قال المبعوث الأميركي توم باراك الخميس، إن “حزب الله”، هو قضية يجب أن يحلها اللبنانيون بأنفسهم، مضيفاً أن واشنطن تنظر إلى القوات المسلحة اللبنانية على أنها المؤسسة العسكرية الوطنية الشرعية الوحيدة، والركيزة الأساسية لسيادة لبنان، وذلك، بعد يوم من مغادرته العاصمة اللبنانية بعد زيارة طالب خلالها بـ”خطوات تنفيذية” من أجل حصر السلاح في يد الدولة.

وقال باراك في سلسلة منشورات على منصة “إكس”، إن حزب الله “يمثل تحدياً لا يمكن معالجته إلا من قبل الحكومة اللبنانية”، وأضاف أن الولايات المتحدة مستعدة لدعم لبنان، شريطة أن تلتزم الحكومة وتُطبّق احتكار الدولة الكامل للسلاح، وأن تكون القوات المسلحة اللبنانية هي الجهة الوحيدة المخوّلة دستورياً بالعمل داخل حدود البلاد.

وأضاف أن هدف الولايات المتحدة في لبنان، هو “دولة لبنانية قوية قادرة على مواجهة حزب الله ونزع سلاحه”.

وقال باراك إن الولايات المتحدة “لا تُميز بين الجناحين السياسي والعسكري لحزب الله، بل تنظر إلى الجماعة ككل على حقيقتها: منظمة إرهابية أجنبية”، على حد توصيفه.

وأشار إلى أنه على النقيض من ذلك، فإن الولايات المتحدة “تعترف بالقوات المسلحة اللبنانية بصفتها المؤسسة العسكرية الوطنية الشرعية الوحيدة، والركيزة الأساسية لسيادة لبنان، ومفتاح تحقيق مستقبل مستقر ومزدهر”.

وحمل باراك القيادة السياسية اللبنانية، والقوات المسلحة اللبنانية، مسؤولية “إظهار العزم والإرادة السياسية من أجل اغتنام فرصة جديدة لمستقبل متحرّر من قبضة (…) حزب الله”.

وقال إنه “على هذا المسار، ستقف الولايات المتحدة كتفاً بكتف مع الشعب اللبناني”.

واقترحت الولايات المتحدة، الشهر الماضي، خارطة طريق على كبار المسؤولين اللبنانيين تتضمن نزع سلاح جماعة “حزب الله” بالكامل خلال 4 أشهر مقابل وقف الغارات الجوية الإسرائيلية وانسحاب إسرائيل من المواقع التي لا تزال تحتلها في جنوب لبنان.

واستهل باراك زيارته الثالثة إلى لبنان، الاثنين، بلقاء رئيس الجمهورية جوزاف عون، كما التقى رئيس الحكومة نواف سلام، فضلاً عن لقاء مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، حليف جماعة “حزب الله”.

باراك يطلب حصر السلاح

وقالت مصادر لـ”الشرق” إن المسؤول الأميركي طلب اتخاذ “خطوات تنفيذية” من أجل حصر السلاح في يد الدولة، وذلك وسط مساعي لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار بين جماعة “حزب الله” وإسرائيل.

وأوضح باراك، الأربعاء، عقب لقائه البطريرك الماروني بشارة الراعي، أن “الجميع يبذل كل ما في وسعه لتسوية الأمور في لبنان”، مستدركاً: “إلا أن الأمور معقّدة بالنسبة للقادة اللبنانيين كما بالنسبة للجميع، وآمل أن يستمر التواصل، وأتفهم الصعوبات”.

وأضاف: “بالطبع سأعود إلى لبنان كلّما تطلبت الحاجة إلى ذلك، والحكومة عليها أن تقرر ما يجب فعله، وليس أميركا فقط من يريد مساعدة لبنان إنما أيضاً الخليج ودول الجوار، لكن من أجل المساعدة على اللبنانيين تحقيق الاستقرار”.

 ولفت باراك الى أن هناك مشاكل تمنع التطبيق الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار، معتبراً أن “وجهات النظر متعددة في هذا المجال”.

حزب الله: لا تصادم

ونفت جماعة “حزب الله”، الأربعاء، ما نُشر من تقارير إعلامية عن “جهوزيتها للتصادم مع الدولة اللبنانية”، مشيرة إلى أن تلك الأخبار والمعلومات “عارية عن الصحة جملة وتفصيلاً”.

وأضافت الجماعة في بيان أن تلك التقارير الإعلامية “محض افتراءات”، محذرة من خطورتها، “خاصة في ظل هذه الظروف الدقيقة والحساسة”.

وكان الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم قال مؤخراً إن الجماعة نفّذت اتفاق وقف إطلاق النار المبرم مع إسرائيل بالكامل في جنوب الليطاني بجنوب البلاد، لافتاً إلى أن المقترح الجديد الذي تريده الولايات المتحدة يشمل “المطالبة بنزع السلاح مقابل بعض الانسحابات الجزئية” من جانب إسرائيل.

 وتُطالب واشنطن بأن تتخلى الجماعة عن سلاحها مقابل انسحاب القوات الإسرائيلية من المواقع التي تُسيطر عليها في جنوب لبنان، والإفراج عن أموال لإعادة إعمار المناطق التي دمرتها إسرائيل العام الماضي، بحسب تقارير صحافية.

شاركها.