اختارت الأكاديمية الملكية البريطانية للفنون “Royal Academy of Arts“، عملًا فوتوجرافيًا يحمل أسماء معتقلين سوريين في سجون النظام السوري السابق على قطع من قميص.

وقررت رئيسة المعرض عرض عمل “المختفون” لوضعها في الصالة الرئيسية ضمن فعاليات معرض صيف 2025.

العمل الذي حمل عنوان “المختفون”، هو صورة بعدسة المصور البريطاني ريتشارد آنسيت، تجسّد قطعة قماش كُتبت عليها أسماء معتقلين سوريين بالدم والصدأ، تم تهريبها من معتقل تحت الأرض في الفرقة الرابعة” في جبال معضمية الشام قرب دمشق، للتواصل مع عائلاتهم وللتوثيق.

وتعود أهمية قطع القميص، الذي قام بتهريبها المعتقل السابق في سجون نظام الأسد، منصور العمري، من كونها توضيحًا للأهوال التي يتعرض لها المعتقلون السوريون في سجون النظام السوري السابق، وفق ما قاله العمري ل في 24 من تموز 2023.

كُتبت بالصدأ والدم.. أسماء معتقلين سوريين في معرض على الساحل الغربي للولايات المتحدة

وكانت قد كُتبت للعمري حياة جديدة مع الإفراج عنه من قبل النظام السوري في عام 2012، ونجح حينها بتهريب قطع القميص وعليها أسماء 82 معتقلًا أحياء، لطمأنة ذويهم.

كتب منصور العمري ورفاقه أسماء المعتقلين بالصدأ والدم باستخدام عظام الدجاج، ولم تكن هناك وسيلة أخرى لكتابتها ثم تهريبها من سجن تحت الأرض يتبع للنظام السوري على خمس قطع قماشية.

ومن بين الأسماء التي يعرضها العمل نبيل شربجي، ومحمد الون، وعماد دباس، الذي قتلهم نظام الأسد في المعتقل، وعثر على بعضهم في صور قيصر.

وقال العمري، عبر حسابه في منصة “فيسبوك”، “سيبقى المفقودون حاضرين معنا ومع عائلاتهم، وسنظل نعمل من أجلهم إلى أن نصل للحقيقة والعدالة”.

ويُعرض العمل ضمن فعاليات معرض صيف 2025، الممتد من 17 من حزيران حتى من 17 آب، تحت إشراف المهندسة المعمارية الإيرانية البريطانية فرشيد موسوي، والتي ركزت في نسخته الحالية على “قدرة الفن على فتح الحوارات المجتمعية حول قضايا البيئة والبقاء والعيش المشترك”.

هذه القماشات بدأت تُعرض دوليًا منذ عام 2017، إذ تم عرضها في متحفي “محكمة الشعوب” و”تحريك عجلات العدالة” في مدينة لاهاي الهولندية، مقر محكمة العدل الدولية، ومتحف “البحر المتوسط” في العاصمة السويدية، استوكهولم، وقبل ذلك في “معرض سوريا: نرجوكم لا تنسونا” في متحف الهولوكوست بواشنطن، حيث عرضت لأكثر من سنتين.

كما عرضت في متحف متحف “أوريغون اليهودي ومركز تعليم الهولوكوست”، خلال معرض “حقوق الإنسان بعد الهولوكوست” في عام 2023، وكان الأول من نوعه في شمال غرب المحيط الهادئ، ومن القلائل على المستوى الوطني في الولايات المتحدة، الذي يتناول حقوق الإنسان ليس فقط من خلال الصور الأرشيفية والمقابلات مع اللاجئين الجدد من أفغانستان وأوكرانيا وتيغراي ودارفور، ولكن أيضًا من خلال مواد مستعارة من سوريا ورواندا وبنغلادش وكمبوديا والولايات المتحدة.

معرض صيف 2025 في لندن

تأسست الأكاديمية الملكية البريطانية للفنون في منتصف القرن الثامن عشر في لندن، بهدف دعم فنون الرسم والعمارة، وهي واحدة من بين أعرق المؤسسات الفنية في أوروبا، وتمتاز بشهرة عالمية لنوعية المعارض المؤقتة والمتنقلة التي تقيمها على مدار السنة

يُقام المعرض الصيفي سنويًا دون انقطاع منذ عام 1769، ويعرض مجموعة متنوعة من الأعمال المعاصرة، بما في ذلك المطبوعات واللوحات والأفلام والصور الفوتوغرافية والمنحوتات والأعمال المعمارية.

معظم الاعمال التي يتم عرضها متاحة للشراء، وتدعم مبيعاتها الفنانين المشاركين ومستقبل الأكاديمية الملكية مباشرة، وهي مؤسسة خيرية لا تتلقى أي تمويل حكومي.

وتتضمن أبرز المعروضات هذا العام تركيبًا ضخمًا للفنان رايان جاندر في الفناء، يضم خمس كرات قابلة للنفخ يبلغ طول كل منها ثلاثة أمتار، ولوحات جديدة للفنانة تريسي إمين، ومجموعة من التركيبات النحتية المعلقة من سقف المعرض.

المصدر: عنب بلدي

شاركها.