المراهنات الإلكترونية في سوريا.. تحذيرات تقنية وقانونية

يتداول عدد من المستخدمين السوريين تطبيقات للمراهنات الإلكترونية انتشرت مؤخرًا كظاهرة افتراضية تستقطب العديد من رواد عمليات الرهان و”ضربة الحظ”، ما يثير تحذيرات تقنية ومخاطر قانونية.
“شاركت باللعبة لأول مرة كتجربة مسلية، لكن ربحي لأكثر من مرة دفعني لوضع مبلغ كبير خسرته بعد أن فاتني الحظ”، بهذه العبارة روى سامر عيسى ل تجربته مع تطبيق “أي شانسي” للمراهنات الإلكترونية.
كيف تحدث المراهنات
تُعد المراهنات الإلكترونية نوعًا من التطبيقات أو مواقع عبر الإنترنت تتيح للمستخدمين الرهان على نتائج المباريات الرياضية أو بعض الألعاب.
يقوم المستخدم بإنشاء حساب شخصي وإيداع الأموال ليتمكن من وضع رهاناته، وتعتمد الأرباح على صحة التوقعات، ويتم حسابها وفقًا لاحتمالات الربح المحددة مسبقًا.
وإذا كانت النتيجة المحققة هي الخسارة، فيجب على المستخدم أن يشحن حسابه بأموال إضافية حتى يتمكن من متابعة اللعب، أما في حالة الربح فتضاف الأرباح لرصيده حتى يتمكن من سحبها لاحقًا.
يبرر مصطفى مراد في حديثه ل مشاركته بالمراهنات الإلكترونية بـ”التسلية”، إذ لا يخاطر بمبلغ كبير بعد خسائره المتكررة، معتبرًا أن هذه التطبيقات “سيف ذو حدين” أي يمكن للمستخدم جني الأرباح مقابل مبلغ كبير قد يخسره بنسبة كبيرة.
أنواع الرهانات
أوضح خبير التكنولوجيا وأمن المعلومات عامر بشار، ل، أن للرهانات الرياضية الإلكترونية أنواعًا عدة تتمثل بـ:
- رهان النتيجة النهائية: توقع الفائز بالمباراة أو التعادل.
- رهان عدد الأهداف: التنبؤ بإجمالي الأهداف المسجلة.
- رهانات مركبة: الجمع بين أكثر من رهان لزيادة العائد المحتمل.
وعلى الرغم من غياب إحصاءات رسمية دقيقة في سوريا، بحسب بشار، فإن الإقبال على تطبيقات المراهنات يشهد تزايدًا، خاصة بين الشباب الذين يبحثون عن فرص لتحقيق مكاسب مالية في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
في 2018، توقع تقرير لموقع “Zion Market Research” أن يصل حجم سوق المراهنات الرياضية العالمية إلى 155.4 مليار دولار بحلول عام 2024.
شبكات “مجهولة” تدير العملية
بيّن الخبير التكنولوجي وأمن المعلومات، أن عمليات الإيداع والسحب تحدث من خلال وسطاء محليين يُعرفون باسم “الديلرية”، ويقوم المستخدم بتسليم الأموال نقدًا مقابل شحن حسابه بعملات رقمية داخل التطبيق.
وفي حال تحقيق الأرباح، يتسلم المستخدم المبلغ بنفس الطريقة عبر الوسيط، ما يجعل العملية غير رسمية وتفتقر إلى أي إطار قانوني يحمي المستخدمين، بحسب عامر بشار.
عادةً ما تُدار هذه التطبيقات من قبل “شبكات منظمة”، تشمل مستويات مختلفة من الوسطاء، بدءًا من المشغلين الرئيسين وصولًا إلى “الديلرية” الذين يتعاملون مباشرة مع المستخدمين، أي أن عملية الأرباح تعتمد على نظام هرمي، إذ تحقق الجهات المشغلة أرباحًا طائلة من خسائر المستخدمين، وفق ما أفاد به عامر بشار.
تحذيرات تقنية
الخبير التقني سامر أبو راشد، عبر ل عن رفضه لتطبيقات المراهنات الإلكترونية، التي تعود بالأثر السلبي الكبير على مختلف شرائح مستخدميها من خلال الإدمان التي تسببه.
وضعت تلك المراهنات عددًا كبيرًا من المستخدمين أمام “ورطة مادية” نتيجة تراكم الديون، ما أجبر الكثيرين على بيع ممتلكاتهم الشخصية أو رهن عقاراتهم، وقد يلجأ البعض للنصب والاحتيال والسرقة وربما تصل للقتل للحصول على اموال تغطي خسارتهم.
“تطبيقات كارثية ليحصل المستخدم على أرباح لا تشكل إلا نسبة صغيرة أمام الخسارات الهائلة التي تحدث”، بحسب قول سامر أبو راشد.
ويرى الخبير التقني أن دافع اللجوء لهذه التطبيقات يكمن بمحاولة يائسة للهروب من الواقع الاقتصادي المتردي في سوريا، والحلم بالثراء السريع، لينتهي الأمر بمستنقع كبير من الديون والمشكلات المالية.
وأكد سامر أبو راشد ضرورة إيقاف ظاهرة المراهنات، ومحاولة البحث عن حلول حقيقية لمكافحة البطالة وتوفير فرص عمل لتدفع الشباب بعيدًا عن المراهنات الإلكترونية.
مخاطر قانونية
المحامي رامي هاني الخيّر، أوضح ل أن المراهنات الإلكترونية تعتبر نوعًا من أنواع القمار، ويعاقب عليها القانون السوري بحبس المتورطين سواء كانوا مستخدمين أو يديرون العملية.
وبحسب الخيّر، فإن شركات المراهنات غير القانونية ووكلاء تطبيق “أي شانسي” تمت ملاحقتهم بالفترة الأخيرة في محافظة اللاذقية ودمشق في منطقة جرمانا.
ونفى الخيّر الشائعات التي انتشرت في الفترة الأخيرة، حول السماح بمواقع التداول المالية الإلكترونية في سوريا.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية
أرسل/أرسلي تصحيحًا
مرتبط
المصدر: عنب بلدي