المحادثات الأميركية الروسية ستركز على الملاحة بالبحر الأسود

قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية “الكرملين”، ديميتري بيسكوف، إن روسيا والولايات المتحدة ستناقشان سبل ضمان سلامة الملاحة عبر البحر الأسود خلال محادثات تسوية الأزمة الأوكرانية المقررة في السعودية.
وكان ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب، صرّح، في وقت سابق من الأسبوع الجاري بأن المحادثات الأميركية الروسية ستُعقد الأحد في جدة، لكن بيسكوف قال رداً على سؤال من “رويترز” إنها قد تُعقد بعد ذلك في الأسبوع المقبل.
وقال بيسكوف: “نتوقع أن تستمر المفاوضات على مستوى الخبراء في الأيام المقبلة”، مضيفاً أن يوري أوشاكوف مساعد الكرملين تحدث مع مايك والتز مستشار الأمن القومي الأميركي، الأربعاء.
وأعرب بيسكوف عن أمله في استمرار المحادثات على مستوى الخبراء في الأيام المقبلة، مشيراً إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وترمب، ناقشا “مبادرة البحر الأسود”.
وساعدت تركيا والأمم المتحدة في التوسط في مبادرة تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، وهي اتفاقية أُبرمت في يوليو 2022 سمحت بتصدير ما يقرب من 33 مليون طن من الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود بأمان رغم الحرب.
وانسحبت روسيا من الاتفاقية بعد ذلك بعام واحد، واشتكت من أن صادراتها من الأغذية والأسمدة واجهت عقبات خطيرة.
وقال بيسكوف: “استوفينا جميع الشروط آنذاك، لكن الشروط المتعلقة بنا لم تُستوف”.
عسكرة أوروبا
وفي سياق آخر، قال المتحدث باسم الكرملين إن أوروبا شرعت في “مسار العسكرة”، وتحولت إلى “طرف حرب”، “في تناقض صارخ مع التزام موسكو وواشنطن بالتسوية السلمية”، وفق تعبيره.
واتهم بيسكوف، دول الاتحاد الأوروبي، بإعطاء الأولوية للحشد العسكري على جهود السلام، وذلك بالتزامن مع اجتماع كبار المسؤولين العسكريين الغربيين في بريطانيا لمناقشة دعم أوكرانيا.
ومع تقارب الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع روسيا، اتهم بيسكوف أوروبا بشكل متزايد بإطالة أمد الحرب في أوكرانيا.
ومن المتوقع أن يلقي رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الذي يقود إلى جانب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جهود تشكيل ما يُسمى بـ”تحالف الراغبين”، كلمةً أمام تجمع يضم حوالي 30 مسؤولاً عسكرياً في وقت لاحق من الخميس.
وذكر الكرملين، أنه يعتقد أن الحوار مع الولايات المتحدة يجب أن يمضي قدماً، طالما كانت هناك إرادة سياسية من الجانبين واستعداد للاستماع إلى بعضهما البعض، لكنه أضاف “لا أحد يتوقع حلولاً سريعة وسهلة”.
وكانت موسكو وواشنطن، اتفقا على “إجراء اتصالات دورية”، و”التحضير” لقمة بوتين وترمب المرتقبة، كما تم الاتفاق على “إبقاء قناة اتصال مفتوحة لحل المشكلات المتراكمة في العلاقات الروسية الأميركية، بهدف إزالة الحواجز الأحادية الجانب الموروثة من الإدارة الأميركية السابقة، أمام التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري المتبادل المنفعة”، بحسب الخارجية الروسية.
مواصلة الحوار
كما اتفق الجانبان خلال محادثات الرياض التي جرت في فبراير الماضي، على “مواصلة الاتصالات لحل المشكلات في العلاقات الثنائية بهدف إزالة العوائق أحادية الجانب التي تعرقل التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري المتبادل التي خلفتها الإدارة السابقة”، و”كيفية تحسين الشروط اللازمة لعمل البعثات الدبلوماسية الروسية في الولايات المتحدة على نحو سريع”.
ومثل الوفد الروسي خلال محادثات الرياض وزير الخارجية، سيرجي لافروف، ومساعد الرئيس الروسي، يوري أوشاكوف، والرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمار المباشر الروسي، كيريل دميترييف.
وشارك في المفاوضات من الجانب الأميركي، وزير الخارجية، ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومي، مايك والتز، والمبعوث الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف.
وبدأ التقارب بعد مكالمة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترمب في 12 فبراير الماضي، تلاها اجتماع وزيري خارجية البلدين.
واتفق الوفدان، بقيادة وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، ونظيره الروسي سيرجي لافروف، خلال اجتماعاتهم في السعودية، على فتح مناقشات حول البعثات الدبلوماسية.
وتبادلت روسيا والولايات المتحدة، خلال العقد الماضي، طرد الدبلوماسيين وتقييد عمليات تعيين الموظفين الجدد في البعثات الدبلوماسية، ما تسبب في نقص كبير في سفارتي البلدين.