قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، الأحد، إن أوروبا تعمل على وضع “خطط دقيقة للغاية” لنشر قوات متعددة الجنسيات في أوكرانيا في إطار ضمانات أمنية لمرحلة ما بعد الحرب، والتي ستحظى بدعم كامل من القدرات الأميركية، فيما توقَّع المستشار الألماني فريدريش ميرتس استمرار الحرب في أوكرانيا لفترة طويلة.

وأضافت فون دير لاين في مقابلة مع صحيفة “فاينانشال تايمز”: “أكد لنا (الرئيس الأميركي دونالد) ترمب أنه سيكون هناك وجود أميركي في إطار آلية الدعم… هذا كان واضحاً للغاية، وجرى التأكيد عليه مراراً”.

وذكرت الصحيفة أن “الانتشار العسكري من المقرر أن يشمل عشرات الآلاف من القوات بقيادة أوروبية ودعم أميركي يشمل أنظمة تحكم وسيطرة وأصول مراقبة واستطلاع”، مضيفة أنه” تسنى الاتفاق على هذا الترتيب خلال اجتماع بين ترمب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقادة أوروبيين كبار الشهر الماضي”.

ونقلت الصحيفة عن 3 دبلوماسيين مطّلعين قولهم إن من المقرر أن “يجتمع زعماء أوروبيون منهم المستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي ‘الناتو’ مارك روته، وفون دير لاين في باريس يوم الخميس، بدعوة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمواصلة المناقشات رفيعة المستوى بشأن أوكرانيا”.

“استمرار الحرب لوقت طويل”

من جهة أخرى، قال المستشار الألماني، إنه يتوقع أن تدوم الحرب في أوكرانيا طويلاً؛ نظراً لأن الحروب عادة ما تنتهي بهزيمة عسكرية أو استنزاف اقتصادي، وهما احتمالان لا بوادر لهما حتى الآن سواء‭‭ ‬‬بالنسبة لكييف أو موسكو.

وتأتي تعليقات ميرتس قبل يوم من انتهاء المهلة التي حددها ترمب لعقد اجتماع بين رئيسي روسيا وأوكرانيا تمهيداً لعقد محادثات إحلال السلام، إذ هدد ترمب بـ”عواقب” ما لم يُعقد الاجتماع.

وأشار ميرتس وماكرون إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، هو المسؤول عن هذه الأزمة، وحثا الولايات المتحدة على فرض عقوبات أكثر صرامة على موسكو.

وذكر ميرتس في مقابلة مع قناة ZDF الألمانية: “أعد نفسي لاستمرار هذه الحرب لفترة طويلة”. وأضاف: “هناك جهود تُبذل من خلال مبادرات دبلوماسية مكثفة لوضع حد للحرب في أسرع وقت ممكن، لكن هذا لا يمكن أن يحدث على حساب استسلام أوكرانيا؛ لأن روسيا حينها ستستهدف ببساطة دولة أخرى”.

ومضى قائلاً: “بعد غد، سنكون نحن المستهدفون.. هذا ليس خياراً”. وأحجم ميرتس عن التطرق خلال المقابلة إلى احتمال نشر قوات ألمانية في أوكرانيا في إطار الضمانات الأمنية في حال التوصل إلى اتفاق سلام.

من جانبه، قال الكرملين، إن القوى الأوروبية تعرقل جهود السلام التي يبذلها ترمب، وإن روسيا ستواصل عملياتها في أوكرانيا إلى أن تلمس علامات حقيقية على استعداد كييف للسلام.

كييف تتوعد موسكو

وعلى جانب آخر، توعد الرئيس الأوكراني، الأحد، بشن المزيد من الهجمات في عمق روسيا؛ رداً على هجماتها بالطائرات المسيّرة على منشآت كهرباء في شمال أوكرانيا وجنوبها الليلة الماضية، والتي أدت إلى انقطاع الكهرباء عن نحو 60 ألف منزل ومبنى.

وكثفت روسيا وأوكرانيا غاراتهما الجوية في الأسابيع القليلة الماضية في خضم حربهما الدائرة منذ ثلاثة أعوام ونصف العام. وبينما تستهدف موسكو أنظمة الطاقة والنقل في أوكرانيا، تهاجم كييف مصافي تكرير النفط وخطوط الأنابيب الروسية.

وكتب زيلينسكي على منصة “إكس”، بعد لقائه بقائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي: “سنواصل عملياتنا النشطة بما يضمن تماماً الدفاع عن أوكرانيا. القوات والموارد جاهزة. وجرى التخطيط أيضاً لشن هجمات جديدة في العمق”. ولم يتطرق الرئيس الأوكراني إلى مزيد من التفاصيل عن هذه الخطط.

وقالت القوى الأوروبية، إنها “لا تعتقد أن بوتين يسعى لتحقيق السلام في أوكرانيا”.

في المقابل، أكد بوتين في أكثر من مناسبة أنه “مستعد لمناقشة السلام”، لكنه شدد على أن “روسيا لن تتخلى عن أي من الأراضي التي استولت عليها في أوكرانيا”.

لقاء بوتين وزيلينسكي “مستبعد”

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قد استبعد عقد لقاء بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي في الوقت الراهن، مشيراً إلى أن الطائرات الأميركية قد تكون مطلوبة لمساعدة أوروبا في تأمين نهاية للحرب.

وأكد ترمب في مقابلة مع صحيفة “ديلي كولر” الأوكرانية، الجمعة، استعداده لتقديم ضمانات أمنية، حتى وإن شملت دعماً جوياً أميركياً، من أجل وقف القتال في أوكرانيا.

كما تطرق إلى الانتقادات التي تقول إن استمرار الانخراط الأميركي يتعارض مع مبدأ “أميركا أولاً”، مشدداً على أن تدخل بلاده سيكون محدوداً.

وعند سؤاله إذا ما كان لا يزال يفكر في ضمانات أمنية باستخدام جنود أميركيين، قال ترمب: “ربما نفعل شيئاً.. أود أن أرى حلاً. هؤلاء ليسوا جنودنا، لكن هناك ما بين 5 إلى 7 آلاف شخص، معظمهم من الشباب، يُقتلون كل أسبوع. إذا كان بإمكاني إيقاف ذلك، وطائرة تحلق بين الحين والآخر، فسيكون ذلك في الغالب من جانب الأوروبيين، لكننا سنساعدهم. إنهم بحاجة إلى ذلك، وسنساعدهم إذا استطعنا التوصل إلى اتفاق”.

شاركها.