المحادثات الأميركية الروسية الأوكرانية في جدة.. أبرز الملفات

تستضيف مدينة جدة السعودية جولة مباحثات أميركية روسية، وأخرى أميركية أوكرانية منفصلة، بشأن تسوية الأزمة الأوكرانية، ينتظر خلالها مناقشة آليات الهدنة الجزئية المقترحة لمدة 30 يوماً، وتركز على وقف الهجمات على منشآت الطاقة بين البلدين، وضمان سلامة الملاحة في البحر الأسود، وحماية البنية التحتية المدنية وتخفيف معاناة السكان في مناطق النزاع.
وينتظر أن تعقد المحادثات بين الأطراف على مستوى تقني الأحد، على أن تعقد على مستوى رسمي، الاثنين.
وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن خبراء من بلاده سيحضرون المحادثات، معرباً عن أمله في أن تؤدي الجولات القادمة إلى “وقف دائم للأعمال القتاليّة”.
وتأتي هذه المباحثات بعد جولة أولى من المباحثات الأميركية الروسية التي استضافتها العاصمة السعودية الرياض في فبراير الماضي، بين وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ونظيره الروسي سيرجي لافروف، وتناولت المباحثات عدة قضايا تتجاوز الأزمة الأوكرانية.
كما استضافت جدة في 11 مارس مباحثات أميركية أوكرانية بمشاركة روبيو، ومستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز، ووزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيا ومدير مكتب الرئيس الأوكراني أندريه يرماك ووزير الدفاع رستم عمروف، بعد الاجتماع العاصف بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض في 28 فبراير.
واتفقت موسكو وواشنطن خلال محادثات الرياض التي وصفت بـ”الناجحة” و”الإيجابية”، على 4 مبادئ أساسية تشمل: “الإسراع بتعيين السفراء وبدء المشاورات على مستوى نواب وزراء الخارجية لإزالة القيود على أنشطة البعثات الدبلوماسية في البلدين”، و”تعيين واشنطن لفريق رفيع المستوى للمساعدة للعمل على إنهاء الحرب في أوكرانيا”، إلى جانب إقامة حوار للاتفاق على سبل استئناف التعاون في المجال الاقتصادي، بما في ذلك الطاقة والفضاء وغيرها من المجالات ذات الاهتمام المشترك.
كما اتفقت واشنطن مع كييف عقب جولة المباحثات في جدة، على هدنة لمدنة 30 يوماً “إذا وافقت روسيا”، ولكن، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحفظ على الاقتراح، وعرض هدنة لمدة 30 يوماً، لا تتم خلالها مهاجمة منشآت الطاقة، وذلك خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي دونالد ترمب.
مسار تفاوضي أوسع
ورغم غياب أوكرانيا عن الجولة الأولى من المحادثات في الرياض، فإن الهدف كان التمهيد لمسار تفاوضي أوسع يشمل جميع الأطراف، وهو ما ينتظر أن يجري في جدة على مدار يومي الأحد والاثنين.
وأعقب المحادثات فبراير الماضي، الدفعٌ نحو إقرار “هدن محدودة”، تركزت بشكل خاص على البنية التحتية للطاقة، وأبدت روسيا وأوكرانيا دعماً لفكرة وقف الهجمات لمدة 30 يوماً على منشآت الطاقة، رغم صعوبة ضمان الالتزام الكامل.
ماذا نترقب في الجولة المقبلة من المحادثات في جدة؟
يتوقع أن تتبع الجولة الحالية أسلوب “الدبلوماسية المكوكية”، حيث يلتقي المفاوضون الأميركيون كل طرف (الروسي والأوكراني) على حده. بتسهيل ودعم سعودي.
ما هو أبرز ما ستتناوله هذه الجولة؟
• تفاصيل الهدنة المقترحة: مناقشة الآليات التنفيذية ومراقبة التزام الطرفين بوقف الهجمات، وتحديد المواقع التي تشملها الهدنة، خصوصاً منشآت الطاقة والمرافق المدنية.
• أمن الملاحة البحرية: تُطرح فكرة هدنة بحرية محدودة لحماية خطوط الملاحة في البحر الأسود، لما لها من أهمية للتجارة العالمية والأمن الإقليمي.
• الملف الإنساني: التركيز على حماية البنية التحتية المدنية وتخفيف معاناة السكان في مناطق النزاع.
الدور السعودي
تأتي هذه الوساطة انعكاساً لتوجه سعودي لتعزيز دور المملكة على الساحة الدولية، إذ تضع استضافة المملكة لهذه المحادثات السعودية في موقع “الوسيط المحايد”، وتؤكد التزامها بدعم المبادرات السلمية.
تفاؤل روسي حذر.. ومساع لإيجاد أرضية مشتركة
أعرب المفاوض الروسي جريجوري كاراسين عن أمله في تحقيق “بعض التقدم” خلال المحادثات في جدة في السعودية، وقال إن وفد بلاده يتبنى “موقفاً بناءً وإيجابياً قبل المحادثات.”
وسبق وأن تحفظت روسيا على اقتراح أميركي بوقف شامل وغير مشروط لإطلاق النار لمدة 30 يوماً، قبلته أوكرانيا في مفاوضات جدة.
واقترحت روسيا بدلاً من ذلك وقف الضربات الجوية على منشآت الطاقة. ويُتوقع أن تركز المحادثات على إيجاد أرضية مشتركة بين هذه المواقف المتباينة.
ضمان سلامة الملاحة في البحر الأسود
أعلن الكرملين أن المحادثات ستتناول سبل ضمان سلامة الشحن في البحر الأسود، وهو موضوع حيوي نظراً لأهمية المنطقة في تصدير الحبوب والسلع الأخرى.
سيناريوهات الحراك الدبلوماسي المقبل
تهدف مباحثات جدة، إلى تقريب وجهات النظر، بشأن مزيد من الضمانات لهدنة جزئية تشمل وقف الضربات على منشآت الطاقة وضمان سلامة الملاحة في البحر الأسود.
وإذا استمرت الخلافات حول شروط وقف إطلاق النار، فقد تستمر الأعمال القتاليّة مع التركيز على الجهود الدبلوماسية المستقبلية لتحقيق تقدم.