النظام السوري يهاجم مؤتمر بروكسل: منتقدًا سياسات الاتحاد الأوروبي تجاه سوريا
هاجم النظام السوري مؤتمر “بروكسل 8″، منتقدًا سياسيات الاتحاد الأوروبي تجاه سوريا ولا سيما موقفها من عودة اللاجئين، وذلك بعد ثلاثة أيام على انعقاد المؤتمر الوزاري للمانحين.
وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان لها، الخميس 30 من أيار، إن بعض الدول الغربية تؤكد خلال مؤتمر “بروكسل” على استمرار سياساتها الخاطئة التي دأبت على اتباعها تجاه سوريا لأكثر من عشر سنوات وحتى الآن، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
ودعت الخارجية إلى أهمية تمويل خطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية في سوريا، بعيدًا عن أي اعتبارات سياسية، أو أجندات ضيقة تروّج لها الدول الغربية، مشيرة إلى أن بعض الدول عبّرت “بشكل موضوعي” خلال المؤتمر، عن أهمية دعم جهود تعزيز مشاريع التعافي المبكر، بما يُسهم في الارتقاء بالوضع الإنساني والمعيشي للسوريين، ويسمح بعودة اللاجئين إلى سوريا.
بدوره انتقد مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، قصي الضحاك، مؤتمر “بروكسل” بسبب دعوته إلى عدم عودة اللاجئين السوريين، مضيفًا أنه “كان الأجدى به تخصيص التمويل لتيسير ودعم هذه العودة عبر تعزيز مشاريع التعافي المبكر وزيادتها كمًا ونوعًا، وتوفير الخدمات والاحتياجات الأساسية”، وذلك خلال حديثه في جلسة لمجلس الأمن، الخميس 30 من أيار.
ولفت الضحاك إلى أن “مخرجات مؤتمر بروكسل تبرز تجاهل القوى النافذة في الاتحاد الأوروبي للدعوات التي أطلقتها 8 دول أوروبية مؤخرًا، لإعادة تقييم السياسات الأوروبية الخاطئة واعتماد مقاربات جديدة تتيح العودة الطوعية للاجئين”، وفق ما نقلت عنه صحيفة “الوطن” المحلية.
وأضاف الضحاك أن “إعادة الأمن والاستقرار وتحسين الأوضاع الإنسانية في سوريا، يستوجب مكافحة الإرهاب وإنهاء الوجود العسكري الأجنبي غير الشرعي، ووضع حد لما يرتبط به من أعمال عدوان ودعم لكيانات وميليشيات إرهابية”.
وكان النظام السوري التزم الصمت خلال اليوم الحواري لمؤتمر “بروكسل 8” في 30 من نيسان الماضي، رغم أن الخارجية السورية كانت تهاجم المؤتمر كل عام عبر مجموعة بيانات، آخرها عام 2023، حين قالت إن الاتحاد الأوروبي “اختار تغييب الدولة السورية عنه كيلا تنكشف حقيقة أهدافه وسياساته المفلسة نتيجة للإجراءات القسرية اللاإنسانية واللاأخلاقية التي يواجهها الشعب السوري والمفروضة عليه من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي”.
وحملت البيانات السابقة للخارجية نفَسًا مشابهًا، أبرزها أن المؤتمر فعالية استعراضية لا مشروعية له، وأنه تدخل سافر في الشأن الداخلي السوري، مع رفضها للمؤتمر واستغرابها من غياب الطرف المعني (النظام السوري)، معتبرة أن هناك تسييسًا متعمدًا من الاتحاد الأوروبي للشأن الإنساني للاستمرار في ممارسة الضغوط على سوريا وتعقيد الأزمة فيها وإطالة أمدها، وأن المؤتمر لا يتفق مع مبادئ الأمم المتحدة الناظمة للعمل الإنساني.
وتعهدت الجهات المشاركة في مؤتمر “بروكسل 8 حول دعم مستقبل سوريا والمنطقة”، بتقديم مساعدات مالية بقيمة 7.5 مليار يورو (8.1 مليار دولار) على شكل منح وقروض لمساعدة السوريين، وذلك خلال المؤتمر الوزاري للمانحين الذي عُقد الاثنين 27 من أيار في العاصمة البلجيكية بروكسل.
وأفادت وكالة “أسوشيتد برس” أن إجمالي التعهدات لهذا العام سيكون 5 مليارات يورو على شكل منح، بينها 3.8 مليار يورو لعام 2024، و1.2 مليار يورو للعام المقبل وما بعده، أما باقي المبلغ (2.5 مليار يورو) فسيكون على شكل قروض.
وسبق الاجتماع الوزاري للمانحين، انعقاد اليوم الحواري في 30 من نيسان الماضي، والذي حضره حينها أكثر من 600 مشارك من منظمات المجتمع المدني السورية من سوريا والدول المجاورة والمغتربين، إلى جانب الأمم المتحدة والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، والبلدان الشريكة ومنظمات غير حكومية دولية، بينما غاب وفد النظام عن حضور المؤتمر.
مرتبط
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي