قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “الناتو” مارك روته، إن نجاح المناورات النووية السنوية للحلف العسكري في وقت سابق من الشهر الماضي أعطاه “ثقة مطلقة في مصداقية الردع النووي للحلف” في مواجهة التهديدات الروسية.

ونقلت صحيفة “فيلت أم زونتاج” الألمانية الأسبوعية عن روته قوله: “عندما تستخدم روسيا خطاباً نووياً خطيراً ومتهوراً، يجب أن يعرف سكاننا أنه لا داع للذعر، لأن حلف شمال الأطلسي لديه ردع نووي قوي”.

وأضاف: “يجب أن يعلم (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين، أن الحرب النووية لا يمكن حسمها أبداً، ويجب ألا نخوضها أبداً”.

وحذر بوتين الغرب مراراً من العواقب النووية المحتملة منذ الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا عام 2022، وأعلن الشهر الماضي أن روسيا يمكن أن تستخدم الأسلحة النووية، إذا تعرضت للقصف بصواريخ تقليدية، وأن موسكو ستعتبر أي هجوم عليها مدعوما بقوة نووية هجوماً مشتركاً.

وكان مسؤول عسكري كبير ألماني، حذر من أن روسيا لديها القدرة على شن “هجوم محدود” ضد أراضي دول حلف الناتو في أي وقت، لكن قرار التحرّك سيعتمد على موقف الحلفاء الغربيين.

وقال الفريق ألكسندر سولفرانك الذي يرأس قيادة العمليات المشتركة في ألمانيا، ويشرف على التخطيط الدفاعي لـ”رويترز”: “إذا نظرنا إلى قدرات روسيا الحالية وقوتها القتالية، يمكن لروسيا أن تشن هجوماً محدود النطاق ضد أراضي حلف شمال الأطلسي بداية من الغد”.

وأضاف: “(هجوم) صغير وسريع ومحدود إقليمياً، وليس كبيراً، فروسيا عالقة للغاية في أوكرانيا للإقدام على ذلك”.

في المقابل، ينفي الرئيس الروسي وجود “نوايا عدائية”، قائلاً، إن غزو موسكو لأوكرانيا في عام 2022، كان للتصدي لطموحات حلف “الناتو” التوسعية المهددة لروسيا.

مناورات الناتو

واستضافت هولندا الشهر الماضي، مناورات الردع النووي السنوية لحلف الناتو، بمشاركة 71 طائرة من 14 دولة.

وقال روته آنذاك إن المناورات “تبعث برسالة واضحة لأي خصم محتمل بأننا سنحمي جميع الحلفاء، وندافع عنهم في مواجهة كافة التهديدات”.

وأعلن حلف الأطلسي أن القواعد في كلاينه بروجل في بلجيكا ولاكينهيث في بريطانيا وسكريدستروب في الدنمارك ستشارك أيضاً، إذ لم تستخدم التدريبات الأسلحة النووية، ولكنها تحاكي سيناريوهات يمكن استخدامها فيها.

ولم تُجرِ أي من القوى النووية الثلاث الكبرى، روسيا، الولايات المتحدة، والصين، أي اختبار نووي منذ عام 1996 عندما أجرت الصين آخر اختبار لها، وأما آخر اختبار نووي لروسيا، فكان عام 1990، وللولايات المتحدة عام 1992.

لكن الدول النووية الكبرى تواصل تطوير واختبار أنظمة إيصال الرؤوس النووية، فقد أعلنت روسيا قبل أيام أنها نجحت في اختبار طوربيد “بوسايدون” فائق السرعة يعمل بالطاقة النووية.

شاركها.