«احتفال بالمحبة.. لا بالضجيج»
أصدر المجلس الأعلى للطرق الصوفية برئاسة صاحب السماحة الدكتور عبد الهادي أحمد القصبي، توضيحًا رسميًا حول الجدل الدائر بشأن مولد السيد أحمد البدوي رضي الله عنه، مؤكدًا أن ما يُثار حوله هو «جدل مصطنع ومفتعل» لا يقوم على علم أو نية صالحة، وإنما يهدف إلى إثارة البلبلة والبحث عن الترند على حساب الثوابت الدينية والتراث الروحي الأصيل للمجتمع المصري.
وأكدت المشيخة العامة للطرق الصوفية أن الاحتفال بموالد آل البيت وأولياء الله الصالحين شعيرة مشروعة وموروث أصيل من تراث الأمة الإسلامية، أقرّ مشروعيته كبار العلماء ودار الإفتاء المصرية في عدد من فتاويها الرسمية، منها الفتوى رقم (2025) الصادرة في يونيو 2008، والفتوى الصادرة بتاريخ 16 سبتمبر 2021، واللتان أكدتا أن السيد أحمد البدوي إمام قطب من آل البيت، وأن الطعن في نسبه أو ولايته محرّم شرعًا ومنافٍ لأدب العلم والدين.
وأوضح البيان أن جمهور المولد يضم مختلف فئات الشعب المصري الذين يشاركون بدافع المحبة والولاء، وليسوا جميعًا من المنتمين للطرق الصوفية، مشيرًا إلى أن نسبة أي تجاوزات أو ممارسات خاطئة إلى التصوف هو تضليل مقصود.
وأضافت المشيخة أن التصوف الأزهري الوسطي، كما وصفه العالم الجليل الراحل أ.د أحمد عمر هاشم، «لم يخرج من عباءته متطرف أو منحرف رغم امتداده الكبير، بل كان دائمًا مدرسة في الاعتدال والوطنية وحماية المجتمع من الغلو والانقسام».
وأشار البيان إلى أن الاحتفال الرسمي للمشيخة هذا العام جاء في أجواء روحانية منضبطة، بدأت بتلاوة القرآن الكريم، وتضمّنت استذكار سيرة الإمام البدوي ومواقفه الإيمانية والوطنية، واختُتمت بالابتهالات والمدائح النبوية في أجواء من السكينة والوقار، بعيدًا عن اللهو أو المبالغة.
وشددت المشيخة العامة على أن جميع احتفالاتها بالموالد تلتزم بمجموعة من الضوابط الشرعية والتنظيمية، أبرزها:
1الالتزام بكتاب الله وسنة رسوله ﷺ في الأقوال والأفعال.
2إقامة الشعائر المشروعة كالذكر والصلاة على النبي ﷺ والصدقات وخدمة الناس.
3إنكار أي مخالفات أو مظاهر إسراف بالحكمة والموعظة الحسنة.
4التعاون الكامل مع الجهات الرسمية لضمان الأمن والانضباط.
وأكدت أن وجود تجاوزات فردية لا يُنفي مشروعية الأصل، بل يستوجب التصحيح بالحكمة، مشيرة إلى أن طريق التصوف الأصيل هو «الإصلاح بالعلم، والرد بالحجة، والتربية بالمحبة».
واختتم البيان بتجديد الدعوة إلى صون مقامات أولياء الله من التشويه أو الاستغلال، ورفض محاولات الزج بالرموز الدينية في معارك إعلامية زائفة أو إثارة الفتنة بين أبناء الوطن.