن يقوم بها النظام لاحقًا”.
وكان النظام السوري أرسل الأسبوع الماضي، تعزيزات عسكرية باتجاه محافظة السويداء، ضمت رتلًا من ناقلات الجند والدبابات والمدرعات وعشرات الآليات الثقيلة، وسط مخاوف من تصعيد أمني ضد الحراك المدني المطالب بإسقاطه، لتتعزز تلك الهواجس أكثر مع تعيين ضابط مخابرات متقاعد محافظًا للسويداء.
مرتبط
المصدر: عنب بلدي