أعلنت إدارة مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي أن فيلم “النعمة” (La Grazia)، من تأليف وإخراج الإيطالي الحائز على جائزة الأوسكار، باولو سورّينتينو، سيكون فيلم افتتاح دورته الثانية والثمانين التي ستُقام في الفترة من 27 أغسطس إلى 6 سبتمبر.
وسيُعرض الفيلم ضمن المسابقة الرسمية في 27 أغسطس بقاعة “الصالة الكبرى” في قصر السينما بجزيرة ليدو فينيسيا، خلال أمسية الافتتاح الرسمية للمهرجان. وهو من بطولة الممثل توني سيرفيلّو إلى جانب آنّا فيرتزيتّي.
عودة سحرية إلى فينيسيا
وأعرب المدير الفني للمهرجان آلبرتو باربيرا، عن سعادته الكبيرة “بأن يكون فيلم سورّينتينو الجديد والمرتقب هو العمل الذي سيفتتح هذه الدورة”.
وأشار إلى مشاركته الأولى في المهرجان عام 2001 بفيلمه الأول اللاعب الاضافي (L’Uomo in più)، وأضاف: “لقد تطوّر هذا الرابط بين المخرج والمهرجان على مر السنين، وتكرّس مع عرض مسلسل البابا الشاب بجزئيه، ومن ثمّ فيلم لقد كانت يد الله (Era la mono Di Dio)، الذي نال الأسد الفضي، الجائزة الكبرى للجنة التحكيم عام 2021”.
وأضاف باربيرا أن عودة سورّينتينو إلى المسابقة الرسمية للمهرجان “تتم هذه السنة بفيلم يتمتع بأصالة كبيرة وانسجام عميق مع واقعنا المعاصر، وسيكون لجمهور البندقية شرف اكتشافه في ليلة الافتتاح”.
مخرج استثنائي
ولد باولو سورّينتينو في نابولي عام 1970، وبدأ مسيرته السينمائية بإخراج فيلمه الروائي الطويل الأول “اللاعب الإضافي” الذي عُرض بمهرجان فينيسيا عام 2001. ومنذ ذلك الحين، فرض اسمه كأحد أبرز المخرجين الإيطاليين في الساحة الدولية.
في عام 2004، أخرج فيلم “عواقب الحب” (Le conseguenze dell’amore) “الذي عُرض في مهرجان كان السينمائي الدولي، وكذا فيلم “صديق العائلة” (L’Amico di Famiglia) عام 2006. أما فيلم “إيل ديفو” (Il Divo)، أي “النجم”، فقد كان العمل المفصلي الذي عاد به إلى مهرجان كان وفاز بـ”جائزة لجنة التحكيم”.
ثم جاء فيلمه العالمي الأول “لا بد أن هذا هو المكان” (This must be the place) عام 2011 بطولة شون بن، وتلاه فيلم “الجمال الباهر” (La grande bellezza) في 2013، الذي توّجَ بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي، إلى جانب جولدن جلوب، وجائرة بافتا، و3 جوائز أوروبيّة.
وفي عام 2015، عاد إلى كان بفيلم “الشباب” (Youth)، الذي نال 3 جوائز أوروبيّة، وتم ترشيحه لجائزة الأوسكار ولجائزتين من جولدن جلوب.
من الشاشة الكبرى إلى الصغيرة
ولم يقتصر حضور سورّينتينو على السينما، بل انتقل أيضاً إلى التلفزيون بمسلسل البابا الشاب (The Young Pope) عام 2016، الذي حقق نجاحاً كبيراً، قاد إلى الجزء الثاني البابا الجديد (The New Pope) عام 2019، بمشاركة كل من جود لو وجون مالكوفيتش، وترشّح لجوائز جولدن جلوب وإيمي.
وفي 2018، أخرج فيلم “هم” (Loro) عن رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق سيلفيو برلسكوني، من بطولة توني سيرفيلو.
عودة إلى الجذور
في عام 2021، عاد سورّينتينو إلى مسقط رأسه نابولي من خلال فيلمه الذاتي والمؤثر “كانت يد الله” (È stata la mano di Dio)، الذي حصد الأسد الفضي في مهرجان البندقية، وفاز الفيلم بجائزة مارتشيلّو ماسترويانّي لأفضل طاقة شابة.
كما ترشح لجائزة الأوسكار كأفضل فيلم أجنبي، وفاز بـ5 جوائز “دافيد دي دوناتيلو” (الأوسكار الإيطالي) و4 شرائط فضية (Nastri d’Argento) الممنوحة من قبل جمعية نقّاد وصحفيي السينما، من بينها أفضل فيلم وأفضل إخراج.
وأنجز في عام 2024، فيلم بارثينوب Parthenope (الاسم الأسطوري لنابولي)، والذي نافس على السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي.
“النعمة”.. عنوان مفتوح على احتمالات
لم يُكشف بعد عن تفاصيل قصة فيلم “النعمة”، لكن العنوان نفسه يوحي بالكثير: هل هي نعمة الخلاص؟ أم الخلود؟ أم نعمة الفنّ في عالم تملؤه القسوة؟
لا أحد يعلم حتى الآن، لكنّ ما هو مؤكد هو أن سورّينتينو يذهب، في كل مرة، أبعد مما نتوقع، ويجعل من كل فيلم له تجربةً حسية وفكرية معاً.
فهل سيكون فيلم “النعمة” امتداداً لذاكرة نابولي التي ظهرت في “كانت يد الله”، أم أنه خيال جديد عن المعجزة والزمن والتديّن والجمال؟
أسئلة ستجد أجوبتها في ليلة 27 أغسطس، حين تُضاء شاشة قصر السينما بـافتتاحية مُترقّبة من واحد بين أبرز المخرجين في العالم.