فازت الفنانة والنحاتة اليونانية داناي ستراتو، المعروفة بأعمالها الفنية الأرضية، بجائزة مؤسسة “جي آند إيه ماميداكيس” للفنون لعام 2025، عن عملها “اللولب الفاضل”، الذي نفّذته في جزيرة كريت.

 العمل الفائز مستوحى من قرص “فايستوس” الغامض، وهو لوح طيني تمّ العثور عليه في جزيرة كريت عام 1908، ويحتوي على رموز غير عادية مرتبة بشكل حلزوني، لم يتمكّن أحد من فك رموزها.

شارك في جائزة “G. & A. Mamidakis” نحو 600 فنان 67 دولة حول العالم. ويحصل الفائز النهائي على 30 ألف يورو، وتغطي المؤسسة تكاليف البناء والنقل والتركيب.

يتألف عمل “اللولب الفاضل” من أكثر من 100 إناء خزفي مصنوع يدوياً، مرتّب بشكل حلزوني، صمّمتها الفنانة، وصنعها مجتمع من الحرفيين في ثرابسانو، كريت، وهي مدينة عريقة في فن الخزف. 

تمثل هذه الأواني علامات رمزية لرحلة البشرية عبر الزمن، من تخزين البضائع إلى طقوس الدفن، وتروي القطع الخزفية حلقات خالدة من التاريخ البشري، كما تجسّد تعدّد التجارب والذاكرة، وتعكس العناصر الطبيعية للبيئة.

تُشكّل الأواني موضوعات مثل الذاكرة، والهجرة، والتطور الشخصي والجماعي، بالإضافة إلى التفاعل بين الحركة، والتحوّل، والعودة، وتدعو إلى رحلة تجريبية من التأمل الذاتي داخل “متاهة” مكانية، تعكس طبقات وتقلبات الوعي البشري.

يُمثّل هذا العمل الفني تطوّراً لعمل ستراتو السابق “على الأرض، تحت السحاب” (2017)، الذي عُرض في معصرة الزيتون القديمة في إليفسينا. 

كما يستلهم من التركيب الفني الأرضي الذي أنتجته عام 1997، ويغطي مساحة 100 ألف متر مربع في الصحراء الشرقية قرب البحر الأحمر في مصر، وقد أنجزته بالتعاون مع الفريق الفنيّ المؤلف من ثلاثة أعضاء D.A.ST. (داناي ستراتو، ألكسندرا ستراتو، ستيلا كونستانتينيديس).

تتكون أعمال داناي ستراتو من تركيبات ضخمة وبيئات سمعية وبصرية، وتستخدم وسائط متنوعة، تتراوح بين التكنولوجيا الرقمية والصوتية، والفيديو، والتصوير الفوتوجرافي، بالإضافة إلى المواد المعدنية أو الطبيعية. 

تستخدم الفنانة لغة بصرية هندسية بسيطة، وتتناول قضايا معاصرة كالهجرة، والحياة في المدن المعاصرة، والنمو السكاني، والعلاقة بالبيئة، بالإضافة إلى التوترات السياسية والاجتماعية في جميع أنحاء العالم.

“جي آند إيه ماميداكيس”

 هي جائزة سنوية تدعم إنشاء أعمال فنية أرضية واسعة النطاق مخصصة لموقع محدد. الجائزة مفتوحة للفنانين اليونانيين والعالميين، مع التركيز على الأعمال التي تجمع بين الفن والطبيعة، المصمّمة للعرض الخارجي الدائم.

تقول المؤسسة: “برز اقتراح داناي ستراتو من بين مئات المقترحات اليونانية والدولية لأصالته، وخصوصيته للموقع، وتفاعله العميق مع قضايا مثل الذاكرة، والارتباط الإنساني بالأرض، والهوية الثقافية، ومرور الزمن”.

شاركها.