أكد الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الحديث عن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم هو حديث يفرضه الحب والشوق والحنين، مشددًا على أن حياة المؤمن لا تنفصل عن محبته وتعظيمه.
وأوضح الورداني، أن المولد النبوي الشريف يمثل لحظة فارقة في تاريخ البشرية، حيث أضاء الكون بنور سيد الخلق، وغاضت بحيرة ساوة، وانطفأت نيران الفرس، ليشهد العالم أن لا نور يعلو فوق نور النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وأشار إلى أن الله سبحانه وتعالى أشار إلى عظمة مولده الكريم بقوله: {قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين}، معتبرًا أن مولد النبي هو ميلاد الإنسان الكامل والرحمة المهداة، وأعظم عطية إلهية للبشرية، إذ يجمع بين الحنان والجمال والهداية.
مظاهر الاحتفال
وشدد أمين الفتوى على أن الفرح بالمولد لا يقتصر على مظاهر الاحتفال من أناشيد وزينة، بل يتجلى في كونه حياة متجددة ونورًا ممتدًا يضيء القلوب والعقول، ويمنحها الطمأنينة بعد الغفلة والاضطراب، واصفًا الذكرى بأنها مدد إلهي دائم وميلاد لعقل واعٍ وقلب نقي وأمة تدرك رسالتها الحضارية.
دار الإفتاء: يجوز التسمية بـ “طه” و”ياسين” رغم اختلاف العلماء
وفي سياق متصل، أوضحت دار الإفتاء المصرية أنه لا حرج شرعًا في التسمية باسمي “طه” و”ياسين”، مشيرة إلى أن بعض العلماء عدّهما من أسماء النبي صلى الله عليه وآله وسلم، رغم وجود خلاف في ذلك.
واستندت الإفتاء إلى حديث ضعيف ورد عن أبي الطفيل رضي الله عنه، ذكر فيه عشرة أسماء للنبي، منها “يس” و”طه”، إلى جانب أسماء أخرى وردت في القرآن والسنة مثل: محمد، أحمد، الحاشر، الماحي، والعاقب.
كما أشارت إلى أن علماء الأمة اهتموا بتأليف كتب خاصة بأسماء النبي صلى الله عليه وآله وسلم، منها مؤلفات للسيوطي والقرطبي وابن فارس، أبرزها “الرياض الأنيقة” و”البهجة السنية”، حيث أوصل بعضهم عدد أسمائه إلى ثلاثمائة اسم، منها ما ورد في القرآن الكريم مثل: الشاهد، المبشر، النذير، السراج المنير، ومنها ما ورد في السنة فقط مثل: نبي الرحمة، نبي التوبة، المتوكل.