قضت المحكمة العليا في الولايات المتحدة بالسماح لإدارة الرئيس دونالد ترمب بإلغاء برنامج يمنح الإقامة المؤقتة لنحو 500 ألف مهاجر من دول تواجه حروباً واضطرابات، حسبما أفادت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، الجمعة.

وأضافت الصحيفة أن إدارة ترمب كانت قد طلبت من المحكمة العليا السماح لها بإلغاء القيود المفروضة على ترحيل أكثر من نصف مليون مهاجر يعانون من أوضاع إنسانية مأساوية في بلادهم الأم.

ووفقاً للصحيفة، فإن الحكم يعرض المهاجرين من كوبا ونيكارجوا وفنزويلا وهاييتي وأوكرانيا إلى خطر الترحيل.

وكانت قناة FOX NEWS ذكرت، الثلاثاء الماضي، أن إدارة ترمب طلبت من المحكمة العليا التدخل والسماح لها بترحيل المهاجرين غير الشرعيين سريعاً إلى دول أخرى غير دولهم.
          
وكانت محكمة ابتدائية أصدرت أمراً عاماً يوقف محاولات ترحيل المهاجرين المقيمين بشكل قانوني سريعاً إلى دول أخرى بخلاف بلدانهم الأصلية.

حماية مؤقتة

وكانت إدارة الرئيس السابق جو بايدن قد منحت الأوكرانيين والهايتيين ما يُعرف بوضع “الحماية المؤقتة”، ما يسمح لهم بالبقاء في الولايات المتحدة طالما تعذر عليهم العودة إلى بلدانهم بأمان. 

وتشير بعض التقارير إلى أن أكثر من 200 ألف أوكراني، و500 ألف هايتي يمكن أن تشملهم خطة الترحيل الطوعي. 

ومنحت إدارة بايدن وضع الحماية المؤقتة للأوكرانيين في عام 2022، عقب اندلاع الحرب الروسية، بينما يتمتع الهايتيون بهذا الوضع منذ عام 2010، بعد الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد، وأودى بحياة الآلاف، وتم تمديده مراراً بسبب استمرار الأوضاع غير الآمنة. 

ويتماشى الدفع نحو الترحيل الطوعي مع أسلوب إدارة ترمب في تبني أساليب “غير تقليدية”، بل و”مثيرة للجدل” أحياناً، في ترحيل المهاجرين وغيرهم من الأجانب، بما في ذلك الترحيل القسري أو ترحيل أشخاص إلى دول ليست دولهم الأصلية. 

وفي ما يتعلق بأوكرانيا، حث دبلوماسيون أميركيون في يناير الماضي، مسؤولين في كييف على استقبال مواطنيها الذين يُرحلون من الولايات المتحدة، وربما أيضاً استقبال عدد غير محدد من المُرحلين من دول أخرى. 

وبينما سعت إدارة بايدن إلى تمديد الحماية المؤقتة للهايتيين حتى فبراير 2026، ألمحت وزارة الأمن الداخلي في عهد ترمب إلى أنها قد تلغي هذا الوضع اعتباراً من الصيف المقبل. 

وخلال حملته الانتخابية لعام 2024، انتقد ترمب مراراً المهاجرين الهايتيين في الولايات المتحدة، وروج شائعات بشأن أنهم “أكلوا الكلاب والقطط” في ولاية أوهايو.

المهاجرون الأفغان

ويشرف مكتب السكان واللاجئين والهجرة عادة على إعادة توطين اللاجئين داخل الولايات المتحدة، لا على ترحيلهم. 

لكن في ظل إدارة ترمب الثانية، توقفت غالبية برامج إعادة التوطين، باستثناء نحو 50 جنوب إفريقياً من البيض، قال ترمب إنهم يتعرضون للتمييز العنصري. 

وقال مصدر مطلع على مناقشات الإدارة إنه من المتوقع أن يكون المهاجرون الأفغان أول مجموعة كبيرة تُستهدف بحزم الترحيل الطوعي، رغم المخاطر التي قد يواجهونها لدى العودة إلى وطنهم تحت حكم طالبان. 

وبحسب المقترح، فإن أموال المساعدات الخارجية التي ستُستخدم في عمليات الترحيل الطوعي ستأتي من صندوق مساعدة المهاجرين واللاجئين، الذي يُستخدم تقليدياً في إعادة توطين اللاجئين داخل الولايات المتحدة، أو في مساعدة الأشخاص على العودة إلى أوطانهم عندما يُعتبر ذلك آمناً. 

وكان ترمب قد أصدر، فور توليه الرئاسة، أمراً تنفيذياً يقضي بتجميد المساعدات الخارجية لمدة 90 يوماً، لكن وزير الخارجية حينها، ماركو روبيو، سمح باستخدام بعض أموال الصندوق لدعم أنشطة منقذة للحياة، أو لإعادة مواطني دول ثالثة إلى بلدانهم الأصلية، أو إلى دول ثالثة آمنة”. 

شاركها.