
لم تكن قصواء الخلالي تتخيّل أن تصل الأمور بها للاستغاثة بالرئيس نفسه، بعد سنوات من الدفاع عن النظام وتلميع صورته. المرأة التي خدمت مكتب الرئيس وجدت فجأة أن يد الدولة تضرب على بابها بقوة، اقتحمت منزلها قوات مجهولة، صادرت أجهزة وحطمت أبوابًا، واعتقلت شقيقها ورئيس تحرير موقعها “إيجبتك”.
قصواء حاولت الاتصال بكل الأجهزة فلم تلقَ ردًا، رغم ماضيها في الدفاع عن السلطة ومكانتها داخلها. الصدمة كانت أن كل ما بنته خلال سنوات أصبح بلا حماية، وأن مركز قوة قرر أنها انتهت.
الضغط بدأ منذ أغسطس الماضي: منعها من الظهور، إغلاق برنامجها، وقف تعاقداتها، وتجفيف مصادر رزقها، ثم اعتقال شقيقها ومصادرة ممتلكاتها. اليوم تجد نفسها مضطرة للاستغاثة بالرئيس، بينما الرواية الرسمية تُنكر وجود أي ظلم وتقدم تبريرات جاهزة لا تجيب عن سؤال واحد.
القضية تتجاوز قصواء وحدها، لتكشف عن صراع داخلي في السلطة، حيث أجهزة تتصرف بلا تنسيق ومراكز قوى تتصارع، وشخصيات كانت جزءًا من الصوت الرسمي تتحول فجأة إلى فرائس. المشهد علامة على نظام يلتهم دائرته الداخلية: حين تدخل الدولة مرحلة الافتراس، تبدأ بأبنائها.
